اعرب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس الثلاثاء عن يأسه من نجاح خطة المبعوث الدولي والعربي الى سورية كوفي عنان ومن وجود سبيل واضح للخروج من الأزمة السورية داعيا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته تجاه قضية اللاجئين السوريين من ضحايا قمع نظام بشار الاسد.وقال اردوغان في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الايطالي ماريو مونتي في ختام قمة مشتركة «رغم اننا دعمنا خطة عنان فانني لا استطيع الاجابة عما هي الآمال المعقودة عليها» على ضوء عدم فاعليتها.وأضاف «انني فقدت الأمل حيث لم نتمكن من بلوغ الهدف المنشود» من هذه المبادرة التي رأى أنه «ربما يتعين على مجلس الأمن الدولي الاقدام على خطوات مختلفة تتسم بالفاعلية».وفي هذا الصدد عبر رئيس الوزراء التركي عن تشككه من جدوى بعثة المراقبين الدوليين الذين أوفدوا الى سورية في اطار خطة عنان وفي مقدرتها بعددها المحدود الذي «لا يكفي لتغطية جزء محدود» من الأراضي السورية داعيا الى توفير ألفين أو ثلاثة آلاف مراقب في اطار «بعثة دولية متسعة» يمكنها الوجود في أماكن مختلفة للوقوف على حقيقة ما يحدث في نفس الوقت.على صعيد متصل شكك في جدية انتخابات مجلس الشعب السوري التي أجريت الأحد فقال «ليس بوسعنا التصديق انه تم اجراء انتخابات حقيقية حيث لم تشارك فيها حتى الأحزاب التي أنشئت حديثا» واصفا ما جرى انه مجرد «انتخابات مدارة ولا يمكن القبول بها» في غياب مراقبين محايدين وعدم توافر بيانات ذات مصداقية عن أعداد المشاركين التي توقع ان تكون قليلة في ظل أجواء الخوف التي تعم سورية.

تكذيب

وحرص رئيس الوزراء التركي ايضا على تكذيب عبارة عنونت بها صحيفة (كورييرى ديللا سيرا) الايطالية مقابلة أجرتها معه تقول على لسانه «اننا مستعدون للتدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي (ناتو)» في سورية جازما باستياء ان ذلك مناف تماما للحقيقة وانه لا تتوافر أي ظروف في الوقت الحالي لتفعيل المادة الخامسة من معاهدة الحلف.وخلص اردوغان أمام تعقد أبعاد الأزمة السورية في اطار الوضع الدولي الحالي الى التعبير عن أمله «أن تتمكن ارادة الشعب السوري رويدا رويدا من الانتصار في النهاية».من جانبه رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي شاطر اردوغان في وصفه الوضع بـ«الصورة المعقدة والمقلقة» حيث قال انه لمس في نبراته «فقدانا للأمل» موضحا في الوقت ذاته ان الوسيلة الأكثر فاعلية لدى المجتمع الدولي لمواجهة الأزمة السورية تنحصر في «توحيد النوايا والفعل» الذي نبه الى أنه ليس بالأمر «البديهي أو السهل» كما قد يبدو على ضوء تباين المواقف التي شهدها مجلس الأمن لشهور طويلة.وقال مونتي انه تبادل مع رئيس الوزراء التركي الأفكار حول مناطق النزاعات الرئيسية ابتداء من الأزمة السورية وان ايطاليا وتركيا اللتين تمثلان عوامل استقرار في المتوسط وفي الشرق الأوسط ملتزمتان بالبحث عن حل لهذه الأزمة.