صنعاء - (أ ف ب): فجر عسكري نفسه أمس وسط سرية من الجنود خلال تمارين لعرض عسكري في ميدان السبعين وسط صنعاء ما أسفر عن مقتل 96 عسكرياً وإصابة 300 آخرين، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية وطبية. وقال مصدر عسكري إن "96 شخصاً قتلوا في الانفجار الانتحاري الذي استهدف سرية من الأمن المركزي”، مشيراً إلى أن "الإصابات كلها في صفوف الجنود والضباط”. وأسفر الهجوم أيضاً عن 300 جريح، فيما أكد شهود عيان أن الأشلاء البشرية كانت منتشرة في مكان التفجير. وأكدت الحصيلة مصادر طبية في المستشفيات السبع التي نقل إليها الضحايا. وتعهد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي التشدد في مكافحة تنظيم القاعدة وأكد في بيان أن "الحرب على الإرهاب سوف تستمر مهما كانت التضحيات”. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما قدم "تعازيه الحارة” إلى نظيره اليمني عبد ربه منصور هادي بعد "الاعتداء الإرهابي الجبان”. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "إدانته الشديدة” للاعتداء و«طلب من الجميع في اليمن رفض استخدام العنف”. وهو أكبر هجوم انتحاري يستهدف الجيش اليمني في صنعاء منذ بدء عملية انتقال السلطة في اليمن. وذكر المصدر العسكري أن الانتحاري الذي قال إنه عسكري، فجر نفسه بينما كانت السرايا والكتائب العسكرية تشارك في تدريبات أخيرة للعرض العسكري الذي يفترض أن تشهده صنعاء اليوم بمناسبة ذكرى الوحدة اليمنية.إلى ذلك، أكد مصدر عسكري ميداني أن وزير الدفاع محمد ناصر أحمد كان موجوداً في المكان عندما وقع الانفجار، وكذلك رئيس الأركان في الجيش اليمني اللواء الركن أحمد علي الأشول، إلا أنهما لم يصابا بأذى. والأمن المركزي هو جهاز عسكري نافذ يقود أركان الحرب فيه اللواء يحيى محمد عبدالله صالح، ابن أخ الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح. وتبنى تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب في بيان الهجوم مؤكداً أنه كان يستهدف وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش اليمني.ويأتي الهجوم الدامي فيما يشن الجيش اليمني حملة عسكرية ضخمة ضد تنظيم القاعدة جنوب البلاد، وبعد أن تعهدت السلطات اليمنية الجديدة بالقضاء على التنظيم الذي يسيطر على قطاعات واسعة من جنوب وشرق البلاد. ويحقق الجيش في الجنوب تقدماً على الأرض، ونجح في طرد مقاتلي القاعدة من منطقة لودر في محافظة ابين كما يصعد ضغطه على مدينة جعار وعلى عاصمة ابين زنجبار التي وقعت في يد أنصار القاعدة نهاية مايو 2011. وفي هذا السياق، قتل 10 جنود و11 عنصراً من القاعدة في مواجهات غرب مدينة جعار وشمال شرق مدينة زنجبار في جنوب اليمن، حسبما ما أفادت مصادر عسكرية وقبلية. وأعلن الجيش الخميس الماضي تطهير منطقة لودر في ابين من القاعدة وتركيز المعركة على جعار وزنجبار وشقرة. ويشارك أكثر من 20 ألف جندي في الحملة التي يشنها الجيش اليمني بهدف طرد مقاتلي القاعدة من ابين، علماً أن المحافظة تقع على مشارف عدن، كبرى مدن الجنوب. وبعد ساعات قليلة من الانفجار، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي قراراً رئاسياً عين بموجبه اللواء فضل يحيى بن ناجي القوسي قائداً لقوات الأمن المركزي مكان عبدالملك الطيب المقرب من الرئيس اليمني السابق. وبذلك سيتعايش القائد الجديد مع أركان الحرب اللواء يحيي محمد عبدالله صالح الذي هو من حيث المبدأ الرجل الثاني في الجهاز ويتمتع بنفوذ كبير. كما عين رئيس الجمهورية العميد حسين محمد حسين الرضي قائداً لقوات النجدة بدل محمد عبدالله القوسي المقرب من الرئيس السابق. إلى ذلك، أعلن تنظيم القاعدة أنه نفذ هجوماً في مدينة الحديدة الساحلية غرب اليمن أسفر عن إصابة "3 خبراء عسكريين أمريكيين” فيما أكد شهود عيان ومصادر دبلوماسية وقوع الهجوم.