كيف لنا أن نضمن عدم تكرار ما حدث في مباراة الرفاعين في الجولة الـ16 من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم؟سؤال نوجهه إلى اتحاد كرة القدم وإلى الأندية المعنية بتطبيق مبادئ اللعب النظيف.هل نترك الأمر هكذا لتقديرات اللاعبين وأمزجتهم داخل الملعب أم أنه يستوجب استصدار نظام أو بالمعنى الأدق ميثاق توافقي يلتزم به الجميع من لاعبين وحكام لكي نصل في نهاية الأمر إلى التطبيق الأمثل لقاعدة اللعب النظيف، ومن ثم نتجنب الاجتهادات الشخصية التي قد تؤدي إلى مشهد آخر متكرر لما حدث في مباراة الرفاع مع جاره وشقيقه الرفاع الشرقي؟!الأمر يحتاج فعلاً إلى وقفة جادة طالما أن قانون اللعبة لم يتطرق إلى قاعدة اللعب النظيف لا من قريب ولا من بعيد ليظل الأمر متروكاً لتقديرات اللاعبين أنفسهم فمنهم من يسارع بإخراج الكرة خارج الملعب لمجرد وجود لاعب زميل أو آخر منافس مصاباً أو مطروحاً على أرضية الملعب من جراء التحام أو تصادم عنيف والغرض الرئيس من ذلك إيقاف اللعب والسماح بدخول المسعفين وهذا هو التصرف المثالي المطلوب.ومنهم من يستمر في اللعب غير مبالٍ بمن هو مصاب سواءً من زملائه أو من منافسيه وهذا ما يتنافى مع مبادئ اللعب النظيف وأحياناً يتدخل الحكم لإيقاف اللعب في حال خطورة الموقف وهو أمر تقديري للحكم بموجب ما يخوله به القانون.وفي بعض المواقف نجد أن اللاعب المستحوذ على الكرة بعد استئناف اللعب لا يعيدها إلى الفريق الذي تعمد إخراجها حسبما يتطلبه مبدأ اللعب النظيف بل يحاول الاستفادة منها الأمر الذي يؤدي إلى الاستنكار والاحتجاج من الفريق الذي التزم بالمبادئ كما حدث في لقاء الرفاعين!من هنا نجد أن الحل الأنسب أن يتفق الفريقان بوجود طاقم التحكيم على آلية تطبيق قاعدة اللعب النظيف في حال الإصابة على أن تلتزم هذه الأطراف بما تم الاتفاق عليه وفي حال حاول أحد الطرفين الإخلال بهذا الاتفاق فإن من حق حكم المباراة أن يتدخل.مثل هذا الميثاق يمكن أن يستمر لحين إضافة مثل هذه الحالات ضمن التعديلات السنوية التي تطرأ على قانون لعبة كرة القدم.هدفنا من ذلك الدفع باتجاه تطبيق قواعد اللعب النظيف حفاظاً على روح اللعبة والتنافس الشريف وحماية للاعبين وزيادة أواصر المحبة والألفة بينهم.أما إذا تركنا الحبل على الغارب فسوف تهتز هذه القواعد ونفقد بذلك ركناً أساسياً من أركان المنافسة الرياضية الشريفة.mohamed.lori@gmail.com