أكدت دراسة طبية حديثة أن جسم الإنسان يعتاد على تحمل الألم بشكل تدريجي حتى يتأقلم معه مع مرور الزمن، وأن النساء هن الأكثر قدرة على التحمل في هذا المجال بسبب خبرتهن الطويلة، خصوصاً ما يتعرضن له من ألم على مدار السنة من الدورة الشهرية والحمل والولادة. وتشير الدراسة -التي أعدها المركز الطبي في العاصمة التشيكية براغ- إلى أن العامل النفسي يلعب دوراً أساسياً في تحمل الألم، ليتحول إلى تكوين مواد داخل الجسم تساعد على تخفيفه ولا تقضي عليه تماماً. فعلى سبيل المثال، النساء ينجحن بشكل أفضل من الرجال في الاستعداد نفسياً لتحمل الألم بشكل طبيعي بينما يحاول الرجال إخماده بشكل علاجي ودوائي. ويلاحظ عند كبار السن من الجنسين تسامحهم مع الألم نفسياً، وتحملهم له أكثر لاعتقادهم أن الأمر طبيعي مع التقدم بالعمر. الطبيبة المشاركة بهذه الدراسة ريناتا مارتينكوفا قالت للجزيرة نت إن الآلام المزمنة عند الرجال يمكن معالجتها بشكل أفضل، وإن فترة المعالجة لا تستغرق وقتاً طويلاً وهذا يعتبر مرضاً بحد ذاته تجب معالجته. أما الآلام الآنية التي يعبر عنها الجسم بشكل طبيعي بعد ارتفاع درجة حرارته فتعتبر طبيعية وتزول بعد معرفة سبب المرض، وهنا قدرة التحمل تختلف من شخص إلى آخر ونظراً لخبرة النساء فإنهن يتأقلمن معه بشكل مميز. طريقة العلاجوتضيف مارتينكوفا أن طريقة علاج الآلام بشكل جيد تخضع إلى معرفة طبيعة المرض وتشخيصه بشكل دقيق من أجل وصف الدواء المناسب له. فعلى سبيل المثال تتم السيطرة على الآلام القصيرة الأمد مثل ألم الظهر والأسنان والرأس والتي تلي العملية الجراحية أو التي تلي الإصابات المباشرة بالأدوية المسكنة، في حين لا تتم السيطرة بشكل كامل على الآلام التي تنشأ من الأورام الداخلية إلا بعد معالجتها بشكل ناجح وكامل. ولابد من الإشارة إلى أن الجسم الذي يعتاد على تناول المسكنات، حتى في الحالات البسيطة يصبح غير قادر على التحمل بشكل طبيعي. وينصح هنا ألا يقدم الإنسان على تناول الحبوب المسكنة للآلام إلا في الحالات الصعبة والتي تخرج عن السيطرة، وألا يتم شراء أي دواء دون معرفة محتواه. وتحذر الطبيبة من وجود بعض الأدوية التي تحتوي على مواد فعالة متشابهة وتحمل أسماء متعددة لكن قد يكون لها آثار جانبية على المريض قد تؤذيه مثل فعالية مادة ديكلوفيناك وإيبوبروفين لدى كبار السن، ويكون التأثير الجانبي السلبي لها هو نزف داخلي في الجهاز الهضمي.العامل النفسيالطبيب النفساني الشهير في براغ يرجي تيل أوضح للجزيرة نت أن طبيعة جسم الإنسان تتفهم وتستوعب المرض، وبالتالي قابلية تهيئة الأجواء نفسياً موجودة داخلياً من أجل الحد من الألم وتخفيفه. وينقسم الوضع هنا عند الألم القصير والمزمن، فالمريض يستطيع السيطرة على القصير. وتكون النساء بهذا المجال أفضل، ولكن الألم المزمن يصاحبه قلق نفسي في استعجال البحث عن أسبابه وعلاجه وبالتالي يؤدي إلى ضعف في قوة التحمل، وينزعج المريض عند هذه الحالة من أية مضايقات ولو كانت بسيطة ولا يتمكن من التركيز بشكل جيد وبالتالي يصبح متوتراً. الحل الأنسب للمريض هو اللجوء إلى الراحة التامة، وبالتالي يتم تخفيف الألم عن المريض عبر تقليل العمل للجسم بشكل كامل والابتعاد عن أي توترات جسمية أو نفسية تتسبب في زيادة حدة آلامه.
الإنســــــــــان يعتــــــــــاد الألــــــــــم تدريجيــــــــــاً
13 أكتوبر 2012