اتفق إلى حد كبير جداً مع ما طرحه الزميل مازن أنور في عموده الذي نشر يوم الخميس الماضي تحت عنوان “نحتاج فتوى.. لأنه تايلور” وأود أن أضيف هنا إلى أن تايلور ليس أول مدرب يتولى مهمة تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم وفي نفس الوقت يقوم بزيارات لتدريبات فرق الأندية ويشارك مدربي الأندية في مهمتهم الفنية.فالمدرب العربي المرموق حمادة الشرقاوي يرحمه الله وهو أول مدرب محترف يتسلم مهام تدريب منتخبنا الوطني في أواخر الستينيات من القرن الماضي كان يقوم بدور كبير في زيارة تدريبات فرق الأندية ويشرف بنفسه مع المدربين الوطنيين على تدريبات فرقهم بل كان يعقد لهم جلسات تثقيفية في عالم التدريب.وعلى خطى حمادة الشرقاوي سار المدرب الأسكتلندي داني ماكلينان والتشيكي بروشتش والإنجليزي جاك مانسل والتونسي المخضرم عبدالمجيد الشتالي، مما يؤكد أن ما يقوم به المدرب الإنجليزي بيتر تايلور هذه الأيام ليس بالأمر الغريب ولا المستبعد بل نرى أنه من الأمور المطلوبة لتفعيل دور مدرب المنتخب الوطني وتوثيق علاقاته مع الأندية الوطنية باعتبارها الرافد الأساس لتشكيل المنتخبات الوطنية طالما أنه لا يتدخل في صلاحيات مدربي الأندية الوطنية.هذه المشاركة الفاعلة كانت إحدى أبرز عوامل النجاح في اكتشاف المواهب والخامات التي تستحق ارتداء شعار الوطن وهذا ما اتضح جلياً في عهد المدرب حمادة الشرقاوي الذي تمكن من تشكيل عدة منتخبات وفقاً لفئات عمرية مختلفة وهكذا فعل بروشتش من بعده.وهي أيضاً إحدى أبرز المطالب التي كنا ننادي بها عند تعاقد اتحاد كرة القدم مع أي مدرب محترف إيماناً منا بأن مدرب المنتخب يعتبر شريكاً أساسياً في تطور اللعبة خصوصاً إذا كان من ذوي الخبرة الميدانية والعلمية كالمدرب تايلور.أنا شخصياً معجب بشخصية هذا المدرب وبأسلوبه التدريبي القائم على الانضباط والجدية وهما عنصران أساسيان لنجاح المدرب وهو ما وجدناه في بيتر تايلور الذي حقق حلم البطولات الكروية للبحرين وهو الحلم الذي لم يحققه جميع المدربين الذين تعاقبوا على تدريب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لأكثر من أربعين عاماً!أتمنى أن يواصل تايلور وفريقه الفني زياراتهم لتدريبات فرق الأندية وفقاً لتوجيهات اتحاد كرة القدم والتنسيق مع الأندية الأعضاء لكي تزداد العلاقات بين هذه الأطراف وتخلف لنا منظومة عمل متكاملة تساهم في تشكيل منتخب كروي بحريني قادر على المنافسة بقوة على الألقاب الإقليمية والعربية والقارية وقادر على تحقيق الحلم المونديالي الذي كنا قريبين من تحقيقه في عهد منتخب متميز جداً أدى دوره بكل أمانة ووضع اسم البحرين على الخريطة الدولية وتلألأ نجومه في سماء الاحتراف الخليجي ولايزال البعض منهم يواصل التألق بينما البعض الآخر يدنو من الاعتزال وهذه هي سنة الحياة.mohamed.lori@gmail.com