في اللحظة التي أعلن فيها موت الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، ظن الناس أن العروش الإيرانية قد اهتزت، ما دعا لتوارد عدد من الأسئلة لدى العامة في الخليج العربي، ولعل أغلبها ما دار حول السياسة الخارجية الإيرانية تجاه المنطقة العربية عقب رحيله، فمنهم من كان يحسبه «الحصاة التي أزيحت عن درب المسلمين» كما تصف الأمثال الشعبية، ومنهم من كان يتوقع انفراجة حقيقية في العلاقة مع إيران أو في السلوك الإيراني استناداً إلى مبدأ انهيار دعامة من دعامات نظام الملالي. ولكني لا أحسب الأمر كذلك، ولعل لسان حال إيران يهتف «هيهات»!!
جاء في حديث نبوي شريف «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده»، ولعله يمكنني القول في سياق مشابه «إذا هلك المرشد فلا مرشد بعده» إشارةً إلى المرشد في «الجمهورية الإيرانية»، فنظام الحكم في إيران مركزي يقبض على أزمة الحكم فيها المرشد الإيراني، الذي هو الاختزال الفعلي للدين والسياسة الإيرانيين. ولهذا فإن مما لا شك فيه، أن موت المرشد سيخلف انهياراً للنظام الإيراني وعقيدته السياسية القائمة حالياً. ولكن.. فيما عدا موت المرشد، فإن تحولات جذرية في العقيدة الإيرانية لن تحدث برحيل عالم دين معمم أو مسؤول مهما ارتفع مستواه، وكذلك رفسنجاني الذي بكى أو تباكى عليه أتباعه في إيران وخارجها. إن الدول التي تقوم في سياستها على العقيدة الدينية، قد لا تشهد تحولات لافتة بموت رئيس أو هلاك حاكم، فالنظام قائم على أسس وثوابت تحكم القائد في كثير من الأحيان، أو تضطره للعمل في ضوء أطرها، ليس على سبيل الالتزام الفعلي بالدين والعقيدة، وإنما إقراراً بأهمية الصورة النمطية التي رسمتها تلك الدول لنفسها ومنها إيران، ولذلك فإن جلّ الممارسات السياسية أو معظمها، تجدها ملتحفة برداء الدين وإن لوّنوه حسب أهوائهم وبما يتفق مع أمزجتهم. ولكن القول المطلق بانعدام التبعات لموت رفسنجاني قد لا يكون دقيقاً، فلعله يكون أطيب السيئين، ولا نزعم بذلك ملائكيته وإنما يبقى أحد الإصلاحيين الذين اصطدموا بحكم محمود أحمدي نجاد الذي صعد -خلال ولايته- نجم تشدده، فضلاً عن إرسائه لدعائم الفوضى العربية، ولا يمكننا أن نتجاوز حقيقة أن أبناء رفسنجاني كانوا من معارضي نظام الحكم المتشدد في إيران، وقد حكم على ابنه مهدي الهاشمي بالإعدام رغم أنه كان رئيس مكتب حركات التحرر العالمية في الحرس الثوري الإيراني، وأحد أبناء الثورة المخلصين. ويراد من استحضار هذا بث بصيص أمل في إمكانية أن يقفز إلى الواجهة بديلاً عن رفسنجاني -رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام- أحد تلاميذه الإصلاحيين، ورغم أن إيران ستبقى على تشددها طالما أنها تخضع للمركزية في الحكم، ولكن الأمل ليس في انفراجة شاملة وإنما في وضع حد أدنى لهذا التشدد.
* اختلاج النبض:
رحل رفسنجاني، وإن تداعيات حقيقية لرحيله على السياسة الإيرانية أمر غير وارد، كما أن الأمل باستقرار المنطقة وهم ولن يتحقق أبداً. لذا فإن رحيله لن يخلف جديداً يذكر!!
جاء في حديث نبوي شريف «إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده»، ولعله يمكنني القول في سياق مشابه «إذا هلك المرشد فلا مرشد بعده» إشارةً إلى المرشد في «الجمهورية الإيرانية»، فنظام الحكم في إيران مركزي يقبض على أزمة الحكم فيها المرشد الإيراني، الذي هو الاختزال الفعلي للدين والسياسة الإيرانيين. ولهذا فإن مما لا شك فيه، أن موت المرشد سيخلف انهياراً للنظام الإيراني وعقيدته السياسية القائمة حالياً. ولكن.. فيما عدا موت المرشد، فإن تحولات جذرية في العقيدة الإيرانية لن تحدث برحيل عالم دين معمم أو مسؤول مهما ارتفع مستواه، وكذلك رفسنجاني الذي بكى أو تباكى عليه أتباعه في إيران وخارجها. إن الدول التي تقوم في سياستها على العقيدة الدينية، قد لا تشهد تحولات لافتة بموت رئيس أو هلاك حاكم، فالنظام قائم على أسس وثوابت تحكم القائد في كثير من الأحيان، أو تضطره للعمل في ضوء أطرها، ليس على سبيل الالتزام الفعلي بالدين والعقيدة، وإنما إقراراً بأهمية الصورة النمطية التي رسمتها تلك الدول لنفسها ومنها إيران، ولذلك فإن جلّ الممارسات السياسية أو معظمها، تجدها ملتحفة برداء الدين وإن لوّنوه حسب أهوائهم وبما يتفق مع أمزجتهم. ولكن القول المطلق بانعدام التبعات لموت رفسنجاني قد لا يكون دقيقاً، فلعله يكون أطيب السيئين، ولا نزعم بذلك ملائكيته وإنما يبقى أحد الإصلاحيين الذين اصطدموا بحكم محمود أحمدي نجاد الذي صعد -خلال ولايته- نجم تشدده، فضلاً عن إرسائه لدعائم الفوضى العربية، ولا يمكننا أن نتجاوز حقيقة أن أبناء رفسنجاني كانوا من معارضي نظام الحكم المتشدد في إيران، وقد حكم على ابنه مهدي الهاشمي بالإعدام رغم أنه كان رئيس مكتب حركات التحرر العالمية في الحرس الثوري الإيراني، وأحد أبناء الثورة المخلصين. ويراد من استحضار هذا بث بصيص أمل في إمكانية أن يقفز إلى الواجهة بديلاً عن رفسنجاني -رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام- أحد تلاميذه الإصلاحيين، ورغم أن إيران ستبقى على تشددها طالما أنها تخضع للمركزية في الحكم، ولكن الأمل ليس في انفراجة شاملة وإنما في وضع حد أدنى لهذا التشدد.
* اختلاج النبض:
رحل رفسنجاني، وإن تداعيات حقيقية لرحيله على السياسة الإيرانية أمر غير وارد، كما أن الأمل باستقرار المنطقة وهم ولن يتحقق أبداً. لذا فإن رحيله لن يخلف جديداً يذكر!!