قطف مانشستر سيتي الإنجليزي ثمار الاستثمار الذي قام به في يوليو عندما قرر إنفاق حوالي 30 مليون يورو من اجل إقناع برشلونة الإسباني بالتخلي عن خدمات لاعب وسطه العاجي يايا توريه. اعتبر الجميع أن مالك الـ»سيتيزينس» الشيخ الإماراتي منصور بن زايد آل نهيان بالغ عندما قرر أن يدفع هذا المبلغ من المال لضم اللاعب العاجي ومنحه حوالي 250 ألف جنيه كراتب أسبوعي، ما جعله أحد أغلى اللاعبين في العالم. لكن هذا الاستثمار لم يذهب هدراً على الإطلاق لأن توريه تمكن الأحد من منح سيتي ما لا يقدر بثمن، على أقله بنظر جماهير الـ»سيتيزينس»، بعد أن وضع فريق المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني على عتبة منصة التتويج والفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى منذ 44 بتسجيله هدفين غاليين جداً في مرمى نيوكاسل يونايتد في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة.ويؤمن مانشيني بقدرات توريه حيث يعتبر اللاعب العاجي من الركائز الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، والدليل الأبرز على ذلك هو أن العاجي بين اللاعبين الخمسة الأكثر مشاركة مع الفريق هذا الموسم رغم اضطراره للابتعاد عنه لمدة شهر بسبب مشاركته مع منتخب بلاده في كأس أمم أفريقيا أوائل العام الحالي.وقبل المباراة استدعى مانشيني لاعبه العاجي ليتحدث إليه جانباً. «قال لي إن علي الارتقاء إلى مستوى الحدث. لطالما اعتقدت أني جئت إلى هذا النادي من أجل كتابة التاريخ»، هذا ما قاله توريه، الحائز على جائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2011، بعد الفوز المصيري على نيوكاسل.بدأ توريه تدوين اسمه في تاريخ النادي الأزرق منذ الموسم الماضي بتسجيله هدفين حاسمين في نصف نهائي الكأس المحلية ضد مانشستر يونايتد ثم في النهائي ضد ستوك سيتي، ليمنح فريقه لقبه الأول منذ 25 عاماً.بالنسبة لتوريه الذي يحتفل بميلاده التاسع والعشرين في 13 الشهر الحالي، ما يحققه في سيتي يشكل امتداداً لما بدأه مع برشلونة، الفريق الذي توج معه بلقب الدوري الإسباني مرتين وبألقاب كأس إسبانيا وكأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبية وكأس السوبر الإسبانية مرة واحدة إضافة إلى لقب بطل دوري مسابقة دوري أبطال أوروبا الذي توج به عام 2009 على حساب مانشستر يونايتد الذي أصبح الخصم المفضل لدى اللاعب العاجي. من المؤكد أن توريه قطع شوطاً كبيراًً في مسيرته الاحترافية منذ وصفه المدرب الفرنسي لآرسنال الإنجليزي آرسين فينغر بـ»اللاعب المتوسط» قبل تسعة أعوام، ليصبح اليوم أفضل لاعب في القارة السمراء وأحد أفضل لاعبي الوسط في العالم والقلب النابض لفريقه مانشستر سيتي ومنتخب بلاده.