في كل سيرك يوجد أبطال حقيقين يقبعون في الظل وراء الكواليس لا ينالهم من حظوظ اللإعجاب و الثناء إلا القليل بالرغم من كونهم أهم عناصر السيرك العجيب .. إنهم رعاة و مربوا وحوش و كواسر و حيوانات السيرك .. أو التملية ..الذين يتواصلون ليل نهار مع هذه الكواسر .. لإطعامهم و تنظيفهم و خلافه .. إلا ان الدور الحقيقي لهؤلاء التملية هو مراقبة هذه الكواسر و الحيوانات مراقبة دقيقة للغاية علي مدار ساعات اليوم .. و متابعة التغيرات التي قد تطرأ علي سلوكها .. نتيجة لتعرضها لمتغيرات المناخ أو الطعام أو نوعية التدريبات و تناسبها مع القوة الجسدية لكل منها.. و رفع تقرير وافي بحالة كل منها علي حدى .. و منهجية هذه المتغيرات و تأثيرها علي سلوكه الإنفعالي قبل العرض و أثناؤه و بعده بثواني معدودة .. مما يساعد إدارة السيرك علي إتخاذ الإجراءات اللازمة سواء كانت طبية أو نفسية أو تدريبية .. و قد يصل الأمر إلي العقاب كعلاج و إعادة تأهيل للسلوك الإنفعالي لها .. تمكنها من السيطرة علي هذه الكواسر في جميع مراحل العرض و حتي إعادتها مرة أخرى إلي أقفاصها .. إنتظاراً للعرض الجديد .. و لا يرتبط عمل التملية بوجود عروض من عدمه .. بل يرتبط بوجود هذه الكواسر داخل جدران هذا السيرك .. فعملهم لا ينتهي .. إنها الإحترافية ..إنهم هناك .. خلف الكواليس كخلايا النمل .. عمل و نظام دائمين ..