كشفت مصادر مطلعة في صنعاء عن ترتيبات إيرانية لعقد مؤتمر يمني في بيروت يهدف إلى عرقلة سير تنفيذ المبادرة الخليجية واجهاض الخطوات التي بدأها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الذي يشكل عنوان المرحلة الانتقالية الثانية.ونقلت صحيفة "أخبار اليوم" المستقلة اليوم الخميس عن المصادر قولها إن المؤتمر المقرر عقده خلال الأيام القليلة القادمة في العاصمة اللبنانية وبتمويل من الحكومة الإيرانية سيشارك فيه ممثلون عن جماعة الحوثيين وممثلين عن التيار الذي يقوده علي سالم البيض والذي ينادي بفك ارتباط الجنوب عن الشمال إضافة إلى "شخصيات محسوبة على الرئيس اليمني السابق" بحسب الصحيفة.

وتابعت "أخبار اليوم" أن تلك المعلومات تأتي في وقت أكدت فيه المصادر المطلعة للصحيفة أن الأجهزة الأمنية اليمنية ضبطت شخصين يحملان الجنسية الإيرانية وعلى علاقة وطيدة مع الحرس الثوري الإيراني.وسبق أن عبرت الولايات المتحدة وعواصم أوروبية عدة عن قلق ومخاوف من نوايا إيران لزعزعة الاستقرار في اليمن.

أدلة على دعم الحوثيين

ومؤخرا أكد سفير الولايات المتحدة بصنعاء جيرالد فايرستاين ضلوع إيران وحزب الله في دعم الحوثيين والحراك الجنوبي في اليمن مشيرا الى وجود دلائل على توفير مساعدات عسكرية ومالية لهذه المجموعات.وتعليقا على التحركات والنشاطات الإيرانية التي تصاعدت بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة وخصوصا منذ اندلاع الاحتجاجات وتصاعد الأزمة اليمنية التي أوجدت حالة انفلات وانشغال للحكومة المركزية, تحدث لـ"العربية.نت" المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي في شؤون المنطقة عبد الباسط الشميري قائلا "إذا كان لدى هؤلاء المشاركين في المؤتمر أجندة وطنية كان بالإمكان أن يعقدوا مؤتمرهم من أجل اليمن داخل الأراضي اليمنية ولا داعي للذهاب لبيروت أو إلى طهران أو إلى غيرهما من العواصم, لكن ما هو واضح أن إيران تسعى وبكل قوة للتغلغل في المشهد المحلي اليمني فبعد أن حققت حضورا لافتا في صعدة وكما يعرف الجميع مع الحوثي ومشاريعه المشبوهة هى تسعي وبكل قوة اليوم ليكون لها حضورها الكبير في الجنوب وكلنا يعلم بالأموال والأسلحة التي تزود بها طهران العناصر التخريبية في الجنوب للإخلال بالأمن والسكينة.وتابع الشميري "في الجانب الإعلامي الجميع يعرف أيضا أن طهران تكفلت بتمويل قناة عدن لايف ونقل مقرها من دولة أوروبية إلى بيروت دعما للبيض وحركته الانفصالية وأيضا قدمت طهران دعما سخيا لقنوات جديدة ناشئة ودربت عناصر شابة في الضاحية الجنوبية ببيروت ونشر هذا في وسائل إعلامية عدة وحتى في مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر.ولفت الخبير الاستراتيجي عبد الباسط الشميري إلى أن معلومات موثوقة قد رشحت مؤخرا تشير إلى أن إيران وبالتنسيق مع علي سالم البيض هي من تقدم الأموال وتطرح أوراق العمل أيضا وكل ذلك حسب التحليلات نكاية بالمملكة ودول المنطقة وبالولايات المتحدة والحقيقة أن طهران تريد أن تشتت الانتباه عن ما يجري في سوريا دفاعا عن حليفها بشار الأسد وخوفا من سقوطه.وأضاف الشميري "حتى التحركات الإيرانية الأخيرة حول الجزر الإماراتية لا تريد من ورائها إلا تشتيت الرأي العام الدولي المناهض لجرائم الأسد".