قتل شخص على الأقل وأصيب أكثر من خمسة آخرين مساء الجمعة في مدينة بنغازي إثر اشتباكات مسلحة بين دعاة الفدرالية والمناهضين لها بعد مسيرة شارك فيها نحو ألفي شخص تأييدا لإعلان إقليم برقة في شرق البلاد "إقليما فدراليا"، بحسب مصدر طبي.وقالت المسؤولة الطبية بسمة محمد إن "شخصا قتل وأصيب خمسة آخرون".وبدأ الاشتباك بعدما توجه أنصار الفدرالية الذين يتحدر معظمهم من سكان المناطق الواقعة شرق بنغازي، إلى ساحة التحرير أمام مبنى محكمة شمال المدينة، ليقيموا مهرجانا خطابيا.وألقى احمد الزبير السنوسي الذي يترأس ما يسمى المجلس التأسيسي لإقليم برقة، كلمة في التجمع.وحاول شابان الصعود إلى المنصة بعد انتهاء كلمة الزبير مباشرة، وقاما برشق المتظاهرين بالحجارة، ثم بدأ التراشق بالحجارة بين الطرفين وتحول إلى تبادل لإطلاق الرصاص.واحتشد رافضو الفدرالية، وأغلبهم من سكان المنطقة المحيطة بالساحة، وفرقوا دعاة الفدرالية بالأسلحة البيضاء والحجارة، وأضرمت النيران في الأكشاك داخل الساحة.ولم تكن الشرطة أو الجيش أو كتائب الثوار طرفا في هذه الاشتباكات، واكتفت بإغلاق كل المنافذ المؤدية للساحة في وجه الداخلين إليها.ودعا المجلس الوطني الليبي إلى التهدئة، فيما أكدت السلطات الأمنية سيطرتها على الأوضاع.وقال رئيس اللجنة الإعلامية للمجلس مختار الجدال "ندعو الجميع للتهدئة"، مؤكدا أن ما حدث "مجرد حراك شعبي لا علاقة للمجلس والحكومة به".إلا أن رئيس اللجنة الأمنية العليا لمدينة بنغازي فوزي ونيس "الأمر تحت السيطرة، والاشتباكات انتهت بين الطرفين".وأكد ونيس سقوط خمسة جرحى خلال الاشتباكات "ثلاثة منهم لم تكن إصاباتهم بالرصاص الحي وإنما بالحجارة والأسلحة البيضاء"، مؤكدا أنهم "جميعهم بخير وحالاتهم ليست خطيرة، حتى الاثنان الآخران اللذان أصيبا بأعيرة نارية".وكان دعاة الفدرالية قرروا الخروج في مسيرة الجمعة للتأكيد على مطلبهم بإعلان إقليم برقة فدرالية اتحادية والعودة بالبلاد لدستور الاستقلال الذي وضع في العام 1951 إبان فترة حكم ملك ليبيا الراحل إدريس السنوسي.وكان إقليم برقة الممتد من الحدود الليبية المصرية شرقا إلى مدينة سرت غربا، أعلن أنه إقليم فدرالي.وأصدر المشاركون في المؤتمر التأسيسي "ميثاق برقة للعيش المشترك" بيانا طالبوا فيه بالعودة إلى الدستور الملكي الذي ينص على تقسيم البلاد ثلاثة أقاليم هي برقة وفزن وطرابلس والذي استمر العمل به فترة من حكم الملك إدريس السنوسي من 1951 إلى 1964.ورفع المتظاهرون شعارات تحتج على تصريحات رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل والتي هدد فيها باستخدام القوة ضدهم.وقال أحد أكبر دعاة الفدرالية وهو خيرالله إدريس العبيدي "إننا خرجنا لنستنكر تصريحات مصطفى عبدالجليل خلال تهديده لنا باستخدام القوة، ووزير داخليته فوزي عبد العال حينما قال إن هذه القوة هي مصراتة" على حد تعبيره.وأضاف العبيدي "إننا نواجه هجمة وسلوكا مشينا من المجلس الوطني الانتقالي من خلال تجنيده لرجال الدين في حملات إعلامية شرسة تحرم الفكر الذي يدعو للفدرالية".
International
ليبيا: قتيل وخمسة جرحى في اشتباكات في بنغازي على خلفية المطالبة بالفدرالية
15 أبريل 2012