^ (حجز) نبيل رجب رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان المنحل أثار البعض واعتبره (خطأ) ترتكبه الحكومة لأن نبيل رجب بالنسبة لها (خط أحمر!) فإن عليها أن تحتمل ما سيأتيها من الشارع الذي لن يتأخر عن الاعتصام وحرق إطارات السيارات والخروج في مسيرات واحتجاز الشوارع، وأن تحتمل شدة البيانات التي ستخرج عن المنظمات العالمية ذات العلاقة وما ستقوله عنها الفضائيات المستفيدة من الأوضاع في البحرين وعلى رأسها السوسة الإيرانية! فمنذ الساعة التي انتشر فيها خبر حجز (وليس اعتقال كما يحلو للبعض ترديده) نبيل رجب (الذي هو مواطن بحريني يخضع لقوانين وأنظمة البحرين ومسؤول عما يبدر عنه من أقوال وأفعال) بدأ الوعيد بإشعال الشارع ودبجت البيانات المهددة بزلزلة البلد إن لم “تتدارك” الحكومة الأمر وتتراجع “فوراً” عن قرارها، ذلك أن التهم التي قيل إنها موجهة إليه (عادية) فهي مجرد إهانة مؤسسات حكومية والتحريض على مسيرات غير مرخصة.. وإهانة رموز الدولة! وطالما أن الرجل (حقوقي) فإن من حقه فعل أي شيء وقول أي شيء وسب من يشاء.. بغير حساب! هذه النظرة الناقصة للأمور تسيء إلى أولئك الذين يحلو لهم اعتبار أنفسهم معارضة، فإذا كان الشيخ عيسى قاسم خط أحمر وعبدالهادي الخواجة خط أحمر ونبيل رجب خط أحمر وفلان وعلان خطوط حمراء فهذا يعني أنه صار على الدولة ألا “تتجرأ” على تجاوز تلك الخطوط الحمراء، بل لعل الأنسب أن تطلب موافاتها بقائمة بأسماء الخطوط الحمراء كي لا ترتكب خطأ جسيماً كالذي ارتكبته باحتجاز نبيل رجب وتحويله إلى النيابة! إنه أسلوب خاطئ، ليس من الحكومة لكن من تلك الفئة التي تعتبر نفسها فوق الدولة وخارج القانون الذي تنادي بتطبيقه، حيث اعتبار كل شخص خطاً أحمر واعتبار أي إجراء (قانوني) في حق أي مواطن أو مقيم (خطأ وحماقة وجرأة وتجاوزاً من الدولة) من شأنه أن يقلل من شأنها لسبب بسيط جداً هو أن من حق الدولة أن تحاسب مواطنيها ومن هم على أرضها إن تجاوزا أو أخطأوا وإلا فما قيمة الدولة وما وزنها؟ للبحرين كل الحق في احتجاز من تشاء من مواطنيها أو المقيمين على أرضها ومحاسبتهم ومحاكمتهم إن بدر منهم ما يسيء إليها وإلى قوانينها وأنظمتها، فالبحرين دولة مستقلة ولها أنظمتها وقوانينها ولها أن توقف من يتجاوز المسموح به عند حده، فما نبيل رجب إلا مواطن ينبغي عليه عدم التجاوز والالتزام بالنظام والقانون وبالأعراف والعادات والتقاليد، فليس من السنع أن يتطاول على رموز البلد وإهانتهم وليس من حقه التحريض على القيام بما يزعزع الأمن ويثير البلبلة خاصة وأنه (حقوقي) ويعلم أن من (حق) الدولة ألا تقبل بما يقوم به من أعمال وما يصدر عنه من أقوال. ليس مناسباً أبداً هذا الأسلوب الذي تعتمده تلك الفئة، فليس من المعقول أن يتم الاحتجاج على كل فعل تقوم به الدولة لأن الجميع هنا -شاءوا أم أبوا- هم تحت سلطة الدولة وهذا يعني أن من حقها أن تستجوب كل من هو على أرضها وتسأله عن أقواله وأفعاله وأن تحاسبه إن بدر منه أي خطأ. أبداً لا يوجد في حسابات الدولة خطوط حمراء، فالخطوط هنا كلها خضراء، وليس نبيل رجب بأفضل من غيره من المواطنين فالكل سواسية والجميع محكوم بالقانون. نتمنى لنبيل رجب ولكل مواطن ومقيم السلامة، ونتمنى أن يعلموا جميعاً أن في البحرين نظاماًً وقوانين لا ينبغي تجاوزها.. وأنه لا خط أحمر سوى رموز الدولة.
نبيل رجب.. خط أخضر!
28 مايو 2012