بقلم- بديع المدن:لقد أصبح الإعلام الغربي جزءاً من خلفيتنا الثقافية فهل يصبح الإعلام الإسلامي في يوم من الأيام جزءاً من خلفيات الغرب الثقافية؟ إن التفوق الإعلامي لا يمنح القوة للشخص أو للمؤسسة الإعلامية وحسب بل يصب في ما يسمى بـ«القوة الناعمة” للدول والأمم كما ذكر المفكر الأمريكي "جوزيف ناي” في عبارته الشهيرة "الذي يربح المعركة هو من تربح قصته في الإعلام”. فالإعلام اليوم أصبح من مقومات البنيان الحضاري لأي قوة عالمية، وأضحت الأمة التي ليس لديها إعلام مؤثر، وفعال لا تملك إلا أن تعلب دور المتلقي، ولن تستطيع المنافسة في "الحلبة العالمية لسباقات التأثير” فإننا إن لم نستطع أن نلحق بالقاطرة الإعلامية ونؤثر فيها بالشكل المناسب فإننا سنظل نحبو خلف الآخرين، و قد لا يكون درباً من المبالغة إذا قلنا إن كل دقيقة تحمل الجديد في عالم الإعلام وخاصةً ما يسمى بـ«الإعلام الاتصالي”.غير أنه من المبشرات أن في الوقت الذي يعمل فيه أرباب الاتجاهات المعادية للإسلام على الاستفادة من كل الوسائل الإعلامية لخدمة أغراضهم فإنه وبإمكانات بسيطة تظهر جهات تواجه وتجهض هذه الدعاوى في محاولة لتوصيل رسالة الإسلام حيث أراد الله؛ لكن علينا أن نطور هذه المحاولات، ونبني رسالتها الإعلامية على أسس علمية متينة لكي تكون حائط صد قوي لمواجهة هذا التضليل الإعلامي والواقع يقول إن الإعلام الغربي يستطيع أن يضلل كثيراً لكن لا يستطيع أن يضلل طويلاً في ظل إتاحة المصادر وتعددها الأمر الذي يساهم في كشف الكذب والتضليل الإعلامي، فاحتكار الإعلام أصبح شيئاً صعباً في ظل القفزات المتسارعة لوسائله. فعلينا أن نعي أن المبادرات والأفكار والمشاريع التي تطرح لا تكتمل إلا بالجانب الإعلامي ولهذا فإن سبيل الوصول بوسيلة إعلامية إسلامية مؤثرة للغرب يبدأ بإصلاح وتطوير الإعلام الإسلامي بدايةً من إيجاد كوادر من الإعلاميين الإسلاميين المتميزين لديهم القدرات المهنية على وضع خطط ودراسات أكثر فاعلية وأن يتم عرض العمل الإعلامي الإسلامي في إطار من الحرفية للوصول إلى الإقناع والتأثير المطلوب، حيث إننا نحاول إزالة صورة قد تم التلاعب بها وتشويهها من قبل المغرضين لفترات ليست بالقصيرة وفي الوقت ذاته لن نترك مكانها خالياً فلابد من تقديم الصورة الحقيقية للإسلام وبشكل مقنع وفعال؛ كما إن صياغة العمل يجب أن تكون في إطار جذاب ومشوق مع مراعاة ثوابتنا الشرعية وعدم تجاوزها.وللحديث بقية إن شاء الله