الرأي

«لا حقوق».. لأي محرض أو إرهابي!

في الدول الأجنبية، وبالتحديد في الدول التي بعضها كانت له محاولات لممارسة «الفلسفة» السياسية على البحرين، في مجالات الديمقراطية وحقوق الإنسان، على اعتبار أن هذه الممارسات متأصلة في تلك المجتمعات منذ عقود وبعضها قرون، في تلك الدول من المهم عقد المقارنات بينها وبين البحرين على صعيد الممارسات الفعلية المتعلقة بالأمن الوطني، قبل عقد أية مقارنات أخرى لها علاقة بالحقوق والديمقراطية.

في تلك الدول، وخذوا الولايات المتحدة وبريطانيا على سبيل المثال، باعتبار أن أكثر ممارسي «الفلسفة» على البحرين هم مسؤولون من تلك الجهتين، وطبعاً الجانب الأمريكي أكثر، في تلك الدول «لا حقوق» أبداً لأي شخص يمارس الإرهاب، أو يحرض ضد النظام والقانون، وضعوا نقطة نهاية السطر هنا.

في بريطانيا، لن تجد صحيفة، ولن تجد حزباً سياسياً، ولن تجد شخصيات، ولا أي أحد يقول إنه «مواطن بريطاني»، يبرر لأي عمل إرهابي، أو يحاول منح شرعية أو غطاء حقوقي أو حماية بأي صورة كانت لمن يقوم بتنفيذ عمليات الإرهاب، ولمن يمارس التحريض، أو يحاول بأسلوب مباشر أو غير مباشر، بصريح العبارة أو باللمز والهمز أن «يمجد» للمجرمين والإرهابيين والمدانين.

في تلك الدول التي عاشت ممارسة ديمقراطية طوال قرون، حقوقك كفرد تسقط فوراً عندما تتعدى على الدولة، وعندما تتجاوز القوانين والأعراف، وإن أردت أن «تلعب بالنار» و«تختبر» صبر النظام، فقط حاول مثلاً أن تهين «رجل أمن» في موقع عمله، وهنا أتحدث عن إهانة بالكلام لا الفعل، حاول فعل ذلك ولن ترى الشمس تشرق بعينيك لفترة ليست بالقصيرة. طبعاً «مرتزقة إيران» في لندن، ومن كانوا محاربين ومعادين للبحرين حينما كانوا هناك، واليوم يمارسون الفبركة والكذب والتلون بعد عودتهم، يعلمون تماماً ما أتحدث عنه، هؤلاء حينما ينظمون مظاهرات في لندن، تحدد لهم منطقة واضحة، وتوضع خطوط حولها، وإن كان منهم «من يجرؤ» على تجاوزها، تتعامل معه الشرطة على الفور، دون مرونة، ودون مجاملات، فالقانون قانون، تلتزم به «أهلاً وسهلاً»، تتجاوزه «يطبق على رأسك» عجبك أم لم يعجبك.

هذه بريطانيا التي كانوا يحاولون استنطاق بعض المسؤولين فيها ضد البحرين بشأن ملفات حقوق الإنسان، بريطانيا التي حينما حصلت المظاهرات فيها، اتخذت خطوات مشددة، من نشر لصور المتهمين في التلفاز بشكل علني، ولم تكترث أجهزة الأمن، لا بصراخ جمعيات حقوق إنسان ولا بنعيق من يسمون أنفسهم ناشطين، والمثير أنه لم ينطق أحد، لأن المسألة ببساطة تتعلق بالأمن القومي، ويومها عملت المحاكم 24 ساعة للنظر في القضايا وإصدار الأحكام بشكل فوري، وهناك من تم إسقاط حقوقه لأنه لم يلتزم بواجباته.

في الولايات المتحدة، هل يتجرأ أحد ولا يمتثل مثلاً لشرطي المرور إن أوقفك وطلب أن تضع يديك في مكان يمكنه رؤيتهما؟ ابحثوا عن إحصائيات إطلاق رجال الشرطة المرورية هناك الرصاص على أفراد لم يمتثلوا لذلك، وحاولوا عدم الامتثال للأنظمة، أو لمن حاول التعدي على رجال الأمن، انظروا لعدد من تم قتلهم برصاص الشرطة تحت مبرر «الدفاع عن النفس».

في تلك الدول لا يوجد تهاون في تطبيق القانون، لا يسمح لإرهابي أن يعتلي منبراً أو يقف في ساحة ليحرض ويدعو الناس للانقلاب على النظام، أو يتجرأ ويقول «اسحقوا» رجال الأمن، من يفعلها لن تجدوا له أثراً، حتى في غوانتنامو قد لا تجدونه.

الآن حينما يريد البعض الاستقواء بشخصيات من تلك الدول، عليه أن يستوعب أولاً أنه لو يمارس ما يمارسه في البحرين هناك، لما قامت له قائمة، ولما استقامت له شوكة. وعليه بعدها أن يحمد ربه أنه في البحرين، في ظل نظام فيه من التسامح وسعة الصدر الكثير. وبالتالي من يريد اليوم أن يدافع عن إرهابيين، أو يبرر لهم أفعالهم، أو يمجد محكومين من قبل القضاء، عليه أن يراجع نفسه ويوقف «هرطقته» التي تدخل في إطار «مناهضة النظام»، وإن لم يكف، فالدولة مطلوب منها ردع مثل هذه الأبواق الانقلابية الهوى، وتعريف كل متطاول ومتجاوز بحجمه، إذ في البداية والنهاية لا أحد فوق البحرين ونظامها وقيادتها.