عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل 50 مدنياً بنيران قوات الأمن السورية في مدن عدة، بينما صعدت المجموعات المقاتلة المعارضة هجماتها على نقاط استراتيجية للقوات النظامية في محافظتي إدلب وحلب، في وقت سجل أمس الأول وقوع أكبر حصيلة من القتلى في صفوف القوات النظامية منذ بدء الاضطرابات بلغت 92 جندياً». وشهدت الساعات الماضية فصلاً جديداً من التوتر بين أنقرة ودمشق على خلفية اعتراض السلطات التركية لطائرة ركاب سورية قادمة من موسكو ومصادرة أسلحة منها. فيما ذكرت صحيفة «كومرسانت» أن الطائرة كانت محملة بـ12 صندوقاً تتضمن قطع رادار تستخدم في أنظمة مضادات الصواريخ التابعة للجيش السوري. من ناحية أخرى، بحث خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز مع الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في مدينة جدة السبل الكفيلة بإنهاء العنف في سوريا. ميدانياً، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان عن «اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في محيط دوار حي الصاخور شرق المدينة الذي تحاول القوات النظامية اقتحامه» يترافق مع قصف عنيف. في الوقت نفسه، تستخدم القوات النظامية الطيران الحربي في قصف عدد من قرى محافظة إدلب وبينها بلدة جرجناز التي شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منها، بحسب المرصد. وكانت المعارك الضارية لاتزال مستمرة في محيط مدينة معرة النعمان في إدلب التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل أيام، ويحاولون بسط سيطرتهم على كامل المنطقة، بينما تحاول القوات النظامية استعادة هذه المدينة الاستراتيجية الواقعة على طريق الإمداد إلى حلب. وكان مقاتلو المعارضة تمكنوا من السيطرة على نحو 5 كيلومترات من الطريق السريع الذي يربط دمشق بحلب قرب معرة النعمان. كما وقعت اشتباكات عنيفة في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ 3 أيام، ويعتبر أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة. وتم اعتراض اتصال لاسلكي سمع فيه قائد المعسكر وهو يوجه نداء استغاثة ويقول، بحسب المرصد الذي حصل على تسجيل للاتصال «إن لم تقم الطائرات بتنظيف محيط المعسكر، سوف أسلم بنهاية النهار». وتعرض محيط المعسكر لقصف بالطيران الحربي. وكان المقاتلون المعارضون شنوا فجر أمس هجوماً على كتيبة للدفاع الجوي في قرية الطعانة على طريق حلب الرقة، وتمكنوا من السيطرة على جزء منها بحسب ما أوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن. وفي درعا، قتل 14 عنصراً من القوات النظامية في هجوم للمقاتلين المعارضين على حاجز في قرية خربا في محافظة درعا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار إلى مقتل 41 عنصراً من قوات النظام في مناطق مختلفة في معارك وانفجارات. وكان 92 جندياً نظامياً قتلوا أمس الأول جراء هجمات عدة لاسيما في إدلب، في حصيلة هي الأكبر تتكبدها القوات النظامية في يوم واحد.وفي شأن متصل، أسر مقاتلون سوريون معارضون 256 عنصراً من قوات النظام خلال اشتباكات استمرت أسبوعاً في منطقة ريف جسر الشغور الغربي القريبة من الحدود التركية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، بحسب ما أفاد المرصد السوري. وأدت أعمال العنف إلى سقوط العشرات بينهم 50 مدنياً و27 مقاتلاً معارضاً. وفي مؤشر جديد على استمرار التوتر على الحدود السورية التركية، قال مسؤول تركي رفض كشف اسمه أن مقاتلة حربية أقلعت من دياربكر لإبعاد مروحية سورية اقتربت من الحدود بين البلدين. وأوضح أن الجيش السوري أرسل هذه المروحية لـ»قصف بلدة أسمرين السورية التي سقطت في أيدي الثوار السوريين». ويأتي هذا الحادث بعد إرغام أنقرة طائرة مدنية سورية قادمة من موسكو على الهبوط في أحد مطاراتها، ومصادرة أسلحة منها حسبما أعلنت، الأمر الذي نفته دمشق. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الطائرة السورية التي اعترضتها تركيا كانت تنقل معدات رادار «مشروعة». وذكرت صحيفة «كومرسانت» الروسية أن الطائرة كانت تنقل قطع رادار روسي لأنظمة مضادات الصواريخ السورية لكن ليس أسلحة. وفي مدينة جدة السعودية، بحث العاهل السعودي والمبعوث الأممي والعربي إلى سوريا في «الأوضاع الراهنة في سوريا والسبل الكفيلة بإنهاء جميع أعمال العنف ووقف نزيف الدم وترويع الآمنين وانتهاكات حقوق الإنسان»، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وتشكل السعودية المحطة الأُولى ضمن جولة ثانية للإبراهيمي في المنطقة منذ تعيينه موفداً إلى سوريا أكد خلالها الإبراهيمي أنه سيضع خطة للحل في سوريا بعد التشاور مع الأطراف المعنيين. ويبحث الإبراهيمي اليوم في إسطنبول مع وزير الخارجية التركي في التوتر على الحدود التركية السورية، بحسب مصدر دبلوماسي. وأرجأ المجلس الوطني السوري المعارض اجتماعه المقرر الأسبوع المقبل في الدوحة لى مطلع نوفمبر المقبل لإقرار صيغة توسيع المجلس بعد ورود عدد كبير من طلبات الانتساب، بحسب ما ذكر أمين سر الأمانة العامة للمجلس أنس العبدي. من جهة أخرى، أعلنت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أنها «مستعدة» لمواجهة فصل الشتاء في سوريا والمنطقة، مقرة بأنها تواجه مصاعب جمة في إيصال المساعدات لمحتاجيها. وستوزع المفوضية مساعدات إضافية على أكثر من 300 ألف لاجئ سوري في دول الجوار الذين تتوقع المفوضية أن يصل عددهم إلى 700 ألف شخص مع نهاية السنة الجارية. من جانب آخر، طلب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر من قاضي التحقيق العسكري رياض أبوغيدا الاستماع إلى مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد، بثينة شعبان حول تسجيلات يمكن أن تشير إلى معرفتها بإدخال متفجرات إلى لبنان .وكان الأمن اللبناني بعث إلى القضاء العسكري بتسجيلات لمكالمات هاتفية، قال إنها تمت بين شعبان والوزير اللبناني الأسبق ميشال سماحة الموقوف بتهمة إدخال متفجرات من سوريا إلى لبنان للقيام بـ»أعمال إرهابية». وفي شأن آخر، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معلومات صحافية مفادها أنه اقترح على دمشق انسحاباً كاملاً من الجولان السوري المحتل مقابل السلام مع سوريا في أثناء مفاوضات برعاية واشنطن في 2011. ووصف مكتب نتنياهو المبادرة بأنها «قديمة وبلا أهمية» وربط في تصريح لصحيفة يديعوت أحرونوت بين توقيت التقرير الذي ورد في الصحيفة ودعوة نتنياهو إلى انتخابات عامة مطلع العام المقبل سيسعى فيها إلى جذب أصوات ناخبي اليمين الرافضين للانسحاب من الجولان.