الجزائر - (أ ف ب): تجري اليوم الانتخابات التشريعية الجزائرية التي دعي للمشاركة فيها أكثر من 21 مليون ناخب لاختيار 462 مرشحاً من بين 24916 مرشحاً، ينتمون إلى 44 حزباً وعدد كبير من المستقلين. ولم يفوت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة اي فرصة لدعوة الجزائريين إلى التصويت بكثافة، حتى أنه شبه تاريخ 10 مايو بتاريخ اندلاع حرب تحرير الجزائر في الأول من نوفمبر 1954. وقال في خطاب ألقاه في سطيف شرق الجزائر بمناسبة ذكرى مجازر 8 مايو 1945 "أدعو الجميع إلى الخروج يوم الاقتراع خروجاً حاشداً لتخوضوا مرحلة جديدة من مسيرة التنمية والإصلاحات والتطور الديمقراطي في وطنكم الجزائر”. وخص الشباب بالحديث ودعاههم إلى "التصدي لدعاة الفتنة والفرقة وحسابات التدخل الأجنبي” وأضاف أن الشباب "سيبرهن مرة أخرى أنه أهل للمسؤولية ويجعل يوم الاقتراع عرساً للديمقراطية”. واعتبر الرئيس الجزائري أن المجلس الشعبي الوطني "مجلس النواب” المقبل سيكون "مغايراً” من حيث "المشاركة الأوسع لمختلف التيارات السياسية وكذا مشاركة واسعة منتظرة للنساء والشباب على قوائم الترشيحات”. وتعلق الجزائر على الانتخابات آمالاً كبيرة وأكد الرئيس بوتفليقة في هذا السياق أن "البلاد على أعتاب مرحلة مصيرية لا خيار لنا فيها إلا النجاح”. وسيكون للنساء في هذه الانتخابات أكبر عدد من المقاعد منذ استقلال الجزائر قبل 50 سنة، بقوة قانون التمثيل النسوي في المجالس المنتخبة أحد قوانين الإصلاح التي أطلقها بوتفليقة والذي يفرض تمثيل النساء بنسبة من 20 الى 50%. وتحدثت وزير الثقافة خليدة تومي في تصريح للاذاعة ان القانون "ضمن للنساء 30% من المقاعد في المجالس المنتخبة”. ويؤكد الإسلاميون أنهم سيصبحون "القوة السياسية الاولى” في الانتخابات التي تؤتي بعد سنة من إعلان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إصلاحات سياسية لتفادي "ربيع عربي” في الجزائر بدات بوادره باحتجاجات شعبية ضد غلاء الاسعار في يناير 2011 اسفرت عن 5 قتلى و800 جريح. ومع مرور الشهور كسبت السلطة في الجزائر الثقة بان "خصوصية الجزائر” التي عانت من حرب أهلية سببها العنف الاسلامي وراح ضحيتها 200 الف قتيل، في منأى من ثورة تغيير النظام. و بلغ عدد الجزائريين المسجلين في القائمات الانتخابية 21 مليونا و664345 بينهم مليون ناخب يعيشون في الخارج بدأوا التصويت في 5 مايو الجاري ماعدا الذين يعيشون في فرنسا الذين بدأوا التصويت أمس الأول بسبب الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت الأحد.وسيكون على الناخبين اختيار 462 نائباً من 24916 مترشحاً يمثلون 44 حزبا و186 قائمة مستقلة بينهم 7700 امراة. وينتطر أن تظهر نسبة المشاركة في الانتخابات في اليوم نفسه، بينما يعلن وزير الداخلية النتائج النهائية غداً في مؤتمر صحافي. ويشارك الإسلاميون في الانتخابات بـ 7 أحزاب منها 3 متحالفة تحت اسم تكتل "الجزائر الخضراء” هي حركات مجتمع السلم والنهضة والاصلاح، بالاضافة الى جبهة التغيير وجبهة العدالة والتنمية وجبهة الجزائر الجديدة وحزب الحرية والعدالة. ويشارك في مراقبة الانتخابات 150 مراقباً أوروبياً يضافون إلى مراقبي الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والأمم المتحدة ويشكلون في المجموع 500 مراقب لمواكبة كامل العملية الانتخابية في 48 ولاية تتكون منها الجزائر.