"الألمانية " و"الفرنسية " والإنجليزية " بالإضافة للعربية هي لغات يخاطب بها النجراني سعيد جمعان آل سعيد (75 عاماً) السياح الناطقين بهذه اللغات أو المجيدين لها في متحف الأخدود، أو أمام سد وادي نجران.سعيد أو "أبو سند" كما يلقب لا يجيد من العربية إلا المحادثة، فهو أمي لا يقرأ ولا يكتب، ولم يدرس في مدارس التعليم، أو حتى الكتاتيب، ولم يسبق له الالتحاق بدورات تدريبية، ولكنه بالممارسة والفطرة فقط أصبح من أفضل المرشدين السياحيين بالمنطقة.عن ملابسات دخوله هذا المجال قال أبو سند في حديثه إلى صحيفة "الوطن" السعودية إن "الخبرة والممارسة الطويلة حتى دون تلقي العلم تؤديان إلى إتقان الشخص لعمله بشكل تام". وأضاف "أعمل مرشدا سياحا للسياح بنجران منذ أكثر من 30 عاما، وقبلها عملت في شركات أجنبية، وبدأت العمل عندما بلغت الثامنة عشرة. وأول شركة عملت بها هي أرامكو، وفي شركات النفط برأس تنورة والظهران، ومن خلال عملي تعاملت مع عدد كبير من الأميركيين والفرنسيين والألمان، وكنت أستمع إلى ما يتحدثون به من لغات، وأجدتها تحدثا بالإضافة لكتابة بعض الكلمات الإنجليزية بشكل بسيط". وأشار أبو سند إلى أنه بعد أن تعب من العمل اتجه للإرشاد السياحي للأجانب، وتحقق ذلك في نجران، وبمرور الوقت حقق شهرة كبيرة، حيث لا يأتي وفد سياحي للمنطقة ألا ويكون مرافقا لهم في الأماكن السياحية بالمنطقة. وعن توقيت عمله يقول أبو سند" أرافق الوفود الأجنبية التي تزور المواقع التاريخية في نجران لمدة 12 ساعة يوميا، فهم لا يكلون ولا يملون، ويحبون استغلال كل ساعة في اليوم لمعرفة المزيد عن المنطقة". وأضاف أن "السياح ترافقهم عادة جميعاً علامات التعجب والانبهار من إجادتي لتلك اللغات حتى أصبحت أشهر مرشد سياحي، وبعضهم قال لي إنه لم يمر عليه مرشد لا يقرأ أو يكتب، ويتحدث كل هذه اللغات، فأنا أروي لهم قصصا بالإنجليزية، وأغني بالفرنسية أثناء إرشادي للوفود الأجنبية التي تزور المواقع التاريخية. وأقدم لهم بلغاتهم معلومات كاملة عن الأماكن السياحية النجرانية، إضافة إلى عاداتها وتقاليدها"، مشيرا إلى أنه يكون فخورا بتقديم معلومات عن منطقته. وأشار أبوسند إلى أنه حصل على تصريح سياحي من الرئيس العام لهيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز بدون اختبارات سياحية، بعد أن أعجب به الأمير، وامتدحه في أكثر من مناسبة، نظرا لما يتمع به من مقدرة جعلت السياح يستمتعون بالأماكن السياحية بنجران عند زياراتهم لها. وعن المعوقات التي تواجه المرشدين السياحيين قال "المرشدون السياحيون يحتاجون إلى دورات في فن التعامل مع الأجانب، لتطوير قدراتهم قبل زيارة المواقع الأثرية، فليست اللغة هي كل شيء، فعلى المرشد أن تكون لديه القدرة على التعامل مع السياح أيا كانت بلادهم وطباعهم، والإجابة جيدا على تساؤلاتهم". من جانبه قال مدير جهاز السياحة والآثار بنجران صالح بن محمد آل مريح إن "نجران تفخر بوجود مرشدين سياحيين، ومنهم العم أبو سند الذي أصبح مدرسة في التعامل وفن الإرشاد السياحي مع السياح الأجانب، وأصبح مطلبا ضروريا لنا في السياحة"، مشيرا إلى أنه شارك في مهرجانات السياحة داخل وخارج المنطقة، كما يشارك في مهرجان الجنادرية.