عواصم - (وكالات): ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء انتخابات تشريعية في سوريا مع "استمرار العنف” في البلد، مؤكداً أن "أكثر من 9 آلاف شخص قتلوا في سوريا في الأربعة عشر شهراً الأخيرة وهو وضع لا يمكن تحمله وغير مقبول بالمرة”، ودعي السوريون إلى انتخاب ممثليهم في مجلس الشعب في أول انتخابات "تعددية” منذ 5 عقود تنظمها السلطات، في حين سارعت المعارضة إلى وصفها بـ "المهزلة” ودعت إلى مقاطعتها، وتباينت المواقف الدولية إزاءها، بينما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 31 مدنياً برصاص قوات الأمن السورية.وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها لإجراء انتخابات يسعى النظام من خلالها إلى كسب شيء من المصداقية، بينما أكدت المعارضة أن المشاركة فيها ستقتصر على مؤيدي النظام. ودعت السلطات 14 مليون ناخب في مختلف أنحاء البلاد للإدلاء بصوتهم واختيار ممثليهم لشغل 250 مقعداً في مجلس الشعب بين 7195 مرشحاً يفترض أن يصادقوا على سلسلة من الإصلاحات التي وعد بها الرئيس. كما دعا المجلس الوطني السوري المعارض، من جهته، السوريين "للإضراب أو التظاهر في ساعات الانتخاب للتعبير عن رفضهم لهذه المسرحية”. وأضاف بيان صادر عن المجلس "بصفاقة قل نظيرها، يدعو النظام السوري لإجراء انتخابات لمجلس الشعب على وقع الرصاص والقذائف من كل نوع وجرائم الإبادة والعقوبات الجماعية”.وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بإجراء الانتخابات مع "استمرار العنف”. وقال المتحدث باسمه مارتين نيسركي "لا شيء سوى حوار واسع وبلا إقصاء يمكن أن يقود إلى مستقبل ديمقراطي حقيقي في سوريا”، مضيفاً أن "الانتخابات لا تدخل في هذا الإطار”. واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر أن الانتخابات التشريعية في سوريا "أقرب إلى السخافة”، مشيراً إلى أنه "من غير الممكن تنظيم انتخابات في الوقت الذي يحرم فيه المواطنون من حقوق الإنسان الأساسية، وتواصل الحكومة الاعتداء يومياً على شعبها”. واعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية أن الانتخابات التشريعية التي تنظمها دمشق "بمثابة مهزلة شنيعة” وذكرت مجدداً بضرورة "انتشار سريع لكافة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا”. وأكد المتحدث باسم الوزارة برنار فاليرو في ندوة صحافية أن "نظام دمشق ينتهك بشكل فاضح قراري مجلس الأمن الدولي 2042 و2043 كما أثبت ذلك استمرار القمع الذي خلف أكثر من 30 قتيلاً خلال الأيام الأخيرة”. وتابع أن "الشعب السوري سيستعيد عبر العملية الانتقالية السياسية المنصوص عليها في خطة المبعوث الدولي كوفي عنان والجامعة العربية، القدرة على تقرير مصيره بحرية”. في المقابل، أعربت الصين على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لاي عن الأمل في أن يساهم الاستحقاق "في تعزيز عملية الإصلاح في سوريا والاستجابة للمطالب المحقة بحماية مصالح الشعب السوري”. وأكد وزير الداخلية السوري محمد إبراهيم الشعار أن انتخابات أعضاء مجلس الشعب "تسير بشكل طبيعي” وأن مراكز الاقتراع تشهد "إقبالاً ملحوظاً من قبل الناخبين” بحسب ما نقلت عنه وكالة "سانا” الرسمية. وبث التلفزيون السوري صوراً لعدد من المراكز الانتخابية في عدد من المحافظات السورية وكتب في أسفل الصور "السوريون يقولون كلمتهم في صناديق الاقتراع”.وأقيم 12152 مركزاً انتخابياً في مختلف المدن السورية موزعة على 15 دائرة انتخابية. ويشارك في الانتخابات 7 أحزاب من بين 9 أعلن عن تأسيسها منذ إصدار قانون تنظيم الأحزاب الجديد إضافةً إلى المستقلين وقائمة الوحدة الوطنية التي أعلنت عنها الجبهة التقدمية التي يقودها حزب البعث وتشرف على الحكم في البلاد.وفي مشهد مختلف، شهدت مناطق عدة في إدلب ودرعا وحماة إضراباً عاماً احتجاجاً على إجراء الانتخابات، إضافة إلى بعض أحياء العاصمة دمشق وبلدات ريفها، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وفي محافظة الحسكة ذات الغالبية الكردية أفاد ناشطون في تنسيقيات الكرد أن "مدن الحسكة والقامشلي والدرباسية وعامودا ورأس العين ومعبدة والمالكية والقحطانية والهول والشدادي شهدت مقاطعة واسعة للانتخابات”.من جهة أخرى، نددت منظمة "مراسلون بلا حدود” باستهداف السلطات السورية الصحافيين المواطنين "الذين يدفعون حياتهم بغية إعلام العالم بما يجري في سوريا” واصفة الرئيس بشار الأسد بأنه أحد "صيادي الصحافة” في العالم. من جانبه، أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أثناء لقائه مع رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال روبرت مود "استمرار سوريا في تسهيل مهمة البعثة ضمن التفويض المخصص لعملها”.