بدأت إجازة الأبناء تقرع الأبواب، وبدأت أصوات الأبناء تنادي آباءهم، وتطالب ببرنامج ترفيهي جميل، خلال الإجازة، ليستمتعوا ويروحوا عن أنفسهم، بعد عناء الدراسة الطويلة، ليعودوا لمقاعد الدراسة وقد استعادوا نشاطهم وحيويتهم، برنامجاً يجمع أفراد الأسرة ليقضوا معاً وقتاً ممتعاً، بعد أن مضى فصل دراسي كان جو الأسرة خلاله يتراوح بين الشد والحزم والقلق، أوامر تتردد في أرجاء المنزل وتصطدم بكل ما حولها حتى تكاد تسمع الجيران، وكلها تدور في محور الاستذكار.. ذاكروا دروسكم، ناموا مبكراً، لا تتأخروا على المحاضرات، الواجبات المنزلية، استعدوا للامتحانات، أين جدول المذاكرة؟ توجيهات ومتابعات تجعل جو الأسرة يشوبه الشد، ناهيك عن عزلة بعضهم في صومعته «غرفته» يذاكر.
تنتهي فترة الامتحانات وقد أجهدت الأنفس، والإجازة فرصة للم شمل الأسرة مرة أخرى، وليجمعهم أجواء المرح والترفيه، فتهدأ النفوس بعد التوتر ويستعيدوا نشاطهم وحيويتهم، ولكن التخطط لبرنامج ترفيهي «برنامج الإجازة» يتطلب كلفة مالية من الأسرة، وكثيراً ما نسمع بعض الأسر تقول إن كلفة السياحة في البحرين تعادل أو تفوق كلفة السياحة في بعض الدول، لذا تفضل الكثير من الأسر قضاء الإجازة خارج البحرين أسهل كما أن السياحة خارج البحرين لها امتيازات أكثر، كم تعجبت من هذا القول!! فكم أتمني أن تزدهر السياحة الداخلية.
فالسياحة هي أحد روافد الدخل القومي الهام والتي يولي الاقتصاديون الدراسات لكيفية استثمارها وزيادة الإيرادات التي تعود بالنفع على البلد، وقد لفت انتباهي أحد الأخبار التي قرأتها عن تعويض إحدى الدول الشقيقة انخفاض معدل السياح لديها بتنشيط برامج السياحة الداخلية، التي عادت بمردود يضاعف ما تجنيه من السياح الأجانب في عام، وتساءلت في نفسي عن العوائق التي تقف أمام ازدهار السياحة الداخلية بالبحرين، ولماذا لا نقدم على تنشيطها وإلغاء فكرة قضاء الإجازات خارج البحرين؟
ومع اقتراب الإجازة لمست أن أغلب الأصدقاء يعدون لقضاء الإجازة مع أسرهم خارج البحرين، فهممت أن أطرح سؤال عليهم معاتبة، أليس اقتصادنا أولى أن ندعمه بما يتم صرفه أثناء السياحة بالخارج، وأن نستغل الإجازة في الاستمتاع بالسياحة داخل بلدنا، ولقد كان لي حديث مطول مع أصدقائي حول الحفاظ على مقدراتنا من خلال تنمية السياحة الداخلية وتثقيف أطفالنا بالآثار البحرينية، بالإضافة إلى تخفيف وطأة الحنين إلى الوطن، عندما نبتعد عنه كثيراً وتماشياً مع بعض الأوضاع الصعبة التي نعيشها في تلك الأيام.
وهنا قالت لي إحدى الصديقات: «سأحكي لك تجربتي لقضاء العطلة الصيفية في البحرين، عندما لمعت الفكرة في ذهني ووافقت عليها الأسرة حيث قررنا ألا نغادر البحرين هذا العام واستثمار الوقت في توطيد علاقة الأطفال بالوطن، من خلال تعريفهم ببلادهم، وحتى لا يشعر الأولاد بالملل فقررنا ألا نقيم في المنزل، من أجل التغيير الكامل، وكأننا سافرنا إلى إحدى البلدان حول العالم، ففوجئنا بارتفاع أسعار الفنادق والشاليهات، ولو عملنا مقارنة بين الأسعار في البحرين وبين أي دولة سياحية أخرى نجد أن الأسعار المحلية أغلى من الأسعار في تلك الدول».
«ومن ثم شرعنا في عمل برنامج زيارة لأغلب المناطق السياحية، فاكتشفنا ضعف البرامج السياحية في الداخل وافتقارها للتنوع، والطامة الكبرى في عدم وجود أماكن للأنشطة السياحية العائلية، ورغم كوننا جزيرة إلا أننا نفتقد وجود الشواطئ المؤهلة لاستقبال الرواد».
وتتابع صديقتي «أما عن تجربتنا في التسوق لشراء ألعاب وملابس فكانت الأسعار مرتفعة بشكل مضاعف عن أسعار نفس الماركات بالخارج، وربما يعود السبب الرئيس لغلاء السلع هو الجمرك وارتفاع الإيجارات وغيرها من المصاريف، ناهيك عن هيئة تنظيم سوق العمل والرسوم التي يتحملها في النهاية المشتري».
والكلام ما زال على لسان صديقتي: «لم أكن لأتخيل مدى قوة ملاحظة الصغار خصوصاً عندما يقارنون بين هذه التجربة والتجارب التي مررنا بها في بلدان أخرى، والتي جاءت بلا شك في صالح السياحة الخارجية، للأسف مع ارتفاع الأسعار فإن السائح الداخلي يفتقر إلى الخدمات التي تجعله يستمتع ويشعر بالراحة ليعود من سياحته وهو راض عن أن ما تم صرفه في هذه السياحة كان في محله فالبرامج السياحية الداخلية المقدمة لا ترتقي لمستوى طموحات السائح البحريني وتطلعاته».
لاشك في أن تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي هو حجر الزاوية في تطوير السياحة وتأهيلها بالمرافق والتسهيلات الجاذبة للسياحة، إن الكثير من الدول التي اهتمت بتطوير قطاعها السياحي قامت بتخصيص مواقع شاسعة من الأراضي والبلاجات للمستثمرين السياحيين، ووفرت البنية التحتية الضرورية بالإضافة إلى دعم أسعار الإيجارات التي تسهم في خفض قيمة السلع.
إن طبيعة شعب البحرين محب للسياحة، فهو يروض البحر سواء سعياً للرزق أو طلباً للسفر والتجارة، وتشهد آثارنا على ترحال أبنائها، وقد ورث جيل القرن الحادي والعشرين هذا الشغف من الأجداد عملاً بالنصيحة السائدة أن للسفر سبع فوائد، فقد نمى شغف أهل البحرين بالسياحة والسفر حتى أنه تولدت لدينا الخبرة، حيث تجد البحرينيين يسافرون في كل مكان في العالم، ويجربون آفاقاً جديدة، بحثاً عن متعة السفر والتعرف على بلدان العالم الآخر، فيعرفون كيف يقتنصون الفرص، مستثمرين أيضاً في شراء ما يحتاجونه، والتي يصعب إيجادها في البحرين أو لغلو سعرها عن السوق البحريني، ولكن متى ستجد السياحة الداخلية سبيلاً لإثارة غريزة المتعة والاسترخاء لدى المواطن البحريني؟
دعونا نجرب ونقضي أحدى الإجازات في البحرين، ونقيم في أحد الفنادق المطلة على الشاطئ ونعد برنامجاً لمدة أسبوع، نزور المناطق والآثار والحدائق ونستمتع بالمطاعم ونتسوق ولنقيم التجربة بكل جوانبها ونقارنها بقضاء الاجازة في إحدى الدول القريبة، ماذا تتوقعون نتيجة المقارنة؟ أترك الإجابة لكم أعزائي القراء وأنتظر وجهة نظركم.
تنتهي فترة الامتحانات وقد أجهدت الأنفس، والإجازة فرصة للم شمل الأسرة مرة أخرى، وليجمعهم أجواء المرح والترفيه، فتهدأ النفوس بعد التوتر ويستعيدوا نشاطهم وحيويتهم، ولكن التخطط لبرنامج ترفيهي «برنامج الإجازة» يتطلب كلفة مالية من الأسرة، وكثيراً ما نسمع بعض الأسر تقول إن كلفة السياحة في البحرين تعادل أو تفوق كلفة السياحة في بعض الدول، لذا تفضل الكثير من الأسر قضاء الإجازة خارج البحرين أسهل كما أن السياحة خارج البحرين لها امتيازات أكثر، كم تعجبت من هذا القول!! فكم أتمني أن تزدهر السياحة الداخلية.
فالسياحة هي أحد روافد الدخل القومي الهام والتي يولي الاقتصاديون الدراسات لكيفية استثمارها وزيادة الإيرادات التي تعود بالنفع على البلد، وقد لفت انتباهي أحد الأخبار التي قرأتها عن تعويض إحدى الدول الشقيقة انخفاض معدل السياح لديها بتنشيط برامج السياحة الداخلية، التي عادت بمردود يضاعف ما تجنيه من السياح الأجانب في عام، وتساءلت في نفسي عن العوائق التي تقف أمام ازدهار السياحة الداخلية بالبحرين، ولماذا لا نقدم على تنشيطها وإلغاء فكرة قضاء الإجازات خارج البحرين؟
ومع اقتراب الإجازة لمست أن أغلب الأصدقاء يعدون لقضاء الإجازة مع أسرهم خارج البحرين، فهممت أن أطرح سؤال عليهم معاتبة، أليس اقتصادنا أولى أن ندعمه بما يتم صرفه أثناء السياحة بالخارج، وأن نستغل الإجازة في الاستمتاع بالسياحة داخل بلدنا، ولقد كان لي حديث مطول مع أصدقائي حول الحفاظ على مقدراتنا من خلال تنمية السياحة الداخلية وتثقيف أطفالنا بالآثار البحرينية، بالإضافة إلى تخفيف وطأة الحنين إلى الوطن، عندما نبتعد عنه كثيراً وتماشياً مع بعض الأوضاع الصعبة التي نعيشها في تلك الأيام.
وهنا قالت لي إحدى الصديقات: «سأحكي لك تجربتي لقضاء العطلة الصيفية في البحرين، عندما لمعت الفكرة في ذهني ووافقت عليها الأسرة حيث قررنا ألا نغادر البحرين هذا العام واستثمار الوقت في توطيد علاقة الأطفال بالوطن، من خلال تعريفهم ببلادهم، وحتى لا يشعر الأولاد بالملل فقررنا ألا نقيم في المنزل، من أجل التغيير الكامل، وكأننا سافرنا إلى إحدى البلدان حول العالم، ففوجئنا بارتفاع أسعار الفنادق والشاليهات، ولو عملنا مقارنة بين الأسعار في البحرين وبين أي دولة سياحية أخرى نجد أن الأسعار المحلية أغلى من الأسعار في تلك الدول».
«ومن ثم شرعنا في عمل برنامج زيارة لأغلب المناطق السياحية، فاكتشفنا ضعف البرامج السياحية في الداخل وافتقارها للتنوع، والطامة الكبرى في عدم وجود أماكن للأنشطة السياحية العائلية، ورغم كوننا جزيرة إلا أننا نفتقد وجود الشواطئ المؤهلة لاستقبال الرواد».
وتتابع صديقتي «أما عن تجربتنا في التسوق لشراء ألعاب وملابس فكانت الأسعار مرتفعة بشكل مضاعف عن أسعار نفس الماركات بالخارج، وربما يعود السبب الرئيس لغلاء السلع هو الجمرك وارتفاع الإيجارات وغيرها من المصاريف، ناهيك عن هيئة تنظيم سوق العمل والرسوم التي يتحملها في النهاية المشتري».
والكلام ما زال على لسان صديقتي: «لم أكن لأتخيل مدى قوة ملاحظة الصغار خصوصاً عندما يقارنون بين هذه التجربة والتجارب التي مررنا بها في بلدان أخرى، والتي جاءت بلا شك في صالح السياحة الخارجية، للأسف مع ارتفاع الأسعار فإن السائح الداخلي يفتقر إلى الخدمات التي تجعله يستمتع ويشعر بالراحة ليعود من سياحته وهو راض عن أن ما تم صرفه في هذه السياحة كان في محله فالبرامج السياحية الداخلية المقدمة لا ترتقي لمستوى طموحات السائح البحريني وتطلعاته».
لاشك في أن تشجيع الاستثمار في القطاع السياحي هو حجر الزاوية في تطوير السياحة وتأهيلها بالمرافق والتسهيلات الجاذبة للسياحة، إن الكثير من الدول التي اهتمت بتطوير قطاعها السياحي قامت بتخصيص مواقع شاسعة من الأراضي والبلاجات للمستثمرين السياحيين، ووفرت البنية التحتية الضرورية بالإضافة إلى دعم أسعار الإيجارات التي تسهم في خفض قيمة السلع.
إن طبيعة شعب البحرين محب للسياحة، فهو يروض البحر سواء سعياً للرزق أو طلباً للسفر والتجارة، وتشهد آثارنا على ترحال أبنائها، وقد ورث جيل القرن الحادي والعشرين هذا الشغف من الأجداد عملاً بالنصيحة السائدة أن للسفر سبع فوائد، فقد نمى شغف أهل البحرين بالسياحة والسفر حتى أنه تولدت لدينا الخبرة، حيث تجد البحرينيين يسافرون في كل مكان في العالم، ويجربون آفاقاً جديدة، بحثاً عن متعة السفر والتعرف على بلدان العالم الآخر، فيعرفون كيف يقتنصون الفرص، مستثمرين أيضاً في شراء ما يحتاجونه، والتي يصعب إيجادها في البحرين أو لغلو سعرها عن السوق البحريني، ولكن متى ستجد السياحة الداخلية سبيلاً لإثارة غريزة المتعة والاسترخاء لدى المواطن البحريني؟
دعونا نجرب ونقضي أحدى الإجازات في البحرين، ونقيم في أحد الفنادق المطلة على الشاطئ ونعد برنامجاً لمدة أسبوع، نزور المناطق والآثار والحدائق ونستمتع بالمطاعم ونتسوق ولنقيم التجربة بكل جوانبها ونقارنها بقضاء الاجازة في إحدى الدول القريبة، ماذا تتوقعون نتيجة المقارنة؟ أترك الإجابة لكم أعزائي القراء وأنتظر وجهة نظركم.