باريس - (أ ف ب): تولى الاشتراكي فرنسوا هولاند مهامه رسمياً رئيساً للجمهورية الفرنسية بعد أن أدى اليمين الدستورية على أن يزور أيضاً برلين على خلفية تفاقم أزمة منطقة اليورو. وبين المراحل المختلفة من اليوم البروتوكولي الطويل أمس، حيا هولاند الذي يصف نفسه بأنه رئيس "عادي” مراراً حشود الباريسيين الذين كانوا في استقباله. وقال رئيس المجلس الدستوري جان لوي ديبري في قاعة الشرف في قصر الإليزيه "اعتباراً من اليوم، أنت تجسد فرنسا وتعتبر رمزاً لقيم الجمهورية وتمثل كل الفرنسيين”. وهولاند الذي انتخب في 6 مايو الجاري بنسبة 51.6% من الأصوات، أصبح بالتالي سابع رئيس للجمهورية الخامسة وسيبقى في السلطة 5 سنوات على رأس إحدى القوى العظمى العالمية والعضو الدائم في مجلس الأمن الدولي. ويكون هولاند كرس بذلك عودة اليسار إلى قصر الإليزيه بعد غياب استمر 17 عاماً. وفور تنصيبه أراد الرئيس الجديد توجيه رسالة "ثقة” إلى الفرنسيين قائلاً إن البلاد "بحاجة للمصالحة ولم الشمل، إن دور رئيس الجمهورية هو المساهمة فيها والحرص على عيش كل الفرنسيين معاً بدون تفرقة حول نفس القيم، هي قيم الجمهورية”. وأضاف "هذا هو واجبي” واعداً بقيادة البلاد "ببساطة وكرامة” ومؤكداً أنه سيكافح "العنصرية ومعاداة السامية وكل أنواع التفرقة”. وبحسب المراسم البروتوكولية وصل هولاند إلى قصر الإليزيه واستقبله في باحة الشرف الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي. وبعد المصافحة عقد الرجلان لقاء مغلقاً من أجل تسليم السلطة وسلم خلاله ساركوزي، الرئيس الجديد الشيفرة النووية. ثم وسط تصفيق موظفي الإليزيه، غادر ساركوزي وزوجته كارلا بروني القصر وألقى تحية الوداع على الحاضرين من سيارته. وأول خطوة قام بها هولاند هي تعيين رئيس كتلة النواب الاشتراكيين جان مارك ايرو رئيساً للوزراء. وستكشف تشكيلة الحكومة الجديدة اليوم على أن تعقد أول جلسة لمجلس الوزراء غداً. وقد أعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية أن طائرة الرئيس هولاند التي كانت في طريقها إلى برلين اضطرت إلى العودة أدراجها جراء سوء الأحوال الجوية قبل أن تتجه مجدداً إلى ألمانيا. وقال المتحدث إن "الطائرة كان يمكن أن تصاب ببرق وقد عادت أدراجها لأسباب تتعلق بالسلامة. وفي الوقت الذي أتحدث فيه، توجه الرئيس هولاند مجدداً” إلى ألمانيا.