سلطت ورشة العمل الثالثة بعنوان «جيل الإعلام الإلكتروني: صحفيون بالفطرة»، التي عقدت في إطار فعاليات منتدى الإعلام العربي بدورته الحادية عشرة، الضوء على المتغيرات الراهنة نتيجةً لاستخدام أدوات التكنولوجيا والتي انعكست على الأوضاع الثقافية والسياسية، وعلى وسائل الإعلام التي تعد اللاعب الرئيس في نقل ثقافات الأمم والشعوب، كما ركزت على مشاركة الشباب في نقل الخبر والصورة والمقاطع التلفزيونية التي لم تعد حصراً على المتخصصين في هذا المجال. وأدار الجلسة أستاذ أصول التربية بجامعة الإمارات أمنة آل علي، وشهدت مشاركة كل من الكاتب في صحيفة «الرياض» السعودية علي الخشيبان، وأستاذ كلية الاتصال في جامعة الشارقة الصادق الحمامي، والمفكرة والكاتبة المصرية غادة عبدالمنعم، والناشطة السياسية والاجتماعية الأردنية لهيب بني صخر، ومديرة مؤسسة «إعلام بلا حدود» اللبنانية ماجدة أبو فاضل. وقدم الحمامي مداخلة فرق خلالها بين نقل المعلومات وصناعة الخبر، وقال: «ليس هنالك صحافيون بالفطرة، فالصحافة مهنة وممارسة والصحافي فاعل اجتماعي له عقد وأدوار اجتماعية، ويمتلك نوعاً متخصصاً من الكتابة هي الكتابة الصحافية التي يكتسبها من خلال إما المؤسسات الأكاديمية أو التجربة». ولذا، يبرز الخلط بين الخبر والمعلومة، فالخبر هو بناء وتحويل الواقع إلى خبر، والصحافة لا يمكن أن يتلخص دورها في نقل المعلومات، بل تقوم بدورها بإنتاج المعرفة، والقيام بما يسمى إدارة النقاش العام. ولا يعني الكم الهائل من المعلومات التي يتم نشرها على الإنترنت أن المستخدم تحول إلى منتج للمعلومات، فمازال التوجه المسيطر هو استخدام الشبكات الاجتماعية بدواعي الاستهلاك بالدرجة الأولى».وعلقت غادة على موضوع بناء الثقة مع المتلقي بين الإعلام التقليدي وما يسمى بالإعلام الجديد بالقول: «سيتم الوصول إلى الثقة تدريجياً، فالجمهور أصبح يدرك الآن أن الإعلام التقليدي قد يكون موجهاً وغير محايد، ومع كثافة استخدام شبكات التواصل الاجتماعية تبرز الحاجة إلى وضع معايير محددة للمصداقية. كما أسهم انتشار شبكة الإنترنت في تسهيل عملية التواصل، وما يزيد عن ذلك أهمية هو تقديم وجهة نظر الآخر والتعرف على أوجه كثيرة للاختلاف». بدورها، قدمت ماجدة عرضاً وجهته لجيل الشباب ولخصت فيه الوسائل والمعايير المطلوبة لاستخدام الإعلام الإلكتروني بالشكل الأمثل، كما رأت أن دور الإعلام التقليدي تراجع بالفعل، وأضافت: «يجب أن يحدث توازن بين الإعلامين الحديث والتقليدي، فالإعلام التقليدي يجب أن يواكب العصر ويصبح أكثر تفاعلية. ونحن في عصر تعدد الوسائط ويجب التدريب على الوسائل الجديدة لمختلف مفاصل القطاع الصحفي من قمة الهرم وحتى أدناه. كما تبرز أيضاً أهمية نشر الوعي الإعلامي الإلكتروني في الكتابة والتصوير بدءاً من المدارس».أما الخشيبان، فقد ركز على كيفية تسخير الإعلام الإلكتروني لجيل الشباب ودوره في تعزيز المهارات والقيم، وقال: «يجب أن تتنبه مؤسسات التربية إلى أهمية فرض القيم الإعلامية، في ظل القدرة الواسعة وغير المسبوقة لدى الأفراد لإنتاج المعلومات، فالخبر الإعلامي اليوم يتداخل معه الدور التربوي. وبالنسبة للمنظور المستقبلي للإعلام، فسيحدث عملية إحلال، حيث إن الإعلام التقليدي اليوم ليس المصدر الوحيد للمعلومات، إلا أن التركيز الأساس ينصب على توجيه استخدام الشباب لذلك من دون القيم المهمة لأخلاقيات المهنة».المتحدثون بجلسة «الإعلام العربي وصدمة التغيير» نحتاج لعقد إعلامي جديد وضبط الإيقاع مسؤولية المجتمع
المتغيرات الراهنة أثرت على الأوضاع السياسيـــة والإعــــلاميـــــة والثقافية
28 مايو 2012