^ حسناً فعلت الحكومة حين أكدت أنه لا حصانة لأحد مع أمن الوطن والوحدة الوطنية، ولا أحد فوق القانون، فالجميع سواسية في الحقوق والواجبات سواءً كان رجل دين أو غيره. وبالتالي فلابد من تطبيق القانون على من يحرض على العنف ويدعو لقتل رجال الأمن من على منبر الجمعة كالدعوة التي وجهها عيسى قاسم لمناصريه بـ “سحق” الشرطة علانية، ومن هنا نطالب الدولة أن تعيد فرض هيبتها وأن تتخذ الإجراءات القانونية معه وقبلها بوقفه عن الخطابة التي هي في الأساس لوعظ الناس وليس لشحنهم طائفياً ودعوتهم للقتل ولمن؟! لرجال الأمن الذين يقومون بواجبهم ويسهرون على أمن الوطن واستقراره. حقيقة، ما يدعو للغرابة أن عيسى قاسم يتحدث في خطبه السابقة عن التجنيس وعن السكان الأصليين وتبين أنه هو ذاته اكتسب شرف الجنسية البحرينية في عام 1962 وبواسطة مختار قرية الدراز آنذاك، بحسب ما كشف عنه النائب أحمد الملا، الذي دعاه إلى ترك التحريض وتقسيم البحرينيين إلى قسمين، وبدل ذلك كان الأحرى به الدعوة إلى الوحدة بين مكونات المجتمع. فالبحرين لا تستحق ممن استقبلتهم ومنحتهم الجنسية أن يسيئوا إليها هكذا، فبدل أن يشاركوا وينصهروا ويبنوا الوطن الذي احتضنهم وأن يردوا له الجميل، هددوا أمنه واستقراره. من الآن فصاعداً لابد للدولة أن تتحرك وبسرعة لوقف أي خطيب كان من استغلال المنبر الديني لأهداف وأجندات سياسية تدعو إلى الفرقة وبث الطائفية وإذكاء نار الفتنة التي لعن الله من أيقظها، ولوزارة العدل والشؤون الإسلامية أن تراجع خطب الجمعة، ووقف من ترى أن خطبته ستؤدي إلى الشقاق أو تثير النعرات الطائفية والمذهبية والفئوي بين أبناء البلد الواحد. من المفترض بل من الواجب على رجال الدين وخصوصاً خطباء الجمعة أن يكونوا على قدر من المسؤولية حين إلقاء خطبهم، وأن يكونوا أداة بناء لا أن يكونوا معاول هدم، وعليهم أن يدعوا إلى الوسطية والبعد عن العنف والتعايش فيما بين مكونات المجتمع وفق القانون الذي يحتكم إليه الجميع دون تفرقة بين هذا أو ذاك، وأن يرسخوا دور المساجد والمآتم في اللحمة الوطنية وأن تكون أماكن عبادة وإبعادها عن السياسة وعدم استغلالها في ما يضر السلم الاجتماعي والأهلي، وعلى من يتجاوز أن يحاسب. فنحن مازلنا في دولة المؤسسات والقانون الكفيل بردع كل من حرض على العنف بكافة أشكاله. ^ همسة.. الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة: “نحن لسنا دعاة عداوة أو إساءة، بل طلاب حق ولا يمكن أن نفرط في حقوق الوطن والمواطنين مع مخالفي النظام والقانون”، واللبيب بالإشارة يفهم!
لا أحد فوق القانـــــــون
28 مايو 2012