ينظم البارح؛ معرضاً شخصياً للفنان الجزائري المعاصر حمزة بونوة، 13 مايو الحالي، يستمر حتى 3 يونيو المقبل. ويتطرق حمزة إلى موضوع العادات والتراث باستخدام تقنية الطباعة الرقمية. حيث الأعمال الفوتوغرافية مشحونة بالإيحاءات والأساطير ومسألة الاختلافات بين الجنسين في العالم الإسلامي. اعتمد حمزة في تركيب الصورة على الضيِّق والفسيح، الأسود والأبيض، المضيء والمظلم، الجهير والخافت الصوت، للدلالة على الاختلافات في الموضوع الذي يبحث عنه، من خلال صور لنساء من المنطقة العربية. وتعتبر تجربته نقداً ذاتياً في قراءة التراث. وتضم المجموعة الثانية لحمزة؛ أعمالاً باستخدام الخط، الذي اشتهر به. وتستند أعماله إلى مراجع ومواضيع كالعرق والهوية والألوان وعلامات يستخرجها من فنّ الخط العربي فتتشابك في ما بينها وتولّد أشكالاً قديمة وقوالب أولية وهندسة جديدة للحروف المتعلقة بمدرسة الفنون الحروفية. وتربط هذه الحركة الفنية ما بين الطابع التقليدي والعصري من جهة والحروف والإشارات من جهة أخرى، فتسلّط الضوء على الحرف كشكل فنيّ إذ لا يُدرَك معناه عبر القراءة أو فكّ الرموز. عن مصدر إلهامه يقول حمزة: "كان لا بد لي أن أتأثر بالحضارات التي أمدت روحي بالتنوير والإلهام من إسبانيا وأفريقيا، وهذا يأتي جنباً إلى جنب مع سحر الحضارة الإسلامية والتي تشكل أساساً لمعظم أعمالي الفنية”. وحول علاقته بالحرف، يذكر حمزة في إحدى اللقاءات الصحافية: "أرسم الحرف وأكتب الصورة فمفهوم النص منعدم عندي لأنّ هذا الأخير تجريدي محض، ولا يتم فهمه حتى من طرفي، لأنّ الشيء الذي يهمّني في النص هو شكله التشكيلي الجمالي وليس المعنى ولا حتى الموضوع”، ويضيف: "علاقة حمزة بالحرف هي علاقة دينية صوفية وجمالية، فأنا مع الجمال والتدّين في آن واحد وأرفض أن ينفصل الدين عن الجمال، واختياري للحرف كان من هذا الباب فالحرف شيء جميل فيه سرّ، قصة وحياة، ربّما هو نوع من الذكاء ففي الحياة العادية يوجد الكثير من الأشياء التي نراها بالعين المجرّدة ومن ثمّ نختار ما يعجبنا ويناسبنا، وأنا اخترت الحرف بنفس الطريقة فأيّ فنان متفوّق يمتلك قاموساً يساعده على اختيار الأشياء التي تساعده على إنجاز الإبداع والعمل الفني والحرف هو من بعض العناصر الموجودة في قاموسي الفني الحالي، فعندما أكون في حالة نقص الإبداع أعود إلى القاموس وآخذ منه بعض الأشياء كالحروف مثلاً وأحاول استثماره في الأعمال الفنية”.حمزة بونوة من مواليد الجزائر، 1979، درس في معهد الفنون الجميلة في الجزائر. عرض أعماله في العديد من المعارض الفردية والجماعية في الجزائر وحول العالم، وحصل على العديد من الجوائز عن أعماله الفنية، ومنها الجائزة الأولى في المؤتمر الأوروبي الجزائري والذي انعقد في بلجيكا العام 2001.