تقوم المراكز العلمية بشتى فروعها على خلق وعي بأهمية العلوم والتكنولوجيا في تطور المجتمعات وتكريس الاحساس بأهميتهما في الحضارة الانسانية الحديثة وذلك من خلال خلق بيئة علمية داخل المجتمع عن طريق تبسيط المفاهيم والنظريات العلمية المختلفة لجميع أفراد المجتمع بطرق ووسائل مختلفة مثل التفاعل المباشر مع التطبيقات العلمية للنظريات المختلفة وذلك من خلال معروضات علمية خاصة أو من خلال تنظيم دورات علمية خاصة للشباب والناشئة لتنمية مهاراتهم ومواهبهم العلمية أو وسائل اخرى مثل طباعة المنشورات العلمية وغيرها. ان ذلك ينطبق ايضا على الاندية والمتاحف العلمية حيث تلعب الاندية العلمية في تدريب وتطوير القدرات والمهارات العلمية لدى اعضائها من الصغار والبالغين بينما تلعب المتاحف العلمية دورا مهما في توسيع ونشر الثقافة العلمية لدى كافة افراد المجتمع وفتح مدارك الناس على تاريخ تطور العلوم المختلفة والعلماء العظام الذين لعبوا دورا اساسيا في تطور حياة الانسان. إن التعلم من خلال المراكز والاندية العلمية تختلف عن التعلم في المدرسة والجامعة. ففي المدارس والجامعات يكون الطالب ملزماً بالحضور للمحاضرات في أوقات معينة ولزمن معين وبدراسة مواد معينة وقد لا تكون بعض المواد مححبة اليه كما أن التعلم في المدرسة والجامعة يغلب عليه الجانب النظري أكثر من العملي، أما في المراكز والأندية العلمية فإن الوضع يختلف عن ذلك فالطالب الموهوب يستغل وقت فراغه ليدرس ويمارس الشيء الذي يحبه عملياً حيث يستطيع من خلال ذلك إظهار وتنمية مواهبه وقدراته الفنية والإبداعية لما يعود عليه وعلى المجتمع عامة بالنفع.ان هناك العديد من مثل هذه المراكز في دول العالم التي تساهم في تطوير وتنمية الثقافة والوعي العلمي لدى شعوب تلك الدول ولعل اقربها هو مركز سلطان بن عبد العزيز للعلوم و التقنية " سايتك " بالخبر والتابع لجامعة الملك فهد للبترول و المعادن والذي حتوي على قاعات علمية رائعة ومرصد فلكي ومركز ثقافي للطفل وغيرها وكذلك المركز العلمي الكويتي والذي تم إنشاءه برغبة من أمير الكويت الراحل سمو الشيخ جابر الاحمد الصباح رحمه الله. يحتوي المركز على العديد من الأقسام مثل سينما الافلام العلمية ثلاثية الأبعاد و قسم الأكواريوم والذي يتمكن الزائر من خلاله على التعرف على البيئات المختلفة للجزيرة العربية والفلك وغيرها من الاقسام والمعروضات العلمية التي تحبب الزائر في العلوم والتكنولوجيا. أما في البحرين فقد قامت وزارة حقوق الإنسان والتنمية الاجتماعية مؤخراً مشكورة على انشاء المركز العلمي البحريني والمزمع تأسيسه قريبا. اننا نطمح في انشاء المزيد من مثل هذه المراكز بالاضافة الى الاندية والمتاحف العلمية في بلدنا العزيز لما يساهم في التنمية المجتمعية ولما له من دور هام في استغلال طاقات الشباب واوقاتهم فيما يعود بالنفع على مجتمعاتهم واوطانهم ويشغلهم عن في امور قد تضر بهم وبمستقبلهم.عارف العوضي