كتب - هشام الشيخ: أطلق وزير العمل جميل حميدان أمس مبادرة لتكريم أفضل خمس تجارب قدمت نموذجاً متميزاً للتعاون الثنائي وبناء الثقة في محيط العمل بين إدارات الشركات أو المؤسسات، والنقابات العمالية، من أجل تعزيز الاستفادة من الاحتفال بيوم العمال العالمي وبما حققه هذا التعاون بين أطراف الإنتاج من انعكاس إيجابي على حقوق العمال وزيادة الإنتاجية، ولإرساء قيم المحبة والتسامح في محيط العمل وفي المجتمع بشكل عام.وأكد حميدان توجه الوزارة لإنهاء ما تبقى من حالات في ملف المفصولين ومعالجة القضايا المختلف عليها بين بعض العمال المفصولين وبعض الشركات لكي تتم تسويتها بصورة عاجلة، لافتاً إلى حرص القيادة وفي مقدمتها جلالة الملك على تحقيق المزيد من المكاسب والمنجزات العمالية والعمل على تعزيز أوجه الرعاية والحماية القانونية للعمال بشكل عام.وكرم وزير العمل، نيابة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى راعي الحفل، 222 عاملاً وعاملة من مختلف قطاعات الإنتاج خلال حفل الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين بمناسبة يوم العمال العالمي، الذي نظم أمس في فندق كراون بلازا.وأكد حميدان أن وزارة العمل سوف تبادر بتقديم كل دعم وإسهام ممكن بالتعاون مع الاتحاد العام لنقابات عمال البحرين، وغرفة تجارة وصناعة البحرين، لوضع الآليات والإمكانات لإنجاح مبادرة تكريم أفضل 5 نماذج لتعاون الشركات والنقابات، وقال : "إن تلك التجارب المتميزة التي سيتم الاحتفاء بها ستصبح نموذجا لملامح العمل في الفترة القادمة التي لا بد أن تقوم على (مبادئ الثلاثية) وقيم التسامح والتعاون والثقة المتبادلة بين الشركاء الاجتماعيين”.وأشاد الوزير بحرص عاهل البلاد المفدى على تنظيم هذا الاحتفال السنوي تحت رعايته الكريمة منذ أمد طويل، تعبيرا عن اعتزازه الدائم بأبنائه العمال، وإيمانا من جلالته بما تقدمه سواعدهم من عمل وعطاء لرفع شأن وطننا العزيز وإعلاء مكانته والدفع بمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى الأمام لتحقيق غد أكثر إشراقاً لأبناء هذه الأرض الطيبة.وأضاف: "أن الدلالة الأكبر تكمن في الإصرار على استعادة ثقتنا وتماسكنا وتوافق إرادتنا حكومة وعمالاً وأصحاب عمل لمعالجة وتجاوز أية آثار سلبية أو مشكلات وظروف صعبة مرت علينا من جراء الأحداث المؤسفة التي عانينا منها خلال الفترة الماضية”.وأوضح أن المناسبة تؤكد السعي نحو مزيد من التكاتف والتعاون كشركاء اجتماعيين تجمعنا مصالح وآمال وتطلعات لا تحتمل القسمة، على قيم المحبة والتعايش وحب الخير والسلام، مشيداً بالمشاركة الفاعلة والموسعة من الشركات والعمال مما يشير إلى إرادة قوية على تعزيز الإيجابيات ومعالجة السلبيات.وأشار حميدان إلى أن بناء جسور الثقة والتعاون في مواقع العمل المختلفة يتطلب عملاً كثيراً لضمان الإندماج التام للعائدين إلى أعمالهم وضمان استقرارهم وتقدمهم الوظيفي في أجواء صحية وعادلة، وأضاف: "كما إننا نعمل معاً على أن يستعيد العمل النقابي عافيته ودوره الوطني الإيجابي المنشود، ولكي ليحتفظ سوق العمل بعافيته وقدرته على توليد فرص عمل مستمرة ولائقة للداخلين الجدد في سوق العمل والباحثين عن عمل وعدم السماح لأية ظروف طارئة بإضعاف قدرتنا على تحقيق ذلك”.وأكد وزير العمل أن تلك التجربة الصعبة التي مررنا بها أثبتت لنا أن التعاون وسيادة روح الثقة والحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج الثلاثة بإمكانها أن تحقق أفضل النتائج وأعظم المكتسبات، طالما توافرت النوايا الصادقة والأجواء الإيجابية والأسس السليمة المبنية على القدرة على استيعاب واحترام الاختلافات في الرؤى والآراء، مشيراً إلى أهمية الاتفاق على حبنا لهذا الوطن ورغبتنا الصادقة في تحقيق مصلحته العليا ودفعه نحو المزيد من التقدم والازدهار.ومن جانبه، هنأ رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين د. عصام فخرو عمال وعاملات البحرين وكذلك العمال الوافدين، بيومهم العالمي، وناشد الشركات التي لم تكمل إعادة عمالها المفصولين سرعة إعادتهم في سبيل لم الشمل وإشاعة الألفة والمحبة بين المواطنين وإصلاح البيئة الاجتماعية المحيطة ببيئة العمل.من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين سلمان المحفوظ أن اختيار شعار حفل هذا العام "لنعزز وحدتنا العمالية تحت راية الوطن”، والذي شمله جلالة الملك، برعايته السامية، جاء لتكريم اليد المعطاءة المنتجة المخلصة التي تبدع نماء وخيراً وعطاءً لهذا البلد العزيز، لافتاً إلى أن حفل هذا العام يأتي بعد تجاوز فترة صعبة مرت على عمال البحرين بعد أحداث وتداعيات فبراير ومارس من العام الماضي، مؤكدا أن الاتحاد العام كان مدافعاً منذ بداية ملف المفصولين عن رزق كل عامل، مستلهمين كلمات وتوجيهات عاهل البلاد المفدى، الذي عبر أنه لا يرضى أن يرى أحداً محروماً من رزقه دون وجه حق وأنه يسعده أن يرى كل مفصول قد عاد إلى موقع عمله ليخدم نفسه وأسرته ومجتمعه ووطنه، منوهاً إلى أن الجزء الأكبر من مشكلة المفصولين قد أنجز وسيعمل الاتحاد العام على حله حتى إغلاق الملف كاملاً.كما أكد المحفوظ الحرص على تعزيز الشراكة وفقاً لمبادئ الحوار الاجتماعي بين أطراف الإنتاج الثلاثة، منوهاً برغبة الاتحاد في المضي قدماً بالتعاون مع ممثلي الحكومة وأصحاب العمل لإنجاز ملفات مشتركة، في مقدمتها قانون العمل الجديد وتوحيد مزايا التأمين الاجتماعي والبحرنة ومعالجة مشكلة البطالة وتوفير فرص العمل الكريمة للمواطنين.