لم تلتئم جروح شهداء الوطن من منتسبي وزارة الداخلية، حتى راح الإرهابيون يعمقونها بغدر شهيد آخر ليس له ذنب إلا العمل في السلك الأمني دفاعاً عن وطنه ودينه وشعبه.

يد الغدر طالت الشهيد الملازم أول هشام حسن محمد الحمادي الذي لم يكمل عامه السادس والعشرين بعد، بأربع رصاصات غدر طالت جسده، رغم أنه لم يكن خلال أداء مهمته، وإنما كان في "حوطة" استأجرها ليربي ماشية وخيلاً يشبع بها هوايته، إلا أن الإرهابيين لم يتركوا له المجال.

والده لم ينطق سوى بـ"إنا لله وإنا إليه راجعون، والدوام لله" ليصبر نفسه وهو في طريقه إلى المطار عائداً إلى البحرين على عجالة.

رحل هشام، تاركاً وراءه بنتاً وولداً، لم يبلغا الثالثة من عميرهما، إضافة إلى والد مفجوع تلقى خبر استشهاد فلذة كبده، أثناء تواجده في الهند، وألغى ما تبقى من إقامته هناك وعاد سريعاً إلى البحرين.

الشهيد هشام الذي يعمل في وحدة جناح الأثر بوزارة الداخلية، ترك وراءه أيضاً إخوة وأخوات فجعوا منذ الوهلة الأولى لتلقي خبر استشهاد أخيهم، ومما عمق جراحهم، أنه لم يكن حينها على الواجب، بل قتل غدراً.

وتردد الشهيد إلى "الحوطة" في منطقة بلاد القديم بعد أن استأجرها ليربي فيها ماشية وخيلاً، وكان يذهب إلى هناك لقضاء بعض الوقت بعد أن ينهي دوامه.

فاجعة الفقد لم تكن لدى ذويه فقط، وحتى أصدقاؤه الذين لم يذكروا عنه سوى دماثة الخلق، ورفعة الأخلاق، والتواضع وحب الناس، كما أنه تواصل مع الفئات العمرية الصغيرة أثناء المعسكر الصيفي لوزارة الداخلية، حيث كان يمثل وحدة جناح الأثر هناك.

الشهيد كان باراً بوالديه، ومحبوباً لدى إخوته وأخواته، كما عرف عن عائلته فعل الخير والمعروف لدى الناس، وخدمة المواطنين من شتى المجالات التي يعملون بها.

أيادي الغدر طالته بينما كان في الحوطة، ليقضي ساعات من الهدوء النفسي وسط الأجواء الباردة التي تعيشها مملكة البحرين حالياً.

لم يترك الإرهابيون، والذين افتخروا بعمليتهم الإجرامية الغادرة فرحة لعائلة الشهيد أو حتى لأصدقائه، وعمقوا جراح الوطن بإضافتهم شهيداً إلى قائمة من ضحوا بأرواحهم فداء للوطن.