قال خبير التنمية البشرية عبدالله المقابي إن الجمعيات السياسية عرفت حجم خسائرها متأخرة وبات من الصعب خروجها عن منظومة “الوفاق” الإرهابية، مشيراً إلى أن الجمعيات التي اجتمعت مع “الوفاق” ووقعت على تضمينها ضمن الائتلاف خسرت نفوذها وقوتها وسُلِطت الأضواء كلها على حليفتهم الوفاق، ما دعا لوجود خلاف نشب منذ أسبوعين في أوساط الجمعيات وعلى غراره نشبت خلافات ساعدت في فهم بعض رموز الجمعيات السياسية حقيقة “الوفاق” الموالية إلى نظام ولاية الفقيه، والذي لا يقبل تصدر الموقع دونه. وكشف عبدالله المقابي عن تشكيل الاتحاد الشعبي الخليجي لصد الهجمات الإرهابية والتعدي على دول الخليج، من وحي فكرة الاتحاد الخليجي وللمحطات التي يتوجب على الدول التحقيق فيها، مشيراً إلى أنه لا يحتاج إلى ضمانات لوجستية وعملية أكثر من وجود أبناء الخليج في ملتقى سنكشف النقاب عن تفاصيله خلال الأيام المقبلة، داعياً أبناء الشعب البحريني وكافة أبناء الخليج في التسجيل في هذا الملتقى ودعمه لتشكيل الاتحاد الشعبي الخليجي، وتوجد كافة التفاصيل بشكلية هذا الملتقى وطريقة التسجيل فيه عبر حساب (تويتر: gccgcc2021). وأكد أن جمعية “الوفاق” الحزبية لعبت دوراً بارزاً في تصدير الفتن والغوغائية، ودعت أتباعها إلى تحويل البحرين لدولة فوضوية تخلو من الأمان والسلم الأهلي، وقامت الوفاق وعلى رأسها أمينها العام سلمان بالتمترس في وحل الحزبية والفوقية متعالين على روح التسامح والتسالم المنشود من أطياف المجتمع البحريني، جرّدت الوفاق نفسها من قيم المواطنة والانتماء حرصاً منها لتنفيذ أجنداتها الخارجية بكل حرفية دون أن يُقيّدها قيد أو يمسها ضرر راجع أو مانع من وجود الوطنية التي تعيق بالأصل حركتها لأتباعها أوامر من الخارج، وهكذا صنعت “الوفاق” سور الحزبية المبطن وسوره المعلن إبان 9 سنوات مضت وحتى الآن. وأضاف “الخسارة التي منيت بها “الوفاق” لم تكن بالسهلة بل كان من الصعب على مجموعة من أعضائها تصور الخسائر وهم ينظرون لحجم الإنجازات والمكتسبات المتوفرة، كما ينظرون إلى الموقع الذي بلغوه وكان من المحال بلوغه، “الوفاق” لعبت بأرواح الناس وتاجرت بهم ولاتزال على حالها في مزيد من المتاجرة بالدم البحريني وعلى حساب الوطن، رجوعها صعب وتراجعها أصعب للمواثيق التي قطعتها على نفسها والعهود المفروضة عليها وبعد الذي جرى فلا انكسار لهم إلا بقوة القانون”. وقال إن الحرب النفسية إحدى الوسائل الجديدة التي تستخدمها “الوفاق” لجماهيرها وللحكومة في نفس الوقت، سمات مترابطة وعقود زمنية متفقة وأيام متوافقة هي التي كشفت خطط الوفاق والجمعيات المرافقة. وأوضح عبدالله المقابي أن خسارة الجمعيات السياسية البحرينية والتي وُجِدت لضمان المزيد حقوق الإنسان والحرية والشفافية، والتي دعا لتكوينها وكفلها الدستور البحريني، والتي نشأت بمباركة ملكية من لدن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، هي من ضمن الخسارة الوطنية إذ من بعد تخاذلها الوطني واتحادها مع جمعية “الوفاق” التي لا يقبل بها الشعب ولم يقبلها ولن يقبل منها حراكاً سياسياً ولا غيره بعد الانتهاكات التي مارستها بحق البحرين وشعبها، هي من أكبر الخسارات على مستوى العمل السياسي البحريني. وأكد أن العمل السياسي ضمان لتحريك القضايا المصيرية والعمل الحقوقي ضمان لنزاهة القضاء وصون حقوق الإنسان، أما المشايعة والمشارعة والتهجم والتكهن والتسقيط والتبرير، والممارسات التي تمارسها قوى التأزيم في البحرين هي ضمن الإرهاب الممنهج والمقصود لزعزعة أمن الوطن واستهدافه، واستهداف الحكم بقصد إقامة غيره، وهو ما لا يرضى به بحريني وطني بانتمائه الصادق، بل لا يقبل بذلك الصديق والشقيق والمواطن الخليجي الذي يعرف الحكم البحريني وقيادته. وأشار إلى أن التشدق بالسلمية واللاعنف وعبارات “لا عنف” مقارنة بالعنف الموجود وهدم العلاقات الوثيقة بين أبناء الوطن هو أكبر الجرائم وقمة التحريض يا قاسم، فكيف تدعون اللاعنف وفي البحرين تحرق الشوارع في كل يوم وليلة وقد قدرت خسائر الطرق بمليون 600 ألف دينار حتى الآن، وكيف تدعون باللاعنف والمصابون من رجال الأمن تعدوا 7000 آلاف مصاب في 15 شهر مضت وحتى الآن؟، وكيف تدعون اللاعنف وتدمير 12 مدرعة لجهاز الأمن وعشرات السيارات التابعة لوزارة الداخلية وقوات حفظ النظام؟، وكيف تدعون اللاعنف وقد خسر المواطن البحريني أكثر من 3 مليارات دينار، ناهيك عن خسارة الدولة التي بلغت 12 ملياراً بجميع المعاملات وأشكالها، أضف لذلك خسارة البنوك وضربها وسرقتها والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة بالكتابة عليها وتكسيرها. وتساءل المقابي كيف لا عنف ويتم تشويه سمعة البحرين في المحافل؟، وكيف لا عنف ويتم تهديد الآمنين وتعقب رجال الوطن والمحامين والذائدين عنه؟ ورجال الصحافة والإعلام والتهديدات اليومية التي تطولهم من أتباعكم المجرمين؟، وكيف لا عنف والتعدي على أكثر من 80 مدرسة للعلم والمعرفة بأيدي مواليكم، وكيف لا عنف وهدم وسرقة منزل الضابط الخميس في منطقة العكر؟، وكيف لا عنف والناس لا تخرج لأرزاقها إلا على روائح الكبريت والمواد السامة القاتلة على المدى البعيد بإشعال الإطارات وسط الشارع وخلق حالة الاختناق المروري وتأخير الموظفين عن أعمالهم ليخصم من راتبهم نهاية الشهر، وكيف لا عنف والخارج من بيته يتصل لأقربائه وإخوانه ليعلم الطريق السالك من غيره خوفاً على نفسه؟، وكيف لا عنف وبقاء الخارج في السيارة يزيد على 3 ساعات ليجد طريقاً سالكاً دون تورطه؟، وكيف لا عنف وبوابات القرى كأنها قلاع محصنة مهجورة لا يمكن الخارج من العودة لها ولا الخروج منها؟، وكيف لا عنف والسب والشتم والتعدي على القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة بأبشع لغات التخلف والتطرف، وكيف لا عنف ومصادرة الحقوق ومنع الناس من الكلمة الحرة وتهميش دور كل من يتحرك خلافكم وضربه وتشويه سمعته وإن وصلتم له لن ينجوا منكم يا أهل العنف، ولو أردنا الكلام لن يقف من مظاهرات خارجة عن القانون وإجرام وإرهاب وحزبية وتطرف وسرقة ونهب وظلم واعتداء، فالعنف ديدنكم وإن كنتم تدعون بغيره فلتقف هذه الممارسات التي لا تخرج عن مسؤوليتكم إلى يوم الدين. وقال إن البحريني لا يحتاج أن يدافع عن جنسيته وأصله وفصله ومنهجه، لم تدّعِ الدولة بأن جنسية المواطن كذا هي ممنوحة له وحتى من أساء ممن لا يتكلم العربية بشكل متقن، وهذا الحساب يُحسب إلى حكمة القيادة الرشيدة في البحرين، فلم يصدر بيان من الحكومة بشكل رسمي على أن جنسية الشيخ عيسى قاسم هي جنسية ممنوحة، ولم يصدر بيان من جهة حكومية على غيره، حتى ممن سحب منه الجنسية منذ فترة وأعيدت له، فالقيادة لا تمن على أحد بعطائها ولا تستكثر على مواطن صالح جنسية لخدمة الوطن، ولا توجد نية لدى القيادة لسحب جنسية أحد أو إسقاطها أو تهميشها وهذا ليعلم من مصادر الحكم المباشرة، والسؤال الدفاع عن جنسيتكم وعرض مسلسل درامي في نسبكم وتاريخ عائلتكم وعن المنهج الإصلاحي للمعارضة وأنه السبيل الوحيد أمامنا وإن كنا مستضعفين، ووضع أنفسكم موضع القربان والمضحي لهذا الوطن بعكس الخطابات السابقة في الوقت الذي يحتاج المواطن فيه إلى صوت لم الشمل والنصح بإعادة الأمن والأمان إلى هذا الوطن، والجلوس على طاولة الحوار التي كانت ومازالت؟، أليس الخطاب الموجه في الجمعة الماضية من آية الله قاسم بنبرة فيها ارتباك كبير وتلكؤ في الكلمات أكثر من مرة ويتردد في قراءة الكلمة والتشديد لا تراجع لا تراجع وآخر شيء يقول لا تراجع عن الإصلاح ومن ثم يقول كل التعذيب والقتل والتنكيل ألا يحتاج ذلك إلى إصلاح، إن حصر مطالب البحرين في الإصلاح ينبغي العمل له بالإصلاح والتعاون مع الحكومة الرشيدة بكل مصداقية وعقل ووعي ومنطقية. وأضاف أن الإصلاح يأتي بالبناء والإعمار لا بالهدم والدمار، والإصلاح مطلب لا يختلف اثنان فيه أما مطالبكم فهي مطالب لا يتفق معها اثنان، فحزبيتكم مكشوفة وأوهامكم مفضوحه ونواياكم معروفة، فتح صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى يده لكل الشعب إلا أن الفئات المؤزمة مصرة على عدم مد يدها، غلت أيديهم لأن نواياهم لا تتفق مع نوايا الخير للوطن، والضرورة اليوم تقتضي أن يكون للشعب صوت آخر غير صوت المطالبة بتطبيق القانون، الصوت الجديد الذي يفتح آفاق التعاون والمحبة والسلام هو صوت التجمع لصالح الشعوب والسلام. وقال المقابي إن الاتحاد الخليجي مطلب الجميع، فإن لم يكن فالاتحاد البحريني السعودي والذي سيكون بمثابة صفعة جديدة لأجندات الداخل من قوى التأزيم، فالشعب البحريني والشعب السعودي الذي يواجه أبشع الهجمات من متطرفين بالطائفة الشيعية والذي حدى بوضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود فكرة الاتحاد الخليجي، معبراً عن تمنياته بإقامته، حصلت هذه الفكرة على ترحيب واسع شامل من الدول الخليجية إلا أن بعض العقبات تقف في وجه إقامتها لدواعي لوجستية دولية قد تستغرق دراستها وجدواها أشهراً وربما سنوات، إلا أن الدولتين الشقيقتين البحرين والسعودية ارتأتا إيجاد هذه الشراكة الوطنية بإقامة الاتحاد الثنائي الذي يتطلع له الشعبين الكريمين بفارغ الصبر، ومن المحتمل أن تكون القمة الخليجية المقبلة نافذة مشرقة لبزوغ نجم هذا الاتحاد الثنائي المؤمل.