لاقت حملة الشباب المغردين في التويتر حول غلاء المهور تجاوباً مشجعاً، حيث عبر الشباب عن معاناتهم من تكاليف الزواج الباهظة وما ترتب عليها من مشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية.غلاء المهور ظاهرة بغيضة منتشرة في الخليج العربي بشكل واسع، ومجتمعنا بحاجة ماسة إلى استمرار الحملة الى حين إحداث التأثير والتغيير المنشود في وعي الشباب.البذخ في مصاريف وحفلات الزواج أمر مخالف لشريعة الإسلام ولا يتماشى مع عاداتنا وتقالدينا الأصيلة، لكنها المظاهر الكذابة التي غزت عقولنا وثقافتنا فقضت على قيمنا الأصيلة وأخلاقنا الإسلامية.نحتاج إلى حملات وليس حملة واحدة على التوتير للعودة إلى عادتنا الأصيلة في الزواج فقد كان معيار الخلق والدين هو الأساس لاتمام الزواج، أما المهر والحفل فذلك شيء ثانوي متروك بحسب مقدرة الزوج المادية بدون إسراف ولا مبالغة. فالفارق كبير بين ما يحدث اليوم وما كان يحدث بالأمس القريب.اليوم اعتمدنا على المظهر دون الجوهر والانجرار وراء الماديات والمظاهر الخداعة هو الهم الأول للبنت وعائلتها في اختيار الزوج. المبالغ الفلكية للمهور وتعدد الحفلات (حنة وزواج واستقبال) وحفلة للرجال وأخرى للنساء وهدايا ومظاهر مادية لا معنى ولا هدف من ورائها سواء التباهي والتفاخر بين الناس. فبكل أسف هذا ما يحدث اليوم، وما آلت له الأمور من الارتفاع الرهيب في نسب الطلاق بين حديثي الزواج هو نتيجة طبيعية لهذه المظاهر الغبية .من المؤسف أننا رفضنا الحلال والتيسير وفرضنا على أنفسنا الحرام. ولا غرابة فيما تشير إليه الدراسات بأن 35% من الفتيات في كل من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بلغن مرحلة العنوسة، وفي السعودية وصلت إلى 30%. مما أوقعنا في أزمة ودوامة لا نهاية لها.علينا أن نتوقف ملياً أمام هذه القضية وأن ندشن حملات عدة تستهدف الفتيان والفتيات كل على حدة واؤلياء الأمور الذين يتحملون جزءاً كبيراً من المشكلة، فبعض الأمهات يلعبن دوراً في تعطيل زواج بناتهن أو خراب بيوتهن وذلك لبعدهن عن القيم الإسلامية وخلقه الرفيعة، وكثير من الآباء يضعون شروطاً صعبة لزواج بناتهم فالمال والنسب هو معيارهم الأول ولا قيمة لدين وخلق الشاب المتقدم لخطبة ابنتهم. لابد أن نعمل سوياً لإحداث النقلة الضرورية بتغيير معايير اختيار شريك الحياة والأسس السليمة لتأسيس بيت الزوجية. فاتقوا الله في بناتكم وأولادكم وبادورا بخطبة الرجل الصالح لابنتكم ولا تتركوا قريباً أو ابناً لجار أو رجلاً خلوقاً دون أن تزوجوه لإحدى بناتكم. أما نظرة بنت اليوم ومعايير اختيارها وتقييمها للشاب المتقدم فتلك مأساة كبيرة وتحتاج إلى حملات قوية تستهدف تغيير بناتنا وتنوير عقولهن وزرع القيم والأخلاق الإسلامية في نفوسهن وحثهن على الاقتداء بنساء النبي (صلى الله عليه وسلم)، هذه القيم لابد من زرعها واستنباتها بعقول بناتنا. وتعليمهن بأن المال زائل والنسب لا يقدم ولا يؤخر شيئاً وحب التباهي براتب الزوج ووظيفته ونسبه ومكانته الاجتماعية لن يجلب لهن إلا الدمار والنهاية المؤسفة لزواجهن. إعانة الزواجالاقتراح برغبة المقدم من النواب بمنح الدعم المالي للراغبين في الزواج من قبل الحكومة أمر ملحّ وأكثر من ضروري. الموضوع مازال قيد الدراسة لكن مبلغ الإعانة حدد بمقدار ألف دينار. وهذا مبلغ بسيط جداً لا يشكل أية معونة للشاب عند زواجه، ونظراً لأهمية الموضوع أعلاه حول غلاء المهور نقترح أن يرفع المبلغ إلى ألفي دينار على أقل تقدير وأن يشترط صرفه في تأثيث بيت الزوجية أو المهر وحفل الزواج، بحيث لا يترك المجال لإهدار المال على المظاهر والمبالغة في تكاليف الزواج. نأمل من الحكومة الموافقة على المقترح والإسراع بتطبيقه، فالشاب البحريني يعاني الكثير عند زواجه ويضطر إلى تحمل الديون الربوية والعيش بضيق الحال لسنوات طويلة لتحمل المصاريف الأساسية للزواج.الاتحاد الخليجيلن نتوانى ولا نتوقف عن المطالبة بإقامة اتحاد خليجي وتحقيق الاندماج والشراكة الفعلية في شتى المجالات الحيوية الدفاعية منها والأمنية والاقتصادية، فتلك مرحلة باتت ملحة ولا تتحمل التأخير. لن نرتاح ولن يهدأ بالنا إلا بالانتصار وقهر أعداء الداخل والخارج الذين يعملون ضد أمن ومصالح دول الخليج.
حملة المغردين ضد غلاء المهور
28 مايو 2012