^   ستون إذاعة.. أربعون قناة فضائية.. عشرات الصحف.. كلها تعمل في جنوب العراق ممولة كلياً من إيران، تتولى تمجيد إيران والتسويق للثورة الإسلامية في إيران، وتدافع عن إيران وعن برامجها وأهدافها الدينية والسياسية والقومية، تسب العرب وتبث الحقد.. تدافع عن احتلال إيران للجزر الإماراتية، وعن التدخل الإيراني في أحداث البحرين، بل حتى لما احتلت إيران بئر فكة العراقي كانت هذه الإذاعات والقنوات العاملة في جنوب العراق (وهي إيرانية قلباً وقالباً) تبرر الاحتلال الإيراني لأراض عراقية بكل وقاحة وفجاجة. نفس هذه القنوات الطائفية الكارهة لكل ما هو عربي والمادحة لكل ما هو إيراني ولائي بشكل مطلق، وبلغة إعلامية خشبية تذكرنا بلغة إذاعة تيرنا أيام أنور خوجة في الدفاع عن حكومة طائفية، تعمل اليوم بالتنسيق مع الدوائر الإيرانية لتشويه كل ما هو عربي والتشكيك في الرابطة العربية، بل وحتى العمل على فصل العراق عن جسمه العربي المحيط به. هذا “الأسطول” العجيب من القنوات التي تبث على مدار الساعة ضد عروبة العراق وضد دول الخليج وضد العرب عامة لا يبدو أنها خاضعة لأي نوع من الرقابة لأنها تدار على ما يبدو من خلال المال الإيـــــراني. كما إن هذه الشبكة الفضائية ليس مقصوداً بها في الحقيقة “الآخر” لأن هذا الآخر لا يمكن أن يقتنع بالخرافات الطائفية وبالأساطير العجائبية، وإنما المقصود بها بالدرجة الأولى ضمان استمرار السيطرة على الأتباع، خوفاً عليهم من آثار الحرية الفضائية الكاسحة وخوفاً عليهم من منطق العقل إذا صحا من غيبوبته، ولذلك ليس غريباً أن يكون أغلب أبطال هذه الإذاعات والقنوات الفضائية، وحتى مقدمو البرامج فيها، من بين رجال الدين بالدرجة الأولى، رجال دين من النوع القادر على التهريج والتهييج وتقديم الفرجة المسلية لجمهور المتفرجين المأسورين بالصراخ أكثر من تأثرهم واهتمامهم بمضمون ما يقال، لأنه لا يوجد مضمون تقريباً، حيث تعج هذه الفضائيات بنداءات التحريض والتهييج الطائفي، ومن أخص خصائصها استجلاب التاريخ القديم والصراعات والحروب والخلافات إلى الواجهة، وإعادة تمثيلها ممزوجة بالعويل الفضائي في الأستوديو الفضائي، لتمثيل الصراع الأزلي بين الخير (وهم الخير كل الخير) والشر (والآخر هو الشر كل الشر) في عملية عبثية لإنهاك الأمة وصرف فكرها إلى الخرافات بدلاً من دفعها إلى التفكير الجاد والعلمي نحو البناء والتنمية. ^ همسات.. ذكرت لجنة حماية الصحافيين في تقرير لها أن 9 دولاً في العالم تخضع لحكم ديكتاتوري فرضت رقابة صارمة على الإعلام من خلال منع دخول وسائل الإعلام الدولية وقمع الصحافيين في الداخل. وقالت اللجنة في تقريرها الذي صدر بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة إن إريتريا وكوريا الشمالية وسورية وإيران هي الأسوأ في العالم. - أصدرت الحكومة الإيرانية مؤخراً قانوناً يلزم الصحف والمواقع الإلكترونية والإذاعات والفضائيات العاملة في إيران، بالكشف عن مصادرها الإخبارية، بذكر اسم مصدر الخبر صراحة، بدلاً من إخفائه أو التلميح له، ويفرض القانون عقوبة إيقاف الصحيفة عن النشر أو حجب موقعها الإلكتروني عن المتصفحين المحليين، في حال نشرها لأخبار مجهولة المصدر”. لكن نفس هذا القانون نفسه -الحريص على معرفة المصادر بدقة- لا يمنع” الفبركات والتلفيقات” الخاصة بالأخبار والتقارير المنشورة حول البحرين بدون مصدر مثلاً.!!