^  وفقاً للقوانين والمواثيق والعهود الدولية المتعلقة بمبادئ وحقوق الإنسان التي وافقت عليها مملكة البحرين ووقعت عليها، فإنها تؤكد دائماً وفي كل المحافل المحلية والعربية والعالمية على احترامها واحترام عمل المنظمات الحقوقية بما لها من دور كبير في تعزيز حقوق الإنسان، وستستمر في هذا النهج دون انقطاع. وأنها دائماً على استعداد بالترحيب بكافة المنظمات الحقوقية والمدنية السياسية بزياراتها للبحرين بكافة أطيافها وعناوينها أفراداً ومنظمات وبما تتفق تلك الزيارات مع القوانين البحرينية. ومن تلك المنظمات غير الحكومية التي ترغب في القدوم إلى مملكة البحرين منظمة «بيت الحرية» ضمن منظمة «أيفكس» التي تقدمت بطلب الزيارة بتاريخ 5 أبريل للفترة من ( 6 إلى 10 مايو 2012م) بمعية خمس منظمات حقوقية. وأن مملكة البحرين لم تعترض على زيارة هذه المنظمة ولا غيرها، والإجراء المتبع والصحيح هو أن تقدم كل منظمة من المنظمات الراغبة في الزيارة بطلب منفصل عن الأخرى، وهو إجراء اعتيادي من أجل التمكن من التعامل مع طلب الزيارة إدارياً، ولم يكن رفضاً ممانعاً لزيارة منظمة بيت الحرية أو غيرها. ولنتعرف الآن على منظمة «بيت الحرية»، ما هي؟ وأصلها وفصلها وما هي أهدافها الحقيقية؟ بيت الحرية (Freedom House)، هي مؤسسة يفترض أنها غير حكومية تأسست في عام 1941م ومقرها في واشنطن، وأسستها السيدة ألينور روزفلت (زوجة الرئيس الأمريكي روزفلت) بمعية المحامي الأمريكي والمدافع عن السلام ويندل ويلكيلي وآخرين، تقوم هذه المؤسسة بإجراء بحوث ودعوات حول الديمقراطية والحريات السياسية وحقوق الإنسان، وتحصل على تمويلها عن طريق الولايات المتحدة الأمريكية ومن المنح وتبرعات الأفراد ورسوم عضويتها ومن المبيعات وفوائد الاستثمار ومن المنظمات الأخرى. وتصدر سنوياً تقريراً تقيَّم فيه درجة الحريات الديمقراطية من حقوق مدنية وحرية الصحافة وغيرها لمختلف بلدان العالم. ويدير هذا البيت مجلس أمناء يتكون من الكثير من السفراء والباحثين والمستشارين وأساتذة الجامعات والكتاب والأدباء والمؤلفين من مختلف الجنسيات والأعراق. وتسلك هذه المؤسسة طريقين من أجل تحقيق أهدافها، الأول هو مساعدة البرامج والمشروعات، والثاني بإصدار مجموعة من المطبوعات السنوية ــ تقارير (تقرير الحريات في العالم، تقرير حرية الصحافة، تقرير الشعوب في المرحلة الانتقالية، تقرير الدول التي في مفترق الطرق، تقرير عن المرأة وآخر عن العمالة والعدالة). وبموجب هذه التقارير فإن العدو الصهيوني يعتبر الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي لديها حريات مدنية كاملة، بينما تصنف الأقطار العربية بأنها عديمة الحرية! إن كل ما تم ذكره من مبادئ وأهداف وآليات لبيت الحرية ظاهراً يفنده الفصل في القول بأن هذه المؤسسة تبحث عن الشباب وتصطاد الذين يسهل إغراؤهم وتيسيرهم وفقاً للأهداف والمبادئ الحقيقية المخفية لها، فهي توجه إليهم الدعوات لحضور دورة تدريبية عن الحرية والديمقراطية لمدة شهر واحد مقابل (خمسمائة دولار) ثم يعودون إلى بلدانهم ليبيعوا بضاعة غيرهم تحت اسم الحرية والديمقراطية والتغيير، ومن الآليات المستخدمة في ذلك إحداث أعمال الشغب، وإرسال الأخبار الملفقة عن بلدانهم إلى هذه المؤسسة، ووفقاً لتوجيهات هذه المؤسسة فإن هؤلاء المطالبين بالتغيير عليهم ألا يقبلوا أية حلول أو تفاوض مع الحكومة أو من يُمثلهم حتى يتم في النهاية «إسقاط النظام» في البلاد وبعدها تنجر إلى فوضى وتنتشر القلاقل والاضطرابات التي ليس لها حد أو توقف، وهذا هو المقصد من الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان لبيت الحرية. ومع ذلك فإن حكومة مملكة البحرين لم تمانع من زيارة هذه المؤسسة إلى بلادنا، لكن بعد استكمال الإجراءات الإدارية والقانونية المعتادة للزيارة. فمتى يستيقظ أبناء وشباب البلدان المختلفة من دائرة الوهم الديمقراطي الغربي وحرياته؟ فالديمقراطية ليست فوضى ولا الحرية هي عبث، الديمقراطية هي تنمية والحرية مسؤولية وطنية، لقد حان الوقت لكي يَعرف الكثيرون بأن بيت الحرية وُجد من أجل تلبيس العدو الصهيوني بشرعية الوجود كنظام ديمقراطي والحُر الوحيد في العالم؛ وما تلك المبادئ والأهداف والآليات إلا ديكور وفخ ينصب لأبناء وشباب مختلف البلدان مقابل مبلغ زهيد؛ من أجل نشر الديمقراطية الأمريكية كما هي في العراق وأفغانستان والصومال وباقي الدول التي تنسمت بنسيم هذه الديمقراطية العوراء