كتب - المحرر الثقافي: يعقد الفنان السعودي المعاصر فيصل سمرا؛ الأحد 20 الحالي في البارح، مؤتمراً صحفياً يعلن فيه عن مشروعه الجديد "شانتي”، يلقي الضوء فيه على العزلة الاجتماعية للمناطق المحرومة في المدن الكبرة. مشروع سمرا مكون من فيديو تركيبي، وسلسلة من الأعمال الفوتوغرافية تحت عنوان "شانتي”. يسلط الضوء على قضية أساسية ومهمة تواجه العالم، وهي العشوائيات أو الأحياء الفقيرة، وكيف أن حالة الفقر الشديدة السائدة فيها وعدم انعدام الحرية فيها، هي احد أهم أسباب المشاكل التي تواجهنا اليوم، مثل المافيا، والإرهاب. لقد لاحظ الفنان حدود هذه العوالم المغلقة والمليئة بالبؤس وعدم الاستقرار. ولكن اهتمامه الأساس على الفقر المدقع في تلك المناطق، في محاولة لكسر جدار الصمت بين الطبقات الاجتماعية المختلفة في المدينة الواحدة. حيث يرى أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الشركات العالمية الكبيرة ودول العالم الأول لحل هذه المشكلة المتفشية في المجتمعات كافة. انغمس سمرا في الحياة اليومية للشخصيات في الفيديو لعدة أسابيع، ليخرج بهذا العمل الإبداعي والمميز. وقد جمع مشروعه "شانتي” بعناية من المواد المعاد تدويرها، مما أضفى حالة من التناقض المثيرة للاهتمام بين الشكل الخارجي والتصميم الداخلي المكون من مجموعة من المرايا التي تعكس شريط الفيديو إلى أشكال واتجاهات لا نهائية. النتيجة هي حالة فريدة من نوعها، من خلال استنساخ الفيديو إلى جميع الأطراف. في هذا العمل الفني يتضح مفهوم الاستنساخ من خلال الشكل والمضمون، والتي تعكس صور الأحياء الفقيرة ما دامت حالة الاستبعاد موجودة في الواقع. وفي هذا المشروع "شانتي” يستكشف الفنان فيصل تفاصيل حياة خمسة أشخاص في زقاق الأحياء الفقيرة في الدار البيضاء، المغرب، في محاولة يائسة لجذب الانتباه وطلب المساعدة، وتسليط الضوء، ورفع مستوى الوعي عن أوضاعهم الحياتية. في مواجهة حالة اللامبالاة العامة تجاههم، رغم تقبل بعضهم للمصير الذي يعيشونه بكرامة وتواضع، إلا أن هذا ليس القاعدة المطلقة. ويعكس الفيديو طموح وتطلعات سكان هذه المناطق الذين لا يملكون حتى صوت أو رأي في المجتمع. ومن هنا تأتي قوة "شانتي” كعمل فني، حاول استنساخ المناطق المحرومة وأخرجها عن سياقها الأصلي واستثمرها في مساحة قاعة العرض الفنية. الفنان فيصل سمرا سعودي من مواليد البحرين، 1959. تخرج مع مرتبة الشرف من المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة في باريس. عمل كمصمم للتلفزيون السعودي، قبل أن ينضم إلى العالم العربي في باريس كمستشار للتصميم والفنون. العام 2003، عمل كأستاذ في قسم الفنون الجميلة في الأردن، فضلاً عن عمله في الإستديو الخاص به في البحرين. والعام 2005، بدأ الإقامة الفنية في باريس. يصف الفنان فيصل نفسه بـ«البدو المتجول عبر الزمن” باعتبار انه عاش حياته في باريس، نيويورك، بيروت، وبعض الوقت في المغرب والشرق الأقصى. وأثر انغماسه في هذه الحضارات والثقافات المختلفة على تنوع أعماله الفنية. وتعتبر أعماله الفنية بمثابة انتقاد للثقافة البصرية والتي تفرضها وسائل الإعلام والإعلانات والسياسة، وتوضح معارضة الفنان فيصل لتلاعبهم الواسع النطاق بالجمهور كافة.