اقتحم عشرات المستوطنين الاسرائيليين صباح اليوم الأحد باحات المسجد الاقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة بحماية شرطة الاحتلال في المدينة التي تسودها حالة من التوتر مع اقتراب موعد مسيرة (ذكرى توحيد القدس) التي يشارك فيها عشرات الالاف من المستوطنين. وقالت مؤسسة (الاقصى للوقف والتراث) الفلسطينية في بيان ان "هؤلاء المتطرفين قاموا باقتحام المسجد الاقصى والتجول في ساحاته المختلفة وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال ووسط تضييق على المصلين المسلمين". وتوقعت المؤسسة "قيام سبعة اعضاء من الكنيست الاسرائيلي باقتحام المسجد الاقصى قبل ظهر اليوم من بينهم زئيف القين من حزب الليكود الذي يقوده رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو واعضاء الكنيست ارييه الداد وميخائيل بن آري وعتنائيل شلنر من حزب (كاديما)". واشار البيان الى ان اقتحام الاسرائيليين ياتي بمناسبة ما يطلق عليه الاحتلال وقوى التطرف (يوم توحيد يروشالايم مدينة القدس) حيث يحتفلون بالذكرى ال45 لاحتلال شطري المدينة الشريفة مضيفا ان اجواء التوتر والحذر تسود المسجد الاقصى المبارك الذي يتواجد فيه عدد من المصلين والمرابطين من اهل القدس.

الجهاد الاسلامي: الخطر على القدس حاليا اكبر من أي وقت مضى

(وعلى صعيد متصل، اكدت حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين اليوم ان الخطر الاسرائيلي على مدينة القدس المحتلة حاليا هو اكثر من أي وقت مضى داعية الجميع للتحرك من اجل تحرير المدينة وانقاذها. وقال القيادي في الحركة الشيخ خضر حبيب ان "القدس في خطر وعلى شعبنا وامتنا العربية والاسلامية التي تعتبر القدس جزءا من عقيدتها ان تنهض للدفاع عنها وانقاذها من الاحتلال الصهيوني". وشدد على ان "قضية القدس تمثل جوهر الصراع في المنطقة وهي من اولى القضايا التي يجب ان تحظى بالاهتمام". ودعا حبيب الشعب الفلسطيني والامة العربية والاسلامية للتوحد خلف هذه القضية كما جرى التوحد خلف قضية الاسرى في سجون الاحتلال خلال معركتهم الاخيرة مع الاحتلال. واضاف "قضية القدس لا تقل خطورة بل هي اكبر بكثير من قضية الاسرى فهؤلاء الاسرى اعتقلوا لدفاعهم وتمسكهم بالقدس وبحقهم في فلسطين". وتنظم مجموعات يهودية متطرفة اليوم مسيرات استفزازية في مدينة القدس المحتلة في ذكرى ما يسمى ب(يوم القدس) الذي يتم فيه احياء ذكرى احتلال شرق القدس عام 1967. واعلن عدد من اعضاء الكنيست (البرلمان) الاسرائيلي من احزاب (الليكود) و(الوحدة الوطنية) و(كاديما) مشاركتهم في هذه المسيرات واقتحام المسجد الاقصى المبارك. واشار حبيب الى تصاعد محاولات "الكيان الصهيوني لتهويد القدس التي يعتبرها عاصمة له" موضحا ان كافة الاعمال التي يقوم بها اليهود في القدس تتم بحراسة الامن والشرطة والاسرائيلية ما يعني ان "الامر مبرمج ومدبر له من قبل دولة الاحتلال". واعتبر ان اسرائيل تهدف من خلال هذه المسيرات "لبسط نفوذها وسيطرتها على كامل مدينة القدس والتضييق على اهلنا في القدس من خلال الحاق الاذى بهم وبممتلكاتهم للتضييق عليهم واجبارهم على مغادرتها حتى تخلو لقطعان المستوطنين". ولفت القيادي في حركة الجهاد الى ان هذه المسيرات تأتي في سياق "خطة مشروع صهيوني يحاول فرض وقائعه على حساب الشعب الفلسطيني". واشار الى ان مشاركة نواب في الكنيست الاسرائيلي في هذه المسيرات "تؤكد ان الحكومة الاسرائيلية حكومة ترعى هذه الخطوات وتحاول فرض رؤيتها على حقوق شعبنا". واكد حبيب ان هذا الخطر على القدس "يجب ان يدفعنا جميعا كشعب فلسطيني نحو الوحدة ورص الصفوف للدفاع عن القدس". وحول التفاعل مع قضية القدس قال حبيب ان "الشعب الفلسطيني يقف في الخندق الاول وهو رأس حربة الامة في مواجهة المشروع الصهيوني". واستدرك "لكن الانقسام الذي داهم ساحتنا شتت الجهد الفلسطيني واضعف قوانا في مواجهة هذا الخطر المحدق بها".