شهد مهرجان التراث العشرين (حكايات شعبية، بر، بحر، مدينة) الذي تقيمه وزارة الثقافة برعاية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى، منذ انطلاقته مساء أمس الأول، إقبالاً جماهيرياً محلوظاً من قبل المواطنين والمقيمين والزوار الذين حضروا ليطلعوا ويستذكروا تراث آبائهم وأجدادهم العريق ويعرفوا أبنائهم على أهم المهن والصناعات التي كانت سائدة آنذاك ويعيشوا تلك اللحظات الشعبية. وعرضت فعاليات المهرجان تراث البحرين الأصيل، بالإضافة إلى تراث عدد من الدول العربية في مقدمتها فلسطين، واليمن، والسودان، واستضاف مقهى الأدب السوداني مجموعة من الشعراء في أمسية قدموا خلالها أجمل قصائد التراث السوداني، وتألقت الجالية السودانية من خلال عرضها لمراسم تقاليد حفل الزواج وسط تفاعل كبير من قبل الحضور. وتبدأ طقوس العرس السوداني بملابس العروس حيث تقوم امرأة تدعى «المزينة» بعملية تزيين العروس، وتساعدها في ارتداء الفستان، ثم تزين بالحلي الذهبية من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، وأهم زينة العروس في هذه الليلة هو «الرحط» وهو مجموعة من خيوط الحرير الحمراء اللامعة توضع في شكل حزام على خاصرة العروس، ثم تغطى العروس بثوب من القماش الأحمر به العديد من الألوان الزاهية من قماش يسمى «الفركة والقرمصيص»، وقبل خروجها تتعطر بجميع العطور التي صنعت خصيصا لهذه الليلة، ثم تجلس بجوار عريسها لتبدأ طقوس «الجرتق»، حيث توضع «الضريرة «وهي مسحوق من العطور الجافة على رأس كل منهما، ويتبادل الزوجان بعد ذلك بخ اللبن على بعضهما تفاؤلا بأن تكون حياتهما الزوجية بيضاء نقية خالية من المشاكل، وبعدها تخرج العروس مع عريسها إلى المنزل في موكب كبير من الأهل، وبدخولها عش الزوجية السعيد يتفرق جمع الأهل والأحباب بعد وداع العروسين بدموع الفرح والدعوات الصالحة بحياة هانئة رغدة. كما استعرض جناح التراث العربي العديد من الصناعات والمشغولات اليدوية التراثية المشهورة في السودان ومنها المزيرة (مجموعة من الأزيار مصنوعة من الفخار تستعمل لحفظ المياه وتنقيتها وتبريدها)، والبرش (المداد)، والقُفة (حقيبة مصنوعة من السعف تستعملها النساء لحمل الأشياء)، والطبق (عبارة عن صينية من السعف يغطى بها الطعام)، والكنتوش (يستعمل لترويب اللبن)، والمشلعيب (لحفظ الأشياء ووضعها بعيدا عن متناول يد الأطفال، والمقشاشة (مكنسة يدوية مصنوعة من جريد النخيل اليابس وتستخدم للكنس)، والسعن أو القربة (إناء من جلد الضان يستعمل لحمل الماء واللبن)، بالإضافة إلى الفرقة الشعبية السودانية والتي قدمت مختلف أنواع الرقصات الفلكلورية القديمة التي تتميز بها جمهورية السودان. كما استمتع الأطفال في المهرجان من خلال ورش العمل التي خصصت لتعليمهم كيفية صناعة مادة الجبس من المواد الأولوية، حيث قاموا بعد ذلك بتشكيلة وصنع مختلف الأشكال والتحف الفنية، بالإضافة إلى ورشة عمل حول نحت المواد التراثية والتي يستخدم الطين فيها لعمل ونحث أجمل المواد التراثية التقليدية في البحرين مثل المبخر، والأواني الفخارية على اختلاف أنواعها.
Variety
عروض مميزة للجالية السودانية بمهرجان التراث العشرين
28 مايو 2012