سقطت قذيفتان مساء أمس الإثنين في منطقتين بطرابلس اللبنانية سبق أن شهدتا اشتباكات الأسبوع الماضي.القذيفة الأولى سقطت في حي الأمريكان ذي الغالبية العلوية، والثانية في منطقة الوادي الفاصلة بين جبل محسن والتبانة من دون وقوع إصابات.التوتر في الشمال والاشتباكات في قلب العاصمة بيروت انعكست على سائر المناطق اللبنانية، ليتكرر سيناريو إغلاق الطرق بالإطارات المشتعلة، في حين تكثفت الجهود السياسية والأمنية لوضع حد للاحتقان الذي تشهده البلاد منذ عدة أيام.وألهبت الاشتباكات والاحتجاجات التي اندلعت أمس في لبنان الأوضاع الأمنية المتزعزعة، وما زالت البلاد اليوم تقبع في حالة هدوء حذر خوفاً من تطورات أمنية قد تحصد مزيداً من الأرواح.وشهد لبنان خلال الساعات القليلة الماضية وضعا أمنيا مقلقا وخطيرا عكس حالة الاحتقان السياسي وعززته التطورات في سوريا، وبدا يأخذ منحى أمنياً في عدة مناطق لبنانية على شكل إغلاق طرق واشتباكات مسلحة.وانطلقت الاحتجاجات من محافظة عكار الواقعة شمال لبنان، حيث عمد محتجون إلى قطع الطرق عبر إضرام النار بالإطارات.المشهد نفسه تكرر في معظم مناطق الشمال، وخصوصا في طرابلس التي شهدت تجمعات عند ساحة النور ومحاولات لقطع الطريق الذي يصل بينها وبين عكار.محاولات أخرى قام بها محتجون لإقفال الطريق الرئيسي الذي يربط طرابلس بالعاصمة بيروت، امتدت مساء إلى طريق صيدا ومن ثم الى البقاع الغربي والبقاع الأوسط، وصولا إلى مناطق داخل العاصمة بيروت.وتوزعت الاحتجاجات داخل العاصمة في عدة مناطق، إلا أن الأبرز فيها أدى إلى اشتباكات عنيفة بين عناصر مسلحين ينتمون إلى تيارين سياسيين أحدهما مؤيد للنظام السوري والثاني معارض له على الطريق الجديدة.الاشتباكات أوقعت قتيلين بحسب الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام وأدت إلى جرح نحو ثمانية عشر شخصاً.الأوضاع الأمنية في لبنان تطورت أثناء ساعات الليل، حيث تبادل سكان إحدى ضواحي العاصمة بيروت إطلاق نيران المدافع الآلية الثقيلة والقذائف الصاروخية.الشرارة التي أشعلت فتيل الاشتباكات كانت عندما فتح الجيش اللبناني النيران عند حاجز عسكري في الكويخات على موكب للشيخ أحمد عبدالواحد المناهض بشدة لنظام الأسد ما أدى إلى مقتل الشيخ ومرافقه.حادثة عززها توتر عاشته طرابلس قبل أيام، عندما شهدت اشتباكات مسلحة بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري، وهي الاشتباكات التي أوقعت عشرة قتلى على الأقل وإصابة العشرات.