كتبت ـ سارة البدري: أكد أخصائي العلاج التنفسي د. سعيد عبدالعزيز، وجود صلة وثيقة بين الإصابة بالربو والعوامل الوراثية، ملمحاً إلى إمكانية انتقال المرض من أبوين مصابين إلى الأبناء بنسبة عالية تقارب 70%، فيما تتدنى نسبة التوريث إلى 33% في حال إصابة أحد الأبوين فقط، مقابل 6% للمصابين المتحدرين من أبوين سليمين.وقال لدى مشاركته في ورشة تدريبية بمستشفى السلمانية بالتعاون مع مركز التدريب المستمر بوزارة الصحة، إن الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، تشير إلى أن هناك ما يقارب 300 مليون شخص حول العالم يعانون من أعراض الربو، أي ما نسبته 10% من إجمالي عدد سكان العالم. وعرّف عبدالعزيز الربو بأنه مرض مزمن يصيب الرئتين، وتحديداً المجاري التنفسية التي تنقل الهواء من وإلى الرئتين، لافتاً إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في وجود حساسية مفرطة في المجاري الهوائية.وأضاف أنه في حالة تعرض المجاري التنفسية لأي مهيج مثل الغبار أو الدخان أو حبوب اللقاح، تحدث الأعراض المعروفة التي يشتكي منها غالبية المرضى كالحكة وصعوبة التنفس وصفير ناتج عن تضيق الشعب الهوائية وخروج بلغم وغيرها من الأعراض.وذكر عبدالعزيز أن الطبيب يمكنه تشخيص حالات بواسطة التاريخ المرضي والعائلي للمصاب إلى جانب الكشف السريري، وعمل فحص لوظائف الرئة ومعرفة سرعة تدفق الهواء أثناء عملية الزفير السريع والإرادي المعروف طبياً باسم "سرعة تدفق الهواء خلال الثانية الأولى”.من جانبه، تطرق أخصائي أمراض التنفس د. ردي فركاش، إلى الجانب العلاجي للربو والطرق الصحيحة لأخذ مختلف الأدوية والبخاخات، ولاحظ أن غالبية المرضي لا يستخدمون البخاخات بطريقة سليمة، حيث أثبتت الدراسات أن 85% لا يأخذون دواء البخاخ بالطريقة الصحيحة، ما يتسبب في عدم حصولهم على الجرعة الدوائية المطلوبة لعلاج المرض. وأكد أن الربو مرض لا يمكن الشفاء منه، ولكن يمكن السيطرة عليه عبر اتباع البرنامج العلاجي وتجنب المهيجات كالغبار والأتربة والدخان وريش الحيوانات الأليفة وعث الغبار الذي يوجد دائماً في السجاد والمكيفات والنوافذ. وتحدث أخصائي طب الطوارئ د. زهيرالسمرائي عن كيفية التعامل مع مريض الربو أثناء حدوث الأزمة، وقال إن أي حالة أزمة ربو يجب أن تعتبر حالة طارئة وتولى الاهتمام المطلوب حتى لا تتفاقم الحالة ويصعب علاجها.ودعا إلى التعامل مع المريض بسرعة تجنباً لحدوث مضاعفات الفشل الرئوي نتيجة الانقباض الشديد في جدران المجاري الهوائية وانخفاض مستوى الأوكسجين في الدم، أو حدوث ما هو أسوء من ذلك وهو الوفاة.واستشهد بدراسة إكلينيكية أجريت على عينات من مرضى الربو الذين قدمت لهم بعض الأدوية المخففة للالتهابات المصاحبة لضيق التنفس أثناء نقلهم إلى مراكز العلاج وأقسام الطوارئ، واتضح أن المرضى الذين تلقوا العلاج مبكراً لوحظ عليهم التعافي بشكل أسرع مقارنة بالمرضى الذين أخذوا نفس الدواء بعد وصولهم لمراكز العلاج. ودعا سمرائي إلى عدم التردد والخوف من تقديم أدوية steroid المخففة من حدة الالتهابات، وإعادة وظائف الرئة إلى وضعها الطبيعي أو شبه الطبيعي.وذكر أن التخوف من steroid راجع إلى سمعة سيئة اكتسبها الدواء، وعدم فهم الطريقة الصحيحة لاستعماله، مؤكداً أنه إذا تمت الاستفادة منه تحت إشراف طبي، فإن مفعوله العلاجي يكون مفيد جداً للمريض الذي يمر بأزمة الربو.