أعلن أطباء أتراك أنهم اكتشفوا جيناً جديداً مسؤولاً عن الإصابة بمرض «العشى الليلي»، الذي يعاني منه نحو 1.5 مليون شخص في العالم.و»العشى الليلي» أو «العشاوة» هو عدم قدرة العين على رؤية الأشياء في الليل أو عندما تكون الإضاءة ضعيفة «في الضوء الخافت». ويرجع سبب الإصابة بالعشى الليلي إلى خلل يصيب خلايا شبكية العين المسؤولة عن الرؤية في الضوء الخافت.وينتج هذا المرض عن نقص فيتامين «أ،A» وذلك في حالة سوء التغذية وفقر الغذاء لهذا الفيتامين، بصفة خاصة بين الأطفال، وترجع أهميته إلى أنه يشترك مع البروتين في تكوين شبكية العين، ومن ثم يؤدي نقصه إلى بطء في تكوين صبغة الإبصار.والمعروف أن فيتامين «أ،A» هو عبارة عن مادة صفراء باهتة اللون تذوب في الدهون ولا تتأثر كثيراً بالتسخين الهادئ، والمصدر الأساس من مادة الكرويتين النباتية ذات اللون الأصفر والأخضر والتي تتحول داخل الجسم إلى فيتامين «أ،A».وذكرت جامعة «حاجي تبه» في العاصمة أنقرة أن فريق باحثين في معهد صحة الأطفال اكتشفوا الموروث الجيني المسبب لمرض التهاب الشبكة الصباغي المعروف عامياً باسم «العشى الليلي».وأضافت أن الباحثين البروفسور كوكسال اوزغول ود. ديدم يلماز اكتشفا الجين المسبب للمرض، بعد أخذ عينة دم من زوجين مصابين بالعشى الليلي ويريدان الإنجاب.وقال البروفيسور اوزغول إنه «بعد إجراء سلسلة تجارب على الحمض النووي لكلا الزوجين اكتشفنا تحولاً في الموروث الجيني الجديد مسؤولاً عن وظيفة الرؤية» وهو ما يعزز الأمل بإمكان معالجة أسباب فقدان النظر. وذكر أوزغول أنهما شاركا الاكتشاف مع جامعتين في أوروبا، مشيراً إلى أن هذا الاكتشاف من شأنه أن يساهم في تجنب الإصابة بمرض العشى الليلي ومعالجة المصابين به. الإحصاءات الطبية فإن نحو 1.5 مليون شخص في العالم مصابون بهذا المرض الذي يمنع المصاب به من إمكان الرؤية في الليل أو في أماكن ذات إضاءة خافتة. ويسبب هذا المرض تلفاً في الشبكية عند الصغار من سن الخامسة إلى سن الثلاثين. وهو أكثر عند الذكور منه عند الإناث، وله صبغة وراثية، ويبدأ في أطراف الشبكية متجهاً تدريجياً نحو الوسط وأول ما يشكو منه المريض هو ضعف النظر في المساء وفي الضوء الخافت، ويلاحظ الأبوان على الصغار المصابين بهذا المرض صعوبة في حركتهم وسيرهم في الأماكن المعتمة، وفي ملاحظة الأشياء الصغيرة. وسبب هذا المرض غير معروف بالضبط وينتقل بالوراثة وليس له علاج حتى الآن، وإذا أصيب أحد أفراد العائلة به فإنه يجب فحص الآخرين، للتأكد من خلوهم منه. وتتم الوقاية والعلاج من مرض العشى الليلي بتناول الأغذية الغنية بمكونات فيتامين «أ،A» كالخضراوات مثل الجزر والفاكهة الصفراء، كالخوخ والمشمش، وتناول فيتامين «أ،A» كعلاج عن طريق الفم يحددها الطبيب المعالج.
Variety
اكتشـــاف الجــين المســؤول عــن «العشــى الليلــي»
28 مايو 2012