نحن لا نتسلى ولا نناكف حين نركز في كشف الخطاب التبريري والتضليلي الممارس يومياً في إحدى الصحف وبعض الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض دور العبادة، والمقدم لمتلق معين يستهدفه هذا الخطاب، يطلب رضاه ويخشى سطوته معززاً عزلته وحصاره لنفسه.
صدقوني، إن مقالاتنا اليومية حين تركز في الرد على هذا الخطاب بهذا العمل اليومي شيء «مقرف» بالنسبة إلينا وليس مسلياً أبداً، لكنها «خويضة» نضطر اضطراراً إلى أن نخوضها بشكل يومي من أجل هذا الوطن أولاً لكشف هذا التضليل للمتلقي الخارجي، وهي مهمة تحتاجها البحرين دوماً لتواجه بها كم التضليل الذي يروجه هذا الخطاب، وثانياً لسبب هام جداً هو أن هذا الخطاب يساهم بشكل كبير في استمرار نزيف أهل القرى من الطائفة الكريمة واستمرار الحصار عليهم لا من قبل الدولة بل من قبل الجماعة ومثقفيها ونخبتها المتقاعسة عن دورها التنويري، هذا الخطاب يطوق ويعطل ويوقف آلية المراجعة والتقييم الذاتي المطلوبة من أجل فك العزلة عن العقول والانفتاح على الآخر وعلى الدولة وإنهاء أزمة الجماعة.
فإن كان ذلك الخطاب يشكو من الحصار الأمني على الدراز فإن حصار التضليل الذي يمارسه ينصب طوقاً فكرياً أشد إحكاماً عليهم ويمنع الخروج المادي الفعلي منعاً باتاً لا من الدراز فحسب بل من بقية القرى كذلك، فهو يمتد على امتداد قراء ذلك الخطاب. يومياً يمارس هذا الخطاب التلاعب بالمصطلحات والتلاعب بالعناوين، يومياً تجد كماً من المصطلحات والعناوين والمقالات للالتفاف على الواقع وإطفاء الأنوار عن العقول وإبقائها في الظلام و«الطبطبة» عليها، فلا يجرؤ هذا الخطاب على أن يمارس نقداً علنياً، ذاك مستحيل ومزيج من التناقضات يحملها هذا الخطاب الذي لا يعرف حتى حين يريد أن يكون خطاباً معارضاً ضمن الإطار الدستوري والقانوني للدولة كيف يعنون أخباره أو كيف يكتب كتابه مقالاتهم، يضيع.. فلا تفهم ماذا يريد أن يقول لأنه خطاب دخيل مصطنع لم يعتده، اعتاد على مخاطبة الذات وكأنه صحيفة حائط، يبحث عن رغبات «الجمهور» لا عن مساعدته وإنقاذه.
ومتلقي هذا الخطاب لا يمكن أن يقيم أو يراجع أو ينتقد ذاته أبداً فيستمر فيما يمارسه وما يفكر به، إنها جريمة يرتكبها أصحاب هذا الخطاب عن سبق إصرار وترصد ويعرف جيداً وعز المعرفة تبعات وعواقب جريمته، لكنه لا يبالي، فغنيمته هي «رضى» الجمهور لا رضى قناعته أو ضميره أو ذاته أو من باب أولى رضى رب العالمين. ما أجرأ الخطاب حين يكون في غرف مغلقة واعترافاته تصم الآذان حتى التي بها صمم، لكنه حالما يخرج علناً تجده متناقضاً تماماً مع قناعاته، مخالفاً ضميره مبرراً لنفسه الخوف. وأنه محاصر وأنه مهاجم ومعزول حتى بمحاولاته المحدودة، وأنه مستهدف وأن الآخرين لا يحبونه ووووو... من قال إن المطلوب أن تكون نجماً يلبي رغبة الجماهير؟ من الذي أقنع صاحب أي خطاب علني أنه مطرب القوم عليه أن يخدر عقولهم ويسكرها؟ من الذي أقنعه بأن تلك مهمة سهلة أن تكون ذا علم ينفع وأن تكون معنياً بالشأن العام، تلك مهمة لا يرفع رايتها إلا من كان على استعداد لمواجهة سطوة الجماهير مثلما هو على استعداد لسطوة الدولة، لكن أن تكون أسداً على الدولة فأراً في مواجهة سطوة الجماهير فإنك هنا دخلت جحر الجبن والخوف والضعف والوهن، وأصبحت جوقة للتضليل والجهل، وصرت مستفيداً ومنتفعاً منفعة شخصية ذاتية على حساب المصلحة العامة.
لهذا نضطر إلى أن نواجه هذا الخطاب المضلل والجاهل يومياً، ولن نتوقف حتى لو استجرت بكل ذي سلطة من أجل إيقافنا!!
صدقوني، إن مقالاتنا اليومية حين تركز في الرد على هذا الخطاب بهذا العمل اليومي شيء «مقرف» بالنسبة إلينا وليس مسلياً أبداً، لكنها «خويضة» نضطر اضطراراً إلى أن نخوضها بشكل يومي من أجل هذا الوطن أولاً لكشف هذا التضليل للمتلقي الخارجي، وهي مهمة تحتاجها البحرين دوماً لتواجه بها كم التضليل الذي يروجه هذا الخطاب، وثانياً لسبب هام جداً هو أن هذا الخطاب يساهم بشكل كبير في استمرار نزيف أهل القرى من الطائفة الكريمة واستمرار الحصار عليهم لا من قبل الدولة بل من قبل الجماعة ومثقفيها ونخبتها المتقاعسة عن دورها التنويري، هذا الخطاب يطوق ويعطل ويوقف آلية المراجعة والتقييم الذاتي المطلوبة من أجل فك العزلة عن العقول والانفتاح على الآخر وعلى الدولة وإنهاء أزمة الجماعة.
فإن كان ذلك الخطاب يشكو من الحصار الأمني على الدراز فإن حصار التضليل الذي يمارسه ينصب طوقاً فكرياً أشد إحكاماً عليهم ويمنع الخروج المادي الفعلي منعاً باتاً لا من الدراز فحسب بل من بقية القرى كذلك، فهو يمتد على امتداد قراء ذلك الخطاب. يومياً يمارس هذا الخطاب التلاعب بالمصطلحات والتلاعب بالعناوين، يومياً تجد كماً من المصطلحات والعناوين والمقالات للالتفاف على الواقع وإطفاء الأنوار عن العقول وإبقائها في الظلام و«الطبطبة» عليها، فلا يجرؤ هذا الخطاب على أن يمارس نقداً علنياً، ذاك مستحيل ومزيج من التناقضات يحملها هذا الخطاب الذي لا يعرف حتى حين يريد أن يكون خطاباً معارضاً ضمن الإطار الدستوري والقانوني للدولة كيف يعنون أخباره أو كيف يكتب كتابه مقالاتهم، يضيع.. فلا تفهم ماذا يريد أن يقول لأنه خطاب دخيل مصطنع لم يعتده، اعتاد على مخاطبة الذات وكأنه صحيفة حائط، يبحث عن رغبات «الجمهور» لا عن مساعدته وإنقاذه.
ومتلقي هذا الخطاب لا يمكن أن يقيم أو يراجع أو ينتقد ذاته أبداً فيستمر فيما يمارسه وما يفكر به، إنها جريمة يرتكبها أصحاب هذا الخطاب عن سبق إصرار وترصد ويعرف جيداً وعز المعرفة تبعات وعواقب جريمته، لكنه لا يبالي، فغنيمته هي «رضى» الجمهور لا رضى قناعته أو ضميره أو ذاته أو من باب أولى رضى رب العالمين. ما أجرأ الخطاب حين يكون في غرف مغلقة واعترافاته تصم الآذان حتى التي بها صمم، لكنه حالما يخرج علناً تجده متناقضاً تماماً مع قناعاته، مخالفاً ضميره مبرراً لنفسه الخوف. وأنه محاصر وأنه مهاجم ومعزول حتى بمحاولاته المحدودة، وأنه مستهدف وأن الآخرين لا يحبونه ووووو... من قال إن المطلوب أن تكون نجماً يلبي رغبة الجماهير؟ من الذي أقنع صاحب أي خطاب علني أنه مطرب القوم عليه أن يخدر عقولهم ويسكرها؟ من الذي أقنعه بأن تلك مهمة سهلة أن تكون ذا علم ينفع وأن تكون معنياً بالشأن العام، تلك مهمة لا يرفع رايتها إلا من كان على استعداد لمواجهة سطوة الجماهير مثلما هو على استعداد لسطوة الدولة، لكن أن تكون أسداً على الدولة فأراً في مواجهة سطوة الجماهير فإنك هنا دخلت جحر الجبن والخوف والضعف والوهن، وأصبحت جوقة للتضليل والجهل، وصرت مستفيداً ومنتفعاً منفعة شخصية ذاتية على حساب المصلحة العامة.
لهذا نضطر إلى أن نواجه هذا الخطاب المضلل والجاهل يومياً، ولن نتوقف حتى لو استجرت بكل ذي سلطة من أجل إيقافنا!!