بقلم : عبدالستار الراوي الانكفاء المر أمام بسالة الجندية العراقية في العام 1988، وسقوط الولاية الدرامي في معركة تحرير الفاو، وتداعيات الهزائم اللاحقة، ادخرته بغداد في احتفالية الثامن من أغسطس. تجرعه آية الله الخميني سماً زعافاً، قطرة إثر قطرة، ويوماً بعد يوم حتى النفس الأخير، إذ هاله وصدمه سقوط أيديولوجيته المسلحة على نحو مهين، ولم تعد أطروحة دولة العدل الكبرى، عصاه التي توكأ عليها طوال سنوات الحرب سوى هشيماً متناثراً، وكان على جمهورية الثورة العالمية أن تلملم بقايا حلمها وتضعه على قائمة انتظار القدر، الذي قد يمكّن الولاية الإلهية في يوم من الأيام استعادة زمام المبادرة، لكن الإمام قضى وارتحل إلى ربه حسيراً من دون أن تتوفر له فرصة إشفاء الغليل. لم ينفك حديث الحاكمية الدينية عن مرارة الهزيمة، كان سقوط العلم الإيراني في الفاو يتردد في حجرات الولاية، كان لدى المرشد الأعلى عذاباً مقيماً، ومعاناة لم تنقطع نفثاتها الحارقة وهو يردد مع مريديه وأنصاره دعاء زوال العراق، يعقبه القسم على تدمير كل ركن من أركان القوة الإقليمية الوحيدة المعيقة لمشروع الثورة.. هكذا تحدث هاشمي رفسنجاني عن الليالي الطويلة والسنوات العجاف التي أعقبت يوم الثامن من أغسطس 1988 وظل الهاجس المرضي يوغر الصدور ويتحكم بالسرائر، فلا أمن ولا أمان من غير زوال العقبة الكؤود من أمام الولاية الإلهية، فعراق قوي يشكل نقيصة للثورة، ويتقاطع مع أهدافها ومراميها، بل ويسلبها هويتها الأيديولوجية ويعطل خريطتها السياسية، تجاه البلدان العربية والإسلامية. وبصرف النظر عن الانتقام من النظام السياسي ذي الأهداف القومية أو الثأر المبيّت من الرئيس الراحل صدام حسين، فإن العراق في ذاكرة الحاكم الإيراني لا فرق إن كان إمبراطوراً متوجاً أم فقيهاً معمماً يبقى حارس البوابة الشرقية في وجه الخطط التوسعية البهلوية والخمينية على حد سواء، ولذلك فإن الخلاص الوحيد أمام الاستراتيجية الإيرانية القديمة والمحدثة للنفاذ إلى ضفة الخليج العربية والقفز على دول المنطقة هو الإجهاز على الحارس التاريخي.. كيف ومتى وأين؟؟ تحولت الأسئلة في استراتيجية الجمهورية الإسلامية إلى سفر ممدود متعدد الصفحات: الصفحة الأولى: الانقلاب والإرهاب كانت ليلة الأول من مارس 1991 واحدة من أشد الليالي إيلاماً على العراقيين شعباً وجنداً، تحت وطأة القصف الأمريكي الوحشي، ففي تلك الليلة الغارقة بالأسى أطلقت إيران موجاتها البشرية المسلحة صوب البصرة والمدن العراقية الأخرى، إذ شكل الحرس الإيراني قوة تعويق وقتل على محاور الطرق المؤدية إلى العمق العراقي وكانت مجاميع اطلاعات (المخابرات الإيرانية) وفيلق بدر تسللت تحت جنح الظلام لتغلق عقد الطرق والمواصلات على طريق ميسان بصرة، وطريق ذي قار واسط وامتد التطويق إلى طريق المثنى وطريق القادسية وهكذا صارت هذه المحافظات بين فكي كماشة من الجنوب حمم الطائرات الأمريكية، فيما كان الشمال من نصيب القطعات الإيرانية والمرتزقة، وهي تواصل عمليات التدمير الوحشي والقتل السادي وحرق جثث المواطنين وهم أحياء!! واستباح الانقلابيون الأعراض والمقدسات!! ناهيك عن النهب والسلب وحرق كل ما يصل إلى أيديهم (مدرسة، مستشفى، جامعة، منظمة مجتمعية، بيوت سكنية، مساجد، متاحف، دوائر حكومية)، تحت شعار الثورة الشعبانية.. كانت هذه ثورة؟؟ بعضهم لا يزال حتى اليوم يتوهم أن أحداث الخيانة والغدر هي أمر داخلي فوضوي، قام به العابثون والدهماء، أو كما سميت في حينها الغوغاء، أي كانت عفوية، ورد فعل سلبي لمواطنين غير واعين أو رافضين لوضع سياسي أو عسكري معين صدر عن قيادة الدولة، لكنها وطبقاً لوقائعها الدموية، وأحداثها المتسلسلة كانت عملية انقلابية من الخارج إلى الداخل وهي إحدى أساليب تصدير الثورة من ألفها إلى يائها، تم التخطيط المسبق لكل صفحة من صفحاتها وكشفت تفاصيلها اعترافات الإيرانيين أنفسهم من منتسبي اطلاعات الإيرانية والحرس الثوري، بأنهم دخلوا العراق وباشروا بالتعرض إلى القطعات العسكرية المنسحبة من الكويت والاستيلاء على معداتها وأسلحتها الثقيلة، بقصد إسقاط العراق والسيطرة على مقاليد الحكم. ثمة أدلة أخرى أغفلها الإعلام والتحليلات اللاحقة للحرب، منها: 1 ـ تقديم قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الدعم اللوجستي للإيرانيين على الرغم من إيقاف إطلاق النار، لضرب الجسور التي تربط بين المناطق الوسطى والشمالية، لقطع الطريق أمام أي تدخل من جانب القوات العراقية، وبما يمكن حركة القادمين من إيران الى العراق، لتسهيل وصول المجاميع الإيرانية والمرتزقة إلى عموم مدن العراق! 2 ـ بدأت حركة التخريب في معظم المحافظات العراقية الحدودية في الجنوب والشمال بالتوقيت نفسه وبالأسلوب نفسه، إذ دخلت قوات اطلاعات وفيلق بدر والحرس إلى محافظات ميسان والبصرة وذي قار في يوم 1/3/ 1991، وواصلت الزحف باتجاه الغرب صوب محافظات الفرات في الأيام التالية وبإسناد ودعم وتوجيه من حكومة إيران، وفي اليوم نفسه شرع حزبا الطالباني والبرزاني وبإسناد أمريكي إيراني في أربيل والسليمانية ودهوك، وبالأسلوب نفسه، بنهب الأموال العامة والخاصة، وقتل المسؤولين والعسكريين، وسلب وحرق دوائر الدولة ومقرات المنظمات الشعبية والمهنية واغتصاب حرمات الناس وانتهاكها، والزحف باتجاه محافظة التأميم وديالى. الصفحة الثانية: مقدمات الحرب الأمريكية: أولاً: العروض الإيرانية: في تقرير لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، كتبه عكيفا الدار ونشر في الخامس من أكتوبر 2010، أن أكثر من عرض إيراني قدم إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة ما بين أحداث (سبتمبر) 2001، والغزو الأمريكي للعراق في 2003، أي عملياً في الفترة ذاتها التي كانت تُجرى فيها المفاوضات السورية – الإسرائيلية، حول عقد “صفقة” إقليمية في المنطقة تكون القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ منها. ونقل الكاتب عن مدير شؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي في ولاية الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الأولى، فلينت ليفيريت، أن واشنطن تلقت في مناسبتين اثنتين عرضاً “تصالحياً” إيرانياً لم تعره الإدارة الأمريكية الاهتمام الكافي. أول العرضين، كما يقول ليفيريت، وصل إلى واشنطن بعد أحداث أيلول (سبتمبر2001)، وتضمن مساعدة إيران على وقف (الإرهاب) الذي تمارسه كل من “القاعدة” و«طالبان»، لكن إدارة بوش تجاهلته واعتمدت بدلاً منه ما وصفته باستراتيجية “محور الشر” كما هو معروف. العرض الثاني: جاء عبر السفير السويسري في طهران (راعي الشؤون الأمريكية فيها) بعد مدة قصيرة من اجتياح العراق في 2003، وكشف عنه ليفيريت في محاضرة ألقاها أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك في حزيران (يونيو) 2006، وتضمن “اتفاقاً” بين الطرفين – أي طهران وواشنطن على عدد من النقاط على النحو الآتي: 1 ـ بدء مفاوضات حول الملف النووي الإيراني. تبني مبادرة السلام العربية (يشير الدار إلى أن إيران كانت وافقت على المبادرة، في أثناء مؤتمر لوزراء خارجية الدول الإسلامية عقد في طهران في مايو عام 2003 في عهد الرئيس السابق محمد خاتمي). 2 ـ وقف دعم المنظمات الفلسطينية العاملة خارج الأراضي المحتلة، ومرة أخرى، تجاهلت واشنطن هذا العرض من إيران. ثانيا: محاولة استمالة واشنطن: كان واضحاً أن إيران على الرغم من التصريح الحكومي بالحياد الفعال من العدوان الأمريكي المرتقب على العراق إلا أنها كانت تدفع في سبيل تبنى موقف داعم للإطاحة بالرئيس صدام حسين، أي تأييد الحرب الأمريكية على العراق للتخلص من هذا العدو اللدود، وكان عليها البحث عن مصالحها البعيدة في العراق، وهو أمر كان يلزمها التعاون مع واشنطن وإلا ستكون من أكبر الخاسرين من كعكة الحرب المنتظرة، فإذا ما أدت الحرب الأمريكية على العراق إلى تفكيكه، فإن ذلك يعني تحقيق الحلم الإيراني بدولة موالية لها في جنوب العراق تناصر نظامها، ومن هنا بادرت إيران إلى تعيين صادق خرازي (ابن شقيق الوزير خرازي) سفيراً لها لإدارة العلاقة مع ممثلي الولايات المتحدة في العاصمة الفرنسية، وتولى إجراء اتصالات مع الأمريكيين في قبرص، لغرض التنسيق بين الطرفين فيما يتعلق بالغزو المرتقب على العراق، كما أن مهدي هاشمي، نجل هاشمي رفسنجاني، كان يزمع فتح قناة بين والده والأمريكيين عبر شركة “كونوكو” النفطية للغرض نفسه. ولكن يبدو أن واشنطن لم تعر اهتماماً جدياً للمبادرات الإيرانية، فالولايات المتحدة لا تحتاج إلى الدعم الإيراني كما كان حالها في الحرب ضد طالبان، إذ كانت طهران تتمتع بنفوذ قوي في أفغانستان غير متوافر لها في العراق، كما أن القوات الأمريكية التي تنوي غزو العراق لديها جبهات أخرى لشن الحرب على العراق أكثر أهمية من الجبهة الإيرانية التي ستقدم في نهاية المطاف دعماً لا يقارن بالمميزات الهائلة التي توفرها تلك الجبهات، ومن ناحية أخرى، فإن الولايات المتحدة تخشى بالفعل من أن تنجح إيران باستغلال حالة الفراغ التي قد تنجم عن الإطاحة بالرئيس العراقي لتدعيم نفوذها في العراق والخليج معتمدة على الأحزاب الموالية لها، هذا على جانب الرؤية الأمريكية. أما فيما يتعلق بالبعد الخاص بالرؤية الإيرانية نفسها، فإنه وعلى الرغم من غلبة الطابع البراجماتي على السياسة الخارجية الإيرانية، فإن ملف العلاقة مع الولايات المتحدة بقي عائماً محل شد وجذب بين الإصلاحيين والمحافظين، وهذا من شأنه أن يعرقل من إمكانات فتح حوار بين البلدين، والأهم من ذلك أن الولايات المتحدة أعلنت بنحو صريح في الأسابيع التي سبقت الغزو أنها تعتزم حكم العراق بعد صدام حسين بصفة عسكرية مباشرة، ما يعني العدول عن خيار تنصيب المعارضة بالسلطة، وما يعني أيضاً أن المعارضة الموالية لطهران قد يتم تهميشها. الصفحة الثالثة المشروع الإيراني: بسبب التغاضي الأمريكي عن العروض الإيرانية، أقدمت طهران على طرح مبادرتها على لسان وزير الخارجية كمال خرازى كمؤشر على تحول لافت في الموقف الإيراني، جاء بالضرورة على خلفية فشل واشنطن وطهران في الاتفاق على صيغة للتعاون الثنائي، وعرضت المبادرة إجراء استفتاء تشرف عليه الأمم المتحدة بشأن انتقال السلطة في العراق سلمياً في إطار خطة لتجنب شن حرب على بغداد ودعوة المعارضة العراقية للمصالحة مع الرئيس صدام حسين لتجنب إراقة الدماء، ويمكن القول إنه كانت هناك عوامل عدة دفعت طهران إلى إطلاق هذه المبادرة، فضلاً عن فشلها في التوصل إلى صيغة للتعاون بينها وبين واشنطن كما حدث في أفغانستان وتتمثل أهم هذه العوامل فيما يأتي: 1 ـ أرادت إيران الخروج من العزلة التي يمكن أن تفرض عليها بسبب تأييدها للحرب أو حتى التزامها الصمت في ضوء وجود توجه عربي وإسلامي ودولي مناهض للحرب. 2 ـ ضرب عصفورين بحجر واحد: إنهاء حكم الرئيس صدام حسين، وتمكين المعارضة الموالية من الوصول إلى السلطة. 3 ـ ضغوط الرأي العام الداخلي، فالتوجه العام في إيران كما في غيرها من الدول العربية والإسلامية هو ضد الحرب الأمريكية المحتملة على العراق، وما يذكي هذا التوجه موروث العداء الشديد بين طهران وواشنطن. 4 ـ انحسار الموقف الدولي المؤيد للحرب بعد التعاون الإيجابي الذي أبداه العراق مع القرار رقم 1441، وهو ما أفرغ الحجج الأمريكية لهذه الحرب من مضمونها، وكشف في الوقت نفسه عن الأجندة الخفية للولايات المتحدة من حربها ضد العراق، ومثل هذا الأمر يعد مقلقاً جداً لإيران. وإذا كانت طهران اتخذت موقفاً متشدداً في بداية الأمر تجاه الحملة الأمريكية لدواع دعائية، فإن هذا الموقف المتشدد التزم الصمت في مرحلة لاحقة ما فهم ضمناً على أنه تأييد لهذه الحملة جاء على خلفية توافق لابد أن يكون حدث بين طهران وواشنطن، وإن ما كانت تصرح به الخارجية الإيرانية ضد الحرب الأمريكية، لم يكن في حقيقته سوى تضليل للرأي العام العالمي الرافض للغزو الأمريكي، فطهران كانت تعمل بالخفاء بخلاف ما يظهره الإعلام الرسمي، وبالنقيض مما يدلي به المتحدث الحكومي من بيانات، فوزير الخارجية الإيراني الدكتور كمال خرازي نفسه، أعلن في 15-1-2003 وتحت قبة مجلس الشورى، أن “إيران لا تقف إلى جانب العراق ولا تقيم معه حتى علاقات طبيعية”!!. وأضاف، في سياق رده على سؤال من نائب إصلاحي: “إننا نسعى إلى تحقيق مصالحنا”!! وبعبارة مقاربة أكدها الشيخ هاشمي رفسنجاني بقوله: (إن الذي يهمنا من هذه الحرب هي مصالحنا وسنمضي إليها مع الطرف المنتصر)، وحين بدأ العد التنازلي للعدوان الأمريكي، أخذت الصحافة (الحكومية) تشدد في افتتاحياتها وأعمدتها اليومية على مصطلح (المصالح الإيرانية العليا) وعلى ضرورة أن يكون للجمهورية الإسلامية نصيبها الأوفر في العراق، وعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تدرك أن صدام حسين هو عدوها الأول، وأنها ادخرت المعارضة لمثل هذا اليوم!! الصفحة الرابعة: مؤازرة المعارضة العراقية: أولاً: المؤتمرات الثلاثة: في الوقت الذي كان الإعلام الحكومي يملأ الفضاء برفض فكرة الحرب، ويدين دعاتها كانت هناك مؤشرات قوية وفاضحة أحياناً على مؤازرة إيران للولايات المتحدة الأمريكية لتسهيل مهمتها العدوانية، إذ شاركت أحزاب المعارضة التي تحتضنها طهران مع باقي فصائل المعارضة العراقية التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية وبإشرافها المؤتمرات التمهيدية التي عقدت في واشنطن ولندن وصلاح الدين، كانت إيران حاضرة عبر ممثليها من الأحزاب الموالية لها كان طموحها أن تتعامل مع الولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة بالطريقة نفسها التي تعامل بها الطرفان في الحرب الأمريكية على أفغانستان، أي أن تتم تنحية الخلافات جانباً لتحقيق هدف الطرفين في الإطاحة بنظام صدام حسين. ثانيا: مؤتمر طهران: عقب انقضاء اجتماع صلاح الدين، وقبل أسبوعين فقط من بدء العدوان الأمريكي ضد العراق، استضافت الحكومة الإيرانية في السادس من مارس 2003 مؤتمر الأحزاب المعارضة تحت شعار (الشيعة والمستقبل)، وضم المؤتمر الأحزاب الدينية والكردية والعلمانية وممثلين عن الحوزة الدينية والأطراف الشيعية الموقعة على ميثاق التعاون في ما بينها، وكان من مظاهر المؤتمر التأكيد على المحاصصة الحزبية من خلال التمسك بالهويات الطائفية والعرقية. خلص البيان إلى تأييد النوايا العدوانية الأمريكية: (نعلن ونحن نعيش هذه الظروف العصيبة والحالكة التي تمر بها قضيتنا استنكارنا المبادرات التي تدعو إلى المصالحة الوطنية مع النظام الدكتاتوري مهما كانت الجهات الداعية إليها). من الموقعين على البيان: محمد بحر العلوم، نوري صكبان، أياد جمال الدين، محمد عبدالجبار، عزت الشابندر، صادق الصفار، حسن سلمان، نجاح الراضي، عادل رؤوف، الشيخ طالب الحربي المزعل، الشيخ خيرالله البصري، الشيخ عبدالامير هويدي، علي اليوشع، علي الحيدري. ثالثا: تعبئة المراجع وكبار فقهاء الحوزات الإيرانية: بإشراف مكتب المرشد الأعلى وإعداده أصدر أكثر من 30 مرجعاً وعالماً دينياً في مدينة (قم) لوحدها بيانات منفردة ومجتمعة تؤيد غزو العراق وتباركه، وبإيقاع منتظم بادر رجال الدين الإيرانيون المقيمون في لبنان والشام والخليج العربي، إلى إبداء ترحيبهم بالحرب الأمريكية على العراق، واجتمعوا على كلمة واحدة هي إنهاء عصور المظلومية في العراق، وبداية عهد جديد يستعيد فيه المظلومون حقوقهم المسلوبة!! رابعاً: الجهد العسكري والدعم اللوجستي: تزامناً مع مؤتمر طهران وبالتنسيق مع واشنطن عبر أحمد الجلبي، أقدمت إيران على المشاركة عسكرياً في العدوان على العراق بإعلان النفير في صفوف قوات المرتزقة من خلال تحريك جزء كبير من قطعات فيلق بدر بإمرة عبدالعزيز الحكيم باتجاه شمال العراق، فيما توزعت القطعات المتبقية بين المنطقتين الحدوديتين الوسطى والجنوبية: خسروي في الوسط في انتظار أوامر طهران للقيام بدور الطابور الخامس، وهي المهمة الاستراتيجية التي استحدث من أجلها وعمل لها الفيلق منذ بداية تشكيله بوصفه أحد أدوات تصدير ولاية الفقيه الإيرانية الصنع، أيديولوجياً وعملياً. وللحديث بقية...
الإجهاز على العراق خطوة أولى من استراتيجية إيران للنفاذ إلى دول التعاون
28 مايو 2012