إن التقدم العلمي المذهل الذي شمل وسائل الإعلام في العالم جعل منها أجهزة فعالة في رصد المعلومات وتغذية الرأي العام بها، من هنا جاء الاهتمام بتطوير هذه الوسائل كماً وكيفما، وجعلها مواكبة لما هو حاصل من متغيرات سريعة في عالم اليوم.والإعلام في البحرين يحاول جاهداً مسايرة الركب الحضاري لمدنية القرن العشرين، وينصب الاهتمام على الوسائل الإعلامية لتقوم بدورها الفعال في توصيل الحقيقة إلى المواطن، حاملة إليه كل جديد في عالم الاتصالات البالغ التعقيد، عاكسة آماله وتطلعاته لرسم مستقبل زاهر لهذا الوطن الحبيب.هكذا ترسخت سياسة البحرين الإعلامية في وضع الحقيقة ناصعة أمام من ينشدها، مرحبة بكل من يسعى وراءها لزيارة البحرين للاطلاع بنفسه على مجريات التطور في البلاد، فاتحة ذراعيها لكل نقدٍ بناء، ساعية وراء الكلمة الصادقة.ولتحقيق هذا الهدف المنشود شهدت وسائل الإعلام في البحرين إذاعة وصحافة وتلفزة خطوات ثابتة على طريق التحديث والتطوير ومرت بمراحل متعددة منذ الخمسينات حتى أواخر الثمانينات حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن لتصبح مفخرة، بل ووجهاً حضارياً بارزاً للمملكة.وتعتبر إذاعة البحرين من أقدم الإذاعات في منطقة الخليج العربي حيث تأسست في تلك الفترة التاريخية الحرجة من عام 1941م، و كانت ضمن سلسلة من المحطات الإذاعية التي أقامها الحلفاء لنقل أخبار المعارك من وجهة نظرهم، ولمواجهة الحملة الإعلامية المركزة من دول المحور.ولكن المسؤولين في البحرين لم تفتهم فرصة الاستفادة من وجود هذه الإذاعة لتوجيه بعض النشاط الإعلامي إلى مواطنيهم سعياً وراء بث الوعي الثقافي والتعليمي من خلال برامج موجهة، كما استغلت الإذاعة لتدعيم العلاقات وأواصر الصداقة والتعاون الأخوي في البحرين وبقية دول الخليج العربي وبين بقية دول العالم. و لقد استمرت هذه الإذاعة في البث حتى عام 1945م بعد انتصار الحلفاء على دول المحور حيث أغلقت نهائياً.ظلت البحرين فترة زمنية بدون إذاعة قاربت العشر سنوات حتى منتصف الخمسينات، حيث افتتحت إذاعة البحرين الرسمية في الحادي والعشرين من يوليو 1955م و بعدها بدأ البث بشكل مستمر حتى وصلت ساعات البث إلى أكثر من أربع ساعات في اليوم في منتصف الستينات تقريباً، وفي عام 1958م بدأ التفكير في بث برامج صباحية يوم الجمعة وبالمناسبات والأعياد، وبعد مرور سنوات على افتتاح الإذاعة وتمديد ساعات بثها ازداد نشاط الإذاعة وتنوعت برامجها وتعددت، كما تحسن مستواها عن ذي قبل. ومنذ مطلع الستينات تطورت الإذاعة وفتحت ذراعيها للعناصر الشابة ذات المؤهلات العلمية فدب فيها النشاط والحيوية وانعكس ذلك التطور على برامجها المقدمة لجمهور المستمعين.وعلى صعيد التلفزيون فقد استلمت وزارة الإعلام في فبراير 1975م تلفزيون البحرين الملون من شركة تجارية أمريكية قامت بتأسيسه عام 1973م، ولم يكن هذا الجهاز في ذلك الوقت أكثر من إستديو صغير وكاميرا ملونة واحدة وأجهزة عرض سينمائية صغيرة، بقوة بث لا تزيد عن خمسة كيلووات، وذلك تنفيذاً لهدف وطني يهدف إلى استخدام هذا الجهاز الحساس لمواكبة النهضة الثقافية والحضارية والعمرانية التي برزت في البحرين منذ استغلالها عام 1971م، ولم تمض أكثر من ستة أعوام حتى استطاع هذا الجهاز الإعلامي القيام بالدور الفعال في مجال الثقافة والتربية وإبراز التراث الحضاري، وأن يسهم في إنعاش الحركة المسرحية والرياضية في البلاد. إيمان عبدالعزيز محمدطالبة إعلام في جامعة البحرين
الحقيقـــــة مسؤوليـــــة الإعـــــــلام الوطنـــــــي
28 مايو 2012