عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان “مقتل 22 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية في مدن عدة”، فيما تواصل القوات السورية قصفها لمدينة الرستن في محافظة حمص وسط البلاد، أحد معاقل الجيش الحر، بينما دعا “رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني سوريا إلى وقف عمليات قتل المدنيين والبدء بتطبيق خطة الموفد الخاص للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان”. في الوقت ذاته، أعلن رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون “انسحابه من رئاسة المجلس فور اختيار بديل له، تجنباً لمزيد من الانقسام في صفوف المعارضة، وذلك على خلفية انتقادات حول إعادة انتخابه للمرة الثالثة وهيمنة جماعة الإخوان المسلمين على قرار المجلس الذي يضم غالبية المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد”. وتظاهر آلاف الطلاب في جامعة حلب لدى وصول وفد من المراقبين الدوليين إليها وطالبوا بإسقاط النظام ورفعوا “أعلام الثورة”، بحسب ما أفاد ناشطون في المدينة. ودعا المرصد السوري المراقبين الدوليين إلى التوجه إلى الرستن التي يعمل النظام على “تدميرها تدريجياً”. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن من جهته إن الهدف من الحملة العسكرية لقوات النظام “منع الناس من النوم ليلاً وتحطيم معنوياتهم”. من جهته، قال رئيس الوزراء القطري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره البلغاري بويكو بوريسوف إن “عمليات قتل المدنيين تتواصل على رغم الدعوة الدولية لوقف حمام الدم “. وأوضح الشيخ حمد أن “على الحكومة السورية التقيد بالنقطة الأولى من خطة عنان والكف عن قتل المدنيين حتى نتمكن من مناقشة النقاط الخمس الأخرى من الخطة التي ترمي إلى إيجاد حل لهذه الأزمة”. من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن الرئيس السوري بشار الأسد “انتهى أمره” داعياً الأسرة الدولية إلى تصعيد الضغط على نظامه. وشدد باراك في حديث لشبكة “سي إن إن” الأمريكية على أن بشار الأسد وكبار المسؤولين المحيطين به وحدهم يجب أن يرحلوا وليس هيكليات النظام الأخرى بما في ذلك الجيش. وأعرب باراك عن “خيبة أمله لبطء انهيار الأسد” مضيفاً “أعتقد أن أمره انتهى في مطلق الأحوال”. وقال “إن سقوط الأسد سيسدد ضربة كبرى لإيران، إنهم يدعمونه بشكل ناشط جداً الآن، كما سيشكل الأمر ضربة تضعف حزب الله”. في هذا الوقت، ظهرت معالم تصدع جديدة في صفوف المعارضة السورية. فقد هددت لجان التنسيق المحلية التي تشكل فصيلاً أساسياً من المعارضة السورية والناشطة على الأرض، بالانسحاب من المجلس الوطني السوري الذي يضم غالبية ممثلي المعارضة المطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، وذلك احتجاجاً على “الاستئثار بالقرار” داخل المجلس. وفي وقت لاحق، أعلن غليون انسحابه من رئاسة المجلس فور اختيار بديل له، تجنباً لمزيد من الانقسام في صفوف المعارضة. وقال غليون “أثارت نتائج انتخابات الرئاسة داخل المجلس الوطني ردود فعل متضاربة وانتقادات مختلفة”، معلناً انسحابه “فور وقوع الاختيار على مرشح جديد، بالتوافق أو بانتخابات جديدة”. وقال غليون “لن أقبل أن أكون بأي شكل مرشح الانقسام. وأنا لست متمسكاً بأي منصب”. وجرى التمديد لغليون من المكتب التنفيذي في فبراير الماضي، قبل أن تنتخبه الأمانة العامة للمجلس الاثنين الماضي رئيساً لولاية جديدة من 3 أشهر، بأكثرية 21 صوتاً مقابل 11 للمرشح المنافس جورج صبرا القيادي في حزب الشعب الديمقراطي أحد مكونات تجمع إعلان دمشق.