عواصم - (وكالات): أصيب 6 جنود سوريين في انفجار وقع صباح أمس لدى مرور موكب من 6 سيارات للمراقبين الدوليين في درعا جنوب سوريا من بينهم رئيس الفريق الجنرال روبرت مود، فيما لم يصب مود بأذى، وكان ضمن الموكب أيضاً المتحدث باسم فريق المراقبين نيراج سينغ. وسارع المجلس الوطني السوري المعارض إلى اتهام السلطات السورية بتدبير انفجارات كهذه “لإبعاد المراقبين عن الساحة” ولتثبيت “مزاعمه بوجود أصولية وإرهاب في سوريا”. وندد الجنرال مود في أول تعليق على الحادث بالانفجار، واصفاً إياه بأنه “مثال حي على أعمال العنف التي لا يحتاجها السوريون”. ونقل نيراج سينغ المتحدث باسم المراقبين عن مود قوله “من الضروري أن تتوقف أشكال العنف كافة ونحن سنبقى مركزين على مهمتنا”. وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هاتفياً مع الجنرال مود بعد الانفجار، و«شكر المراقبين لعملهم في ظروف صعبة”، بحسب المتحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك. وأعلن بان كي مون في وقت لاحق أن تفجير القنبلة لدى مرور موكب المراقبين قد يؤدي إلى إعادة النظر بمهمة الأمم المتحدة في سوريا. كما دانت باريس “بحزم” التفجير، محملة السلطات السورية “مسؤولية أمن المراقبين” كما جاء على لسان المتحدث باسم الخارجية برنار فاليرو. واتهم عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري سمير نشار السلطات السورية بالوقوف وراء تفجير درعا. واعتبر نشار أن الانفجار “يندرج ضمن سياسة النظام التي اعتدنا عليها لتثبيت مزاعمه أن هناك إرهاباً وأصولية في سوريا”. ويعمل على مراقبة وقف إطلاق النار في سوريا 70 مراقباً على أن يرتفع عددهم إلى 300 في الأسابيع المقبلة. وقال سينغ إن “4 مراقبين استقروا أمس في مدينة حلب” التي تشهد منذ أشهر تصاعداً في الحركة الاحتجاجية، مشيراً إلى أن “عدد المراقبين سيرتفع إلى أكثر من 100 في اليومين المقبلين”. ودعا رئيس المجلس العسكري للجيش السوري الحر العميد مصطفى الشيخ المجتمع الدولي إلى توجيه “ضربات نوعية ضد مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية مثلما حدث في ليبيا”. واعتبر العميد الشيخ الموجود في تركيا أن عمليات من هذا النوع “ستختصر عمر النظام وستحول دون انزلاق البلاد إلى حرب أهلية”. وأكد الشيخ في المقابل رفضه “اجتياحاً برياً لسوريا”، مضيفاً “نحن مع إسقاط النظام ولسنا مع إسقاط الدولة” السورية. واتهم الشيخ النظام السوري بإنشاء مجموعات مسلحة لضرب عمل المعارضة وتشويه صورتها أمام الرأي العام. واعتبر قائد الجيش السوري الحر العقيد رياض الأسعد في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط أن “الدفاع عن النفس وعن الشعب السوري أصبح مشروعاً بعد مرور 3 أسابيع على بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار”. وأضاف “لن نقف مكتوفي الأيدي لأننا لم نعد قادرين على التحمل والانتظار في وقت لاتزال فيه عمليات القتل والاعتقال والقصف مستمرة رغم وجود المراقبين”. ميدانياً، سقط 15 قتيلاً في أعمال عنف متفرقة في مناطق عدة في البلاد، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال نشطاء إن مقاتلين من المعارضة السورية قتلوا 7 من أفراد ميليشيا موالية للحكومة في إحدى ضواحي دمشق أمس. وقال سكان لبنانيون في بلدة القاع الحدودية إن القوات السورية أطلقت النار عبر الحدود على لبنان مما أسفر عن مقتل عجوز عمرها 75 عاماً وإصابة ابنتها. وفي سياق آخر، اتهم المرصد السوري لحقوق الإنسان أجهزة الأمن السورية بممارسة “سياسة ممنهجة منذ أشهر لتهجير الشباب من الأحياء الجنوبية الثائرة من مدينة بانياس” الساحلية. وتحدث المرصد عن حالات “تعذيب جماعي” و«اغتصاب أطفال” و«تعذيب على أساس طائفي في المدينة”. يأتي ذلك غداة تقديم موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان تقريراً عما آلت إليه خطته للسلام، معتبراً أنها “الفرصة الأخيرة لتجنب حرب أهلية”. وعقب الاجتماع، قالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة سوزان رايس إن واشنطن مازالت مصرة على تشديد الضغوط على الرئيس السوري بشار الأسد كي يرحل عن السلطة. واعتبر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أن خطة الموفد الدولي كوفي عنان هي “المخرج الأمثل” لحل الأزمة في سوريا. وجاء موقف المرزوقي بعد استقباله رئيس “هيئة التنسيق الوطنية” في سوريا والمعارض هيثم مناع. من جهة أخرى، أعلنت مساعدة المديرة العامة لصندوق النقد الدولي نعمت شفيق أن الليرة السورية فقدت 45% من قيمتها في السوق السوداء، وأن البورصة السورية انخفضت بنسبة 40% منذ بدء الاضطرابات في البلاد.