عواصم - (وكالات): قتل 55 شخصاً وأصيب 372 بجروح في انفجارين متزامنين هزا دمشق صباح أمس، وأكدت السلطات أنهما «انتحاريان» يندرجان في إطار «الهجمة الإرهابية عليها»، بينما اتهمت المعارضة نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلفهما، مشيرة إلى أنه المستفيد الأول مما يحدث. وهو أحد أعنف الاعتداءات في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات قبل أكثر من عام، وبحسب التلفزيون السوري فإن كمية المتفجرات المستخدمة تفوق زنتها ألف كيلوغرام، وقد أسفر انفجارها عن سقوط مئات القتلى والجرحى. من جهته قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حصيلة القتلى بلغت 59، مشيراً إلى أن معظم المصابين هم من عناصر الأمن. ووقع الانفجاران بشكل شبه متزامن على الجسر الجنوبي في دمشق أثناء «توجه الموظفين إلى أعمالهم والطلاب إلى مدارسهم». وأفاد تقارير أن أشلاء بشرية كانت متناثرة في الموقع، وأن عدداً من المباني والسيارات في المكان تضررت جراء الانفجار الذي ترك حفرة بعمق 3 أمتار. ودان مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان التفجيرين، مؤكداً أن «هذه الأعمال المشينة غير مقبولة ويجب أن يتوقف العنف في سوريا». وأضاف أن «كل عمل يؤدي إلى تصعيد التوتر ومستوى العنف سيؤدي إلى نتيجة عكسية بالنسبة إلى مصالح جميع الأطراف». من جهتها طالبت الحكومة السورية مجلس الأمن الدولي بـ «تحمل مسؤولياته في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له» و»التصدي للدول التي تشجعه وتحرض عليه».وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالاعتداء الذي شهدته دمشق وطلب من النظام والمعارضة في سوريا «النأي بنفسيهما» عن الإرهاب، بحسب المتحدث باسمه مارتن نيسيركي. بدورها دانت الولايات المتحدة بشدة التفجيرين، واصفة القتل العشوائي للمدنيين بأنه «يستحق الشجب».كما دان المتحدث باسم الدبلوماسية الأوروبية مايكل مان التفجيرين، مشدداً على أن «التصعيد في التفجيرات والانتهاكات المتواصلة لوقف إطلاق النار تجعل من مهمة عنان أكثر صعوبة وإنما أيضاً أكثر أهمية»، مؤكداً أن خطة عنان «تبقى أفضل طريقة للتقدم» نحو حل للأزمة السورية. ونددت الخارجية الفرنسية بالهجوم، معتبرة أن «النظام يتحمل المسؤولية الكاملة في الفظاعات التي تشهدها سوريا». من جهته قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف للصحافيين بعد محادثات في بكين مع نظيره الصيني يانغ جيشي «نطلب من جميع الأطراف وقف العنف والتعاون مع عنان»، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن موقف بلاده من الوضع في سوريا لن يتغير. واتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف الانفجارين المتزامنين اللذين ضربا دمشق، مؤكداً أن مكان الانفجار وقوته الكبيرة هما دليل على «ضلوع النظام بهذه الجريمة». وقال المجلس إنه «يدين التفجيرات التي طالت الأبرياء في دمشق ويؤكد أن مثل هذه التفجيرات بالقرب من المراكز الأمنية لا يمكن أن يقوم بها إلا النظام والقوة الكبيرة للانفجار تؤكد ضلوعه بهذه الجريمة». وأكد البيان أن «من ضحايا التفجير من أسماؤهم موثقة كسجناء لدى النظام، حيث يقوم النظام بسرقة جثث الشهداء ووضعها في أماكن التفجيرات مدعياً أنهم ضحايا التفجيرات الإرهابية وهو بذلك يسعى لإثبات ادعائه وجود تنظيم القاعدة في سوريا»، متسائلاً «لماذا لم تحدث هذه التفجيرات أثناء الانتخابات الهزلية»، في إشارة إلى الانتخابات التشريعية التي شهدتها سوريا الأحد الماضي. بدوره اتهم الجيش السوري الحر في دمشق وريفها النظام بتدبير الانفجارين، مندداً بهذا «العمل الإرهابي الجبان». وطالب المجلس الذي يضم العسكريين المنشقين عن القوات النظامية في دمشق وريفها «بتشكيل فريق من الخبراء الدوليين للتحقيق في هذه التفجيرات بالسرعة القصوى»، مشيراً إلى أن «الجيش الحر لا يملك الإمكانيات الكبيرة للقيام بهذين التفجيرين»، وأن عناصره انشقوا عن القوات النظامية «لحماية المدنيين وليس لقتلهم». وأثناء زيارة إلى موقع الانفجارين، أطلق رئيس فريق المراقبين الدوليين العاملين في سوريا الجنرال روبرت مود نداء للمساعدة على وقف أعمال العنف في سوريا. وتواصلت أعمال العنف في مناطق أخرى من البلاد، ما أسفر عن مقتل 12 شخصاً بحسب المرصد السوري. وفي حلب، قال المتحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب محمد الحلبي إن «انفجاراً وقع قرابة قرب حي بستان القصر، في مدينة حلب». وقال المرصد إن معلوماته الأولية تشير إلى «انفجار عبوة ناسفة وسقوط 8 جرحى». وذكر المرصد أن 5 من عناصر المخابرات قتلوا في انفجار استهدف دوريتهم في حلب فجر أمس.وإزاء تواصل أعمال العنف وخروقات وقف إطلاق النار الذي أعلن في 12 أبريل الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الأربعاء من «اندلاع حرب أهلية واسعة النطاق في سوريا».وبحسب الأمم المتحدة، فإن 70 مراقباً عسكرياً غير مسلحين ينتشرون حالياً في سوريا بالإضافة إلى 43 مدنياً في إطار بعثة الأمم المتحدة في سوريا التي أنشأها مجلس الأمن لمراقبة وقف إطلاق النار الذي ينتهك باستمرار. ومن المقرر أن يصل عدد المراقبين إلى 300 عسكري قبل نهاية مايو الجاري. ودعا ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي إلى الخروج في تظاهرات اليوم للمطالبة بإسقاط النظام.