كشفت مصادر أمنية مصرية عن أنه توجد شكوك لدى أجهزة أمنية في القاهرة حول تمويل إيراني محتمل لعمليات تهريب أسلحة من مخلفات الجيش الليبي السابق إلى سيناء، فيما يمثل مؤشرا على بداية لتدهور في العلاقة المصرية الإيرانية التي شهدت بعض الانفراج بعيد سقوط نظام مبارك سنة 2011.ونقل مصدر صحفي سعودي اليوم الثلاثاء عن مسؤول في الحكومة المصرية قوله إن القاهرة تلقت في الأسابيع الأخيرة إشارات من جهات خارجية حول سيناء، بشان مثل هذا النشاط الذي تموله إيران في المنطقة.وقال مصدر أمني مصري إن الأجهزة المصرية المختصة ترصد نشاطا متزايدا لجماعات تتحرك بين جانبي الحدود المصرية مع غزة وصولا إلى حدود مصر مع إسرائيل وإن أسلحة مهربة من الجيش الليبي، منها صواريخ غراد وقذائف أخرى، ظهرت في أيدي بعض الجماعات بشكل ملحوظ ومتزايد منذ مطلع هذا العام. ويعد الشك المصري في هذا النشاط الإيراني المريب في سيناء، موقفا طارئا ومفاجئا إلى حد كبير، بعد أن اكتفت مصر ما بعد مبارك، بالحياد الذي كان سلبيا ولا مباليا في أغلب الأوقات من سلوك إيران العدواني ضد المنطقة العربية وخاصة ضد البحرين والإمارات العربية المتحدة التي تحتل إيران جزرها الثلاث.وبعد سقوط مبارك مباشرة أعلنت إيران أنها قد عينت سفيرا لها بمصر لأول مرة منذ قطع العلاقات بين الدولتين سنة 1978. وفي شهر مايو 2011 وبعد اجتماعات مع رسميين إيرانيين على مستوى عال أعلن وزير خارجية مصر أن بلده قد فتح صفحة جديدة مع إيران. وفي أغسطس 2011 أرسلت إيران وفدا دبلوماسيا آخرا عالي المستوى لمصر لتدعيم العلاقات الشخصية معها.لكن الاتهام المصري هذه المرة يبدو خطرا جدا ويؤشر إلى موقف مصري منتكس من طهران.وقالت الأجهزة المصرية المختصة إنه وسط شكوك عن ضلوع أموال إيرانية في عمليات تهريب أسلحة من ليبيا إلى غزة، تشير المصادر الأمنية المصرية، في الوقت الحالي، إلى أن دولة مثل إيران ربما كانت تواصل محاولاتها بالفعل لخلق جبهة ملتهبة مع إسرائيل على يد بعض الجماعات المتشددة انطلاقا من سيناء، مشيرة دون ذكر مزيد من التفاصيل، إلى رصد تحركات في القاهرة لرجال أعمال إيرانيين وإيرانيين يحملون جوازات سفر غربية بعد سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.ويرجح مراقبون أن يكون الموقف المصري الجديد من إيران، والذي جاء بعد هدوء العاصفة التي هبت على العلاقة المصرية السعودية، يشكل بداية العودة المصرية إلى الحضن العربي حيث تواجه دول الخليج العربي تهديدات متنامية من إيران لسيادتها ولتركيبتها الطائفية.