عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان "مقتل 11925 شخصاً جراء أعمال العنف منذ اندلاع الثورة في سوريا، بينهم 831 سقطوا بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار في 12 أبريل الماضي”، فيما أكدت لجان التنسيق المحلية أن "1122 طفلاً لقوا حتفهم منذ بدء الاحتجاجات”، بينما اعتبر موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان أمام مجلس الأمن الدولي أن خطته تشكل "دون شك الفرصة الأخيرة لتفادي حرب أهلية” في سوريا، وذلك رغم الانتهاكات المتكررة لوقف إطلاق النار، داعياً إلى ضرورة وقف القتل في البلاد.من جهته، قال مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "عدد القتلى الذين سقطوا في سوريا منذ اندلاع الاحتجاجات منتصف مارس من العام الماضي وصل إلى 11925 شخصاً بينهم 8515 مدنياً”. وأوضح عبدالرحمن أن "عدد القتلى الذين سقطوا منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وصل إلى 831 شخصاً من بينهم 589 مدنياً”. وأشار عبدالرحمن إلى أن "عدد المعتقلين في السجون السورية على خلفية الاحتجاجات يناهز الـ25 ألف معتقل”.في غضون ذلك، حذر عنان خلال اطلاعه مجلس الأمن مجدداً على ما آلت إليه وساطته في سوريا عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من جنيف، من أن مهمته "ليست فرصة مفتوحة إلى ما لا نهاية”.وأكد في مؤتمر صحافي في جنيف بعد مداخلته في نيويورك أن "هذه الخطة تبقى الفرصة الوحيدة المتبقية لاستقرار البلاد”، معبراً عن "قلقه العميق من أن تغرق البلاد في حرب أهلية شاملة”. وأضاف "علينا أن نوقف عمليات القتل”. ولفت عنان إلى أن "التحرك العسكري الميداني تراجع في شكل طفيف” ولكن "ثمة انتهاكات خطيرة مستمرة” لوقف إطلاق النار الذي أعلن في 12 أبريل الماضي.ورداً على سؤال عن الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي مع استمرار أعمال العنف وتعرضت لانتقاد شديد من جانب الدول الغربية، اعتبر عنان أن على الحكومة السورية أن تفهم "إن ثمة حاجة ربما إلى انتخابات جديدة”. وأوضح أن الانتخابات التي جرت ليست مدرجة في خطته التي تدعو إلى "حوار” بين النظام السوري والمعارضة.وبحسب دبلوماسيين تابعوا مداخلته في نيويورك، فإن عنان عبر عن خشيته إزاء تزايد انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات والتعذيب في البلد. ولفت إلى أن السلطات اعتقلت شخصيات معروفة بأنها من دعاة اللاعنف. ودعا إلى إطلاق حوار سياسي بين الحكم والمعارضة في سوريا، وهو من أهداف خطته. وفي جنيف، أمل الموفد الدولي في أن يتمكن المراقبون الدوليون الـ300 من الانتشار في سوريا بحلول نهاية الشهر، مضيفاً "سيكون لهم عندها تأثير أكبر”. وينوي عنان التوجه إلى دمشق خلال الأيام المقبلة، وفق ما صرح السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك لايل غرانت للصحافيين.ولفت مسؤول عمليات حفظ الأمن في الأمم المتحدة ايرفيه لادسو في مداخلة أيضا أمام مجلس الأمن إلى "تراجع ملحوظ” في استخدام الأسلحة الثقيلة من قبل القوات السورية. لكنه أكد بحسب الدبلوماسيين، استمرار العمليات العسكرية وأن في شكل أكثر محدودية وكذلك حملات الاعتقال على نطاق واسع.من جهته، قال مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن الوضع في سوريا في طريقه للتحسن والأمور تتحرك في الاتجاه الإيجابي بصورة عامة.من جانبه، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارة لروما حيث يعقد لقاء قمة مع الحكومة الإيطالية، إن على الأمم المتحدة أن تزيد عدد مراقبيها في سوريا بشكل واضح.وتابع "ماذا يمكن أن يفعله 50 مراقباً؟ إنهم لا يستطيعون حتى مراقبة قسم صغير من منطقة في البلاد”. ووصف رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي الوضع في سوريا بأنه "مثير للقلق” مشيراً إلى أن حكومته على وشك تأييد إرسال 15 جندياً إيطالياً غير مسلح إلى سوريا للمشاركة في مهمة مراقبي الأمم المتحدة. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بـ "وحشية” قوات الرئيس بشار الأسد مشيراً كذلك إلى أن "الهجمات التي تنفذها المعارضة المسلحة قد "تكثفت”. وقال "نحن نقوم بسباق مع الزمن لتحاشي وقوع حرب أهلية حقيقية مع سقوط ضحايا بأعداد كبيرة”، معتبراً أيضاً أن الحكومة السورية قد تستغل وجود مراقبي الأمم المتحدة لمواصلة قمعها.كما حذر الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من أن تصاعد العنف في سوريا قد يدفع الصراع الذي يعصف بالبلاد إلى حرب أهلية معرباً عن تأييده لخطة سلام طرحها كوفي عنان المبعوث المشترك للجامعة والأمم المتحدة. وتواصلت أعمال العنف في عدد من المناطق السورية غداة الانتخابات التشريعية التي انتقدتها المعارضة ودول غربية.وذكرت مصادر معارضة أن 18 شخصاً قتلوا برصاص قوات الأمن السورية وفي ظل استمرار أعمال العنف، دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرغر إلى زيادة تمويل عمليات اللجنة في سوريا وتحسين إمكانات تدخلها في النزاع.وقال إن القتال احتدم في بعض مناطق سوريا وفي بعض الأحيان يصل الصراع بتلك الأماكن إلى ما يوصف بحرب أهلية محدودة. من جهة أخرى، قال وزير النفط والثروة المعدنية السوري سفيان علاو إن بلاده تكبدت خسائر نتيجة العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على القطاع النفطي تقدر بأكثر من 3 مليارات دولار أمريكي.