بالأمس كانت البحرين عبر أبنائها المخلصين كلها تتمثل في شخص الشهيد البطل هشام الحمادي، الرجل الذي قتلوه غدراً وبأسلوب جبان، هو نتيجة ضعف واضح، مثلما بين بصريح العبارة وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله.

رحل عنا البطل هشام، لكنه أبقى في داخل كل منا إصراراً وعزيمة على التمسك بأرضنا والالتفاف القوي حول قيادتنا، إذ ما يستهدفنا أمر يدخل في إطار الحروب على الدول، تلك الحروب «القذرة» التي تدار من الداخل بأساليب العصابات، من قبل خونة للوطن، وموالين للخارج.

يد القانون ستطال كل من كان له يد في اغتيال شهيد الواجب الضابط الشاب، هذا أمر نثق فيه بقوة، ونجزم بأن دم شهيد البحرين لن يذهب هدراً، والعقوبة الصارمة بحق من قام بهذا الفعل الشنيع، حاله حال من قتل رجال أمن بواسل فيما سبق، هذه المسألة مؤمنون بها، وهي مسألة وقت لا غير.

لكن في جانب آخر، تبقى العيون مفتوحة على أولئك الذين يمثلون جهات دعم للإرهابيين، ممن يستحقون لقب «مساعد إرهابي» بامتياز، سواء أكانوا عناصر في جمعيات عميلة وقفت يوماً في منصة عار ضد وطنها، وتحالفت مع الأجنبي، ومع الطائفي، وناهضت النظام وحرضت الناس ضده، أو كانوا أدوات في آلة إعلامية ولائها معروف، وعملها صريح عبر دسم السم بين السطور، حتى وإن حاولت «التلون» كحال القيم عليها، فإنك تجد في تفاصيل السطور ما يدل على الانحياز الصريح للإرهابي والمجرم والقاتل.

من يعمل ضد الدولة أمراً انفضح في مؤامرة الدوار، وتصرفاته تدل عليه، وأقواله شاهدة عليه ومثبتة، هناك من يجاهر بالأمر ويرى أن القانون لن يطاله، بالتالي يمضي في تحريضه ومناهضته بأساليب خارجة على القانون، وهناك من يتخفى ويتلون، لكن الوقائع والأحداث تجعله «ينضح» ما بداخله ويكشف لك عن حقيقته.

هؤلاء هم ممن يجسدهم المثل القائل «يقتلون القتيل ويمشون في جنازته»، إذ حتى لو تلونوا و«لووا» ألسنتهم وتعاملوا بـ«التقية» السياسية والإعلامية، فإن ما بداخلهم معروف، قدموه لنا بوضوح من على منصة الانقلاب، كشفوه للعالم عبر ما كذبوا به وافتروا به على بلادهم في القنوات الإعلامية الخارجية، بالأخص القنوات الإيرانية، هؤلاء مهما حاولوا اليوم «التنكر» خلف العبارات والجمل، فإن حقيقتهم معروفة، هم ضد الدولة، وضد القانون، وضد رجال الأمن.

بالتالي على الدولة وأجهزتها الحكومية المعنية بحفظ الأمن القومي، وحماية الأفراد باختلاف تصانيفهم، عليها ألا تتهاون مع أي «مساعدين للإرهابيين»، عليها ألا تمد لهم الحبل، أو تتركهم يفعلون ما يريدون.

الإرهاب ليس ممثلاً بالفعل الممارس فقط، بل أساسه التحريض، وحاضنته عمليات التبرير والدفاع، ومساعدوه هم ممن يعملون إعلامياً على بيان المجرمين على أنهم ضحايا، وعلى تضليل الغرب ليفهموا بأن ما يحصل ممارسة للحريات وأن الدولة تقمع ذلك، في حين الحقيقة تقول إنها ممارسة للإرهاب والدولة تحاول التصدي لهم في نفس الوقت تراعي حقوقهم كبشر.

هنا بالله عليكم أجيبونا، إذ أي حق لقاتل يرتكب جريمته مع سبق الإصرار والترصد، بل يصدر بشأنها بيان إعلان وتبني لها ويفاخر بها؟! أهؤلاء يستحقون التعامل معهم بروح القانون، أم أنه يتوجب تطبيق «القصاص» الذي شرعه الله بحق من يقتل النفس؟!

وتيرة الإرهاب تتسارع بشكل واضح، ومعها لابد من تسارع لوتيرة فرض الأمن وحماية البلد وأهلها، قوات الأمن في ظل هذه الأوضاع لابد من منطلق مسؤوليتها وواجبها أن تتصدى لهم تصدياً قوياً مشبعاً بالحزم والحسم، فوالله لو أن هؤلاء يفعلون ما يفعلونه من إرهاب واستهداف للبشر، لو يفعلونه في أمريكا لما كان التعامل معهم إلا بالرصاص الحي، ولا رحمة ولا شفقة توجه لهم.

من غدروا بالشهيد البطل، هؤلاء نتمنى أن تصل قبضة العدالة لهم، وأن يحاكموا بالقانون، وأن يطبق عليهم القصاص، فكما قتلوا يقتلون بأمر الله ووفق شرعه، وبعدها كما هي العادة، سيخرج الداعمون والحاضنون ومساعدوهم ليشنوا حملة على الدولة لأنهم طبقت القانون على مجرم قاتل إرهابي، يحاول المؤيدون لفعله تصويره بشخص مظلوم مسالم هادئ وبريء.

لا تتأخروا في تطبيق شرع الله، ولا تتأخروا في إحقاق الحق وتطبيق القانون، من أمن العقوبة أساء الأدب، وما كثير من أفعال الإرهابيين إلا نتيجة لقناعة تولدت لديهم بأنهم حتى لو قتلوا فإنهم لن يقتلوا بحكم الشرع والقانون.

لا يجب أن يجف دم الحمادي قبل أن تأخذ الدولة بثأره وحقه، وقبله حق هذا الوطن.