يخيم الهدوء الحذر على منطقة الطريق الجديدة في وسط بيروت وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني، وذلك بعد مقتل شخصين في اشتباكات دارت ليلة أمس الاحد وحتى فجر اليوم الاثنين بين أنصار تيار المستقبل وأنصار حزب "التيار العربي"، وتأتي اشتباكات بيروت على خلفية مقتل رجل دين ومرافقه بنيران الجيش اللبناني في عكار بشمال لبنان أمس.وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الاشتباكات الليلية أسفرت أيضا عن إصابة 18 شخصا وأضرار مادية جسيمة بينها حرق مقر لحزب التيار العربي الذي يوصف بأنه قريب من حزب الله ومؤيد للنظام السوري.ومن جانبه أصدر الجيش اللبناني بيانا يؤكد فيه مقتل الرجلين، لكنه لم يذكر أي معلومات بخصوص المسؤولية عن الحادث أو ملابساته.وأعلنت قيادة الجيش في البيان عن تشكيلها لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية وبإشراف القضاء المختص.وحاول رئيس الوزراء نجيب ميقاتي مواجهة التوتر المتصاعد، وقال في بيان إن الحكومة عازمة على مواصلة تحمل مسؤولياتها الوطنية خلال هذه "الفترة الحرجة" في لبنان والمنطقة، وإنها ستتخذ كل الإجراءات الضرورية للحفاظ على السلم المدني.وعن هذا عنونت صحيفة ديلي ستار اللبنانية الصادرة بالإنجليزية "لبنان يغلي بعد مقتل الشيخ" وذكرت بافتتاحيتها أن الأحداث والوقائع التي تجري على الأرض تؤشر على احتمال انزلاق لبنان إلى حرب أهلية أو صراع طائفي، وهذا ما كانت تحذر منه بعض الأطراف في لبنان.بدورها أشارت صحيفة أورين لوجور الصادرة بالفرنسية إلى أن لبنان يدفع بقوة إلى قلب العاصفة السورية، وأضافت أن التدهور الأمني في لبنان على خلفية الأزمة السورية سيستمر.يُشار إلى أن مدينة طرابلس بشمال لبنان تشهد منذ أكثر من أسبوع حالة من التوتر في أعقاب اشتباكات بدأت بعد مواجهة مساء السبت قبل الماضي بين الجيش اللبناني وشبان إسلاميين كانوا يتظاهرون بالمدينة، مطالبين بالإفراج عن الموقوف شادي المولوي الذي اتهم لاحقا بالتواصل مع "تنظيم إرهابي".وتوسّعت الاشتباكات إلى مواجهة بين منطقتيْ باب التبانة حيث يوجد معارضون لنظام الرئيس بشار الأسد، ومنطقة جبل محسن المؤيدة له، مما أسفر عن مقتل ثسعة بينهم جندي لبناني.