كتب - المحرر الثقافي: قدم المركز الشبابي للفنون المسرحية التابع لوزارة الثقافة والفنون والتراث على مسرح قطر الوطني مؤخراً، ولمدة أربع ليال، مسرحية "بطة الوزير” من تأليف الشاعر علي الشرقاوي وإخراج الفنان فهد الباكر وتمثيل مجموعة من الشباب القطريين والعرب.وتدور المسرحية في قالب كوميدي اجتماعي، وتعالج قضايا اجتماعية ومشكلات في دول الخليج بل والعالم العربي.وقال المخرج فهد الباكر في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا”، إن أحداث المسرحية تدور داخل عيادة بيطرية حيث يستقبل الأطباء الحيوانات بنوع من اللامبالاة ويستهزئون بالفقراء، حتى تأتي بطة الوزير فيخرج العلاج المختفي باستمرار وتعامل البطة وكأنها إنسان له كامل الاحترام نظراً لقوة صاحبها، وتأتي المفاجأة أنها لوزير سابق فيندمون على رعايتهم لها، مردفاً بأن المسرحية أيضاً تلامس بشكل غير مباشر نتائج ثورات الربيع العربي.نقلة نوعية وأضاف: أن عرض هذه المسرحية يعد نقلة نوعية في عمل المركز الشبابي للفنون المسرحية، حيث يتدرب الشباب لأول مرة على العرض التجاري فرغم إتاحة العرض بالمجان للجمهور، إلا أن العرض لأربع ليال مستمرة وكل عرض ساعة وربع يجعل الممثلين الشباب ينتقلون إلى مرحلة الاحتراف، مشيراً إلى أن العرض على مسرح قطر الوطني يصب في الجانب نفسه، موجهاً الشكر لوزارة الثقافة على إتاحة هذه الفرصة للشباب. وأعرب الباكر عن سعادته لأن يضم العمل مزيجاً من الخبرات والمواهب الشابة والذي جمع كوكبة من الفنانين أبرزهم، موسى الأمير وشعيل الكواري ومحمود البرازي وحسن عاطف وحنان صادق ونشوى ورانيا فوزي وسامح محيي الدين وأحمد الخياط وخالد ربيعة، والديكور والسنوغراف لناصف الجمل وإدارة الإنتاج لماهر أحمد ونجيب الصايغ.وأكد الباكر سعيه من خلال هذا العمل إلى التنفيس عن الجمهور وعودة الابتسامة للجماهير مرة أخرى التي ضاعت في ظل هموم ومشاكل الحياة، مشيراً إلى أن مسرحية «بطة الوزير» هي عمل يخاطب الجمهور البسيط والإنسان العادي وليست مسرحية النخبة، لافتاً أنه ومن خلال هذا العمل يدرب الجمهور على متابعة المسرح في ظل كثرة الفضائيات والوسائل التكنولوجية الحديثة التي طغت على عقول الكافة.وعن سبب اختيار هذا الموعد تحديداً لعرض «بطة الوزير» قال «إن المسرح يضع جدولاً زمنياً للعروض ونحن كمركز نقدم في باقي الأيام التي تقع خارج نطاق جدوله، وفي عيد الأضحى هناك عرض مسرحي تجاري سيقدم ولا يمكننا أن نعرض في تلك الفترة، لافتاً أن يومي الخميس والجمعة يعدان من الأيام التي لا يقبل فيها الجمهور على مشاهدة المسرح حيث ذهاب الكثير إلى الأماكن العامة لاسيما في أوقات العطلة وأن أفضل الأيام هي بداية الأسبوع ومنتصفها.عمل ناجحمن جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للفنون المسرحية محمد البلم حرصه على متابعة فريق عمل المسرحية والاطمئنان على سير البروفات بالشكل المطلوب وذلك للخروج بعمل مشرف للجميع، لافتاً إلى أن العمل باتت تظهر عليه بوادر الناجح، الأمر الذي يظهر بقوة من خلال حب فريق العمل للمسرحية وروح الفريق الواحد التي تجمعهم، لافتاً إلى أن القرار الأخير سيكون للجمهور، متمنياً أن تلقى "بطة الوزير” إعجاب الكافة وتحظى بنسبة نجاح عالية.وأضاف البلم: أنه ولأول مرة في المركز الشبابي للفنون المسرحية يعرض عمل مسرحي على مدار أربعة أيام على مسرح قطر الوطني، وكان في السابق العرض يقتصر فقط على يوم وربما يومين فقط.وأكد البلم أن هذه المسرحية هي نتاج لستة أعوام من ورش العمل لإعداد وإخراج ممثلين شباب فضلاً عن تجهيز كافة عناصر العمل المسرحي، لافتاً إلى أنه قد آن الأوان لإظهار هذه المواهب الشبابية والطاقات الكامنة للجمهور، منوهاً أن «بطة الوزير» هي بمثابة بالونات اختبار للتعرف على مدى نجاح المركز ونقاط القوة فضلاً عن معرفة نقاط الضعف وتفاديها، مشيداً بإدارة تطوير المسرح بوزارة الثقافة والفنون والتراث لدعمها نشاط المسرح الشبابي.ومن جهته، قال شعيل الكواري أحد الممثلين المشاركين في المسرحية إنه يجسد في العمل شخصية أحمد فني المختبر في العيادة البيطرية، وهو يعتبر شخصية مغلوب على أمرها في عيادة بسيطة لا يوجد بها اهتمام، الأمر الذي يدفع إلى ضرورة الاهتمام بتلك العيادات البيطرية. إبراهيم الكاتبمن ناحيته، قال الفنان مرسي الأمير إنه يقدم في مسرحية «بطة الوزير» شخصية إبراهيم الكاتب في العيادة البيطرية، والذي وجد نفسه يعمل في هذه العيادة ويعمل فيها في هذا المجال، الأمر الذي يشعره بالظلم في وجوده في هذا المكان، لافتاً إلى أهمية المزاوجة والدمج بين الخبرات القديمة والمواهب الشبابية لتطوير العمل المسرحي.وذكر أحمد الخياط أنه يجسد في العمل دور السائق والعامل الذي لا غنى عنه من جانب الطبيب، معبراً عن سعادته للعمل مع المخرج فهد الباكر في أول تعاون بينهما والذي استفاد منه العديد من الأمور سواء من حيث الحركة أو الأداء.
«بطــة الوزيــر» تمــرح علـــى خشبـــة مســـرح قطـــر الـــوطنــي
14 أكتوبر 2012