عواصم - (وكالات): ذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن 32 شخصاً قتلوا في تظاهرات حاشدة معارضة للنظام خرجت في أنحاء عدة من سوريا، فيما أطلق عليه اسم جمعة "التدخل العسكري الفوري”، فيما وصف الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي عنان نتائج مهمته في سوريا أمام مجلس الأمن بأنها "مخيبة للآمال”، مشدداً على "ضرورة الضغط على نظام الرئيس السوري بشار الأسد لحل الأزمة”.وذكرت مصادر معارضة أن المتظاهرين رددوا هتافات "الشعب يريد التدخل العسكري”، و«الشعب يريد تسليح الجيش الحر”، إضافة إلى هتافات تضامن مع حمص وإدلب. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن "عدداً من الجرحى سقطوا في حي السكري والفردوس في حلب اللذين شهدا شبه انفلات أمني نتيجة انسحاب القوى الأمنية وترك الشبيحة يشتبكون مع المتظاهرين”. وسارت تظاهرات مماثلة في ريف حلب، في بلدات وقرى السفيرة وعندان ومارع وحريكان، ومدينة وإعزاز التي تنتشر فيها القوات النظامية، إضافة إلى مدينتي الباب ومنبج. وفي دمشق، أفاد المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي بخروج تظاهرات في أحياء الميدان والمزة، وبرزة، والقدم، واجهتها قوات الأمن بالقنابل المسيلة للدموع وإطلاق النار. كما خرجت عشرات التظاهرات في قرى وبلدات ريف إدلب بحسب ما أفاد الناشط نور الدين العبدو من المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في إدلب.وأظهر مقطع آلاف المتظاهرين في انتفاضة شهدتها الرقة وهم يرددون هتافات ضد النظام "راح المزح وجاء الجد والصنم لازم ينهد”. وتحدث عبدالرحمن عن "عشرات آلاف المتظاهرين في أنحاء سوريا رغم القمع العسكري والانتشار الأمني الكثيف”. وتعرضت أحياء عدة في مدينة حمص لقصف القوات النظامية، بحسب ما أفاد ناشطون، وذلك بعد تظاهرات حاشدة خرجت فيها. وتعرضت مدينة الرستن في ريف حمص الخارجة عن سيطرة النظام لقصف عنيف. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة وجود نحو 12 ألف نازح في مدينة الزعفرانة في محافظة حمص يحتاجون إلى مساعدة إنسانية. في هذا الوقت، وكما في كل يوم جمعة، تجمع عشرات الموالين للرئيس السوري بشار الأسد في ساحة السبع بحرات في دمشق، للتعبير عن رفضهم التدخل الخارجي في شؤون بلادهم الداخلية. دبلوماسياً، عرض الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان أمام مجلس الأمن الدولي نتائج زيارته لسوريا في نهاية الأسبوع الماضي. ووصف ردود دمشق على مقترحاته بشأن حل الأزمة السورية بأنها "مخيبة للآمال”، داعياً مجلس الأمن الدولي إلى الوحدة للضغط على دمشق، كما أفاد دبلوماسيون. وقال عنان متوجهاً إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي عبر الدائرة المغلقة من جنيف إنه "يواصل النقاش على الرغم من الردود المخيبة للآمال حتى الآن” وأن "مقترحاته الواردة في 6 نقاط” تبقى مطروحة على البحث.وأعلن عنان أن فريقاً من الأمم المتحدة سيزور سورياً غداً، لإجراء محادثات مع النظام السوري حول مقترحات إنهاء العنف والسماح بدخول مساعدات إنسانية. وكان المتحدث باسمه أحمد فوزي قال إن عنان "يرغب في إرسال بعثة” إلى دمشق "لبحث تفاصيل آلية مراقبة ومراحل أخرى عملية لتنفيذ بعض اقتراحاته بما يشمل وقفاً فورياً للعنف والمجازر”. ورحبت سوريا بزيارة البعثة. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا” عن وزارة الخارجية أنها "ترحب بزيارة الفريق الفني الذي شكله عنان لمناقشة القضايا المتعلقة بمهمته في سوريا”. وأكدت سوريا في وقت سابق أنها تتعاون مع عنان، كما أكدت مجدداً عزمها على مكافحة "الإرهابيين” التي تنسب إليها أعمال العنف في البلاد.وأعلن السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار جعفري أن الخبراء الذين قرر عنان إيفادهم إلى دمشق لبحث إمكان تشكيل بعثة مراقبين في سوريا سيصلون إلى دمشق غداً.من جهتها، أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بشأن رحلات الشحن الجوية الإيرانية التي تمر عبر العراق إلى سوريا، وقالت إنها حذرت العراق من أن تلك الشحنات قد تحتوي على أسلحة ربما تستخدمها دمشق لقمع الاحتجاجات.وحض وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الداعين إلى توجيه ضربة عسكرية إلى سوريا على "التفكير في عواقب” هذا الأمر.وفي تونس، أكد وزراء خارجية تونس وليبيا ومصر خلال لقاء مشترك ضرورة حل الأزمة السورية "في إطار عربي” وعبروا عن معارضتهم لأي تدخل خارجي في هذا البلد. في باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه في مقابلة نشرتها صحيفة "لوموند” أن على المعارضة السورية الكف عن "التمزق” و«معارضة بعضها البعض”. ونصحت وزارة الخارجية التركية رعاياها بمغادرة سوريا، مشيرة إلى أن "التطورات تطرح مخاطر أمنية جدية على مواطنينا”. وأعلن رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أن حكومته تدرس احتمال استدعاء سفيرها من دمشق، مضيفاً أن "بلاده تبحث إقامة منطقة عازلة على الحدود مع سوريا”. وعمدت دول غربية وعربية عدة إلى إقفال سفاراتها في سوريا. إلا أن وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أعلنت أنها ستحافظ على وجود دبلوماسي للاتحاد الأوروبي في دمشق رغم ذلك.من جهته، قال مبعوث روسيا إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوجدانوف إن التصريحات التي تصدر من دول غربية وعربية تقول إن حكم الرئيس السوري بشار الأسد غير شرعي هي تصريحات غير بناءة ولا تجدي بشأن إحلال السلام في سوريا.من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة "الغارديان” البريطانية نقلاً عن مجموعة من رسائل البريد الإلكتروني تم تتبعها أن فواز الأخرس حما الرئيس السوري بشار الأسد وهو طبيب سوري مقيم في لندن قدم المشورة لصهره بشأن كيفية تصوير الحملة التي يشنها على معارضيه للعالم. وتظهر الرسائل أن الأخرس كان يدعم زوج ابنته معنوياً ويقدم له المشورة في شؤون العلاقات العامة.واعتبر الأخرس يوماً أنه عنصر يشجع الأسد على الاعتدال. وكان الرئيس السوري قد وصف معارضيه بأنهم "إرهابيون” و«عناصر جماعات مسلحة” تحركهم مؤامرة خارجية للإطاحة به.
International
الرقـة تنتفـض وتهتـف: «راح المـزح وجـاء الجـد والصنم لازم ينهد»
١٥ أبريل ٢٠١٢