تستعد مدينة مانشستر لأكبر احتفالات ربما في تاريخها إذا ما فاز سيتي بلقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ أكثر من 40 عاماً. فما هي سوى مباراة واحدة يتعين الفوز بها حتى تقرع أجراس النصر، وتبدأ احتفالات غابت طويلاً طويلاً، ولم تعد إلا بوجود رجل فذ مثل الشيخ منصور بن زايد الذي تدين له جماهير السيتي بما تحقق ويتحقق من إنجازات كانت تعد من سابع المستحيلات، لولا دعم الشيخ منصور المادي والمعنوي للفريق ورؤيته المتبصرة التي جعلت من المستحيل ممكناً.فلا عجب أن ترفع جماهير السيتي قبعاتها احتراماً لهذا الرجل الذي حقق المستحيل في وقت هيمن ويهيمن فيه الجار اللدود يونايتد على بطولات البريميرليغ منذ فترة طويلة من الزمن.وفي حال تمكن سيتي من الظفر باللقب نهاية الأسبوع المقبل -وهو متوقع جداً- بفضل فارق الأهداف عن يونايتد، فستكون المرة الأُولى التي يحصل فيها هذا الأمر منذ موسم 1988-1989 عندما أحرز آرسنال اللقب وقتها على حساب ليفربول بفارق الأهداف.والفوز بالدوري بفارق الأهداف يعطي فكرة عن المنافسة الشرسة التي دارت رحاها ومازالت تدور بين الجارين اللدودين يونايتد وسيتي.وقد يقول قائل إن الأموال التي ضخها الشيخ منصور في سيتي كانت هي السبب وراء هذا الإنجاز، وهذا القول مردود على صاحبه، وليس صحيحاً، فالمنافس مانشستر يونايتد هو أغنى نادٍ في العالم حسب إحصائيات مجلة فوربس الصادرة الشهر الماضي.حيث احتل مانشستر يونايتد المرتبة الأُولى قبل ريال مدريد الإسباني الذي يعتقد البعض أنه النادي الأغنى في العالم، بينما وفي نفس الإحصائية لم يجد مانشستر سيتي له مكاناً في المراكز العشرة الأُولى، حيث احتل المواطنون المركز الثالث عشر في قائمة الأندية الأكثر ثراء في العالم.وتبلغ ثروة الشياطين الحمر1.39 مليار جنيه إسترليني وهو رقم مهول بكل المقاييس!بل إن أغلب الأندية الإنجليزية القوية احتلت مراكز أفضل بكثير من السيتي في هذه القائمة، حيث جاء آرسنال في المركز الرابع في القائمة، وثاني نادٍ إنجليزي بعد يونايتد، ثم بعده تشيلسي في المركز السابع، واحتل ليفربول المركز الثامن وتوتنهام المركز الحادي عشر.وعلى هذا الأساس لم يكن المال وحده -رغم أهميته- هو صانع المعجزات بل التصميم والإصرار والتخطيط العلمي والتوليفة الممتازة من اللاعبين بإدارة مدرب محنك مثل مانشيني وبدعم معنوي لا محدود من قبل الشيخ منصور هو من حقق المعجزة وجعل أجراس عشاق القمر الأزرق تقرع للمرة الأُولى بعد غياب دام لـ44 عاماً.