أحمــــــــــــــد جاســـــــــــمajasim98@gmail.comسعدت كثيراً وأنا أقدم للأطفال مسرحية العرائس (أنانيوه) ضمن مهرجان التراث الذي تنظمه وزارة الثقافة سنوياً، وسر سعادتي تكمن في عدة أمور أحدها أن وزارة الثقافة لم تغفل الأسرة والطفل فأفردت لهم زوايا خاصة بهم سواء في مواد الحرف والتصنيع وأدوات المنزل العتيقة أو بتخصيص ركن للأطفال يحتوي على الألعاب والمسابقات وعروض أزياء الأطفال والتصنيع اليدوي، وقد كان ركن الأطفال هو الأكبر مساحة مما دل على وعي كبير لدى الوزارة بهذه الفئة.ومن سعادتي كذلك أنني عرضت هذه المسرحية بأسلوب جديد على أطفال البحرين في تحريك العرائس مبتعدين عن النمط التقليدي البسيط، وذلك احتراماً لعقلية الطفل، فهناك في الغرب تعجب أشد العجب وهم يخصصون ورشاً ضخمة حتى ينجزوا الدمى التي ستستخدم بالمسرحية ومثلهم كان التونسيون والمصريون يفعلون ذلك، إضافة إلى أننا أدخلنا السرور والفائدة في قلوبهم، فقدمنا مفهوماً لسلوك الأنانية السلبي ولكن بطريقة إبداعية كوميدية بعيدة عن الاستخفاف والتسهيل الذي يفترض الغباء لدى الطفل أو عدم الاستيعاب. فأطفالنا هم مستقبلنا وهم أذواقنا المستقبلية وعقولنا القادمة التي ستشكل نمط حياتنا وإبداعنا وتفوقنا، فهذا مثال على ما ينبغي أن يشتغل به التربويون والعاملون في مؤسسات الأطفال والنشء، وهو أن نبتعد عن التسطيح في الفكر والثقافة ونرتقي بأساليب التعليم في كل المجالات، فالطفل كنز عميق وبئر غائرة يحق لنا أن نسبر كنوزها ونكتشفها لا أن نقف على طرفها ونفترض أنها جافة وقليلة الماء.لكن عتبنا كبير على أن مثل هذه الزاوية لم تستغل إعلامياً بشكل صحيح، فلقد كانت مادة خصبة جاهزة كان بإمكان تلفزيون البحرين أن يغطيها بشكل يومي ويصنع منها زاوية لبرنامج أطفال يومي، وهي واحدة من مئات الفعاليات اليومية في المدارس ومؤسسات الأطفال التي تحتاج لرعاية إعلامية ودعم وإبراز طاقات الأطفال والمهتمين بهذا الجانب.
Bahrain
أنــــانيـــوه
28 مايو 2012