أكد رئيس جامعة الخليج العربي د. خالد العوهلي أن مجلس التعاون لدول الخليج العربية وضع عدداً من السياسات والتشريعات لحماية البيئة، إذ أبرم نحو أكثر من 25 اتفاقية ومعاهدة إقليمية ودولية بهذا الخصوص، منوهاً بأن القيادات الخليجية تعي حجم التحديات البيئية وخطورتها. وقال د. خالد العوهلي، خلال افتتاحه فعاليات المهرجان البيئي الأول "يوم الأرض” الذي أقيم أمس تحت شعار "عالم أخضر” بتنظيم من عمادة شؤون الطلبة بالجامعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، المكتب الإقليمي لغرب آسيا، إن الاحتفال بيوم الأرض هو فرصة مواتية تلقي الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة من أجل استمرار الحياة والتمتع بحياة نوعية على سطح الكوكب، لافتاً إلى التحديات البيئية غير المسبوقة الناتجة عن تطلعات الإنسان اللامحدودة لبلوغ المزيد من التقدم والرفاهية، والتي على الرغم من مشروعيتها تخل بالتوازن البيئي وترفع سقف المخاطر. وأضاف: "أطلق المجلس جائزة مجلس التعاون لأفضل الأعمال البيئية، كما قامت المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة الكويت ودولة قطر بتمويل سخي لصندوق أبحاث خاص بالطاقة والبيئة والتغيير المناخي، كما تفضل حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، بتخصيص جائزة لقطاع الإنسان والبيئة”. وهو ما يؤكد الالتفات لحجم التحديات البيئية والوعي بخطورتها على مستوى القيادات الخليجية. وأشار العوهلي خلال كلمته في حفل الافتتاح إلى جهود جامعة الخليج العربي - التي جسدت مشروع التعاون العلمي والتعليمي لدول المجلس، وكانت رائدة في التصدي لمشكلات البيئة في المنطقة، من خلال بناء القدرات والكفايات البشرية الخليجية المؤهلة والقادرة على إيجاد الحلول المناسبة لتلك المشكلات، إضافة إلى توظيف خبرائها وخبراتها المتراكمة منذ إنشاء الجامعة، لتقديم خدمات استشارية لدول المنطقة والمنظمات الإقليمية والدولية العاملة في دول المجلس، إضافة للمساهمة في مساندة اتخاذ القرار ضمانا لاستدامة التنمية نحو مستقبل أفضل لأبناء ومجتمع دول الخليج العربية.وفي هذا الاتجاه يشار إلى أن الجامعة تشرفت باستضافة كرسي صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - طيب الله ثراه، في مجال "العلوم البيئية” الذي ساهم في العديد من الندوات والدراسات والاستشارات البيئة. وثمّن د. خالد العوهلي مبادرة طلبة الجامعة في تنظيم الاحتفال بيوم الأرض تحت شعار "عالم أخضر”، وقال: "تأتي المبادرة لتؤكد أهمية تشجيع المبادرات الطلابية والفردية من أجل رفع مستوى الوعي العام بقضايا البيئة ومشكلاتها، إذ أن حل تلك المشكلات يبدأ بتوعية الفرد الذي هو الفاعل الرئيس الذي منه وبه وإليه تنتهي التنمية والحفاظ على البيئة”.ومن جانبها، أكدت مسؤول برنامج القوانين والمعاهدات البيئية المتعقلة بالتنوع البيولوجي في برنامج الأمم المتحدة للبيئة ديان قليمة في كلمة ألقتها بالنيابة عن القائم بأعمال مكتب غرب آسيا د. عادل عبدالقادر أن شعار المهرجان يدعو للتذكر بالاقتصاد الأخضر الذي أصبح شعار الحياة المعاصرة لكونه ينظم عملية استهلاك الطاقة وإيجاد البدائل لاستخدام الوقود الأحفوري والتخلص من النفايات بوسائل متطورة.وأشارت ديان قليمة إلى أن التغيرات التي تشهدها المنطقة ستمكن أبناءها من قيادة دقة القضايا البيئية وإحداث تغيير نوعي يحول الإنسان العربي إلى مشارك أساسي في التحول نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة شعار للحفاظ على البيئة التي أهملت على نحو خطير في السنوات الماضية، موضحة أن نسبة مساهمة البلدان العربية في منظومة الاقتصاد الأخضر لا تصل إلى واحد%. وقالت قليمة: "على الرغم من انتهاج الدول العربية نماذج جريئة للنمو الاقتصادي، فشلت سياستها العامة في تحقيق أبعاد الاقتصاد الأخضر الثلاث، المتمثلة في الاعتبارات الاقتصادية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على الموارد الطبيعية بهدف استغلالها استغلالاً مستداماً”، مشيرة إلى أن التخطيط الاقتصادي السائد لا يزال مرتبط بنمو قصير الأجل للناتج المحلي الإجمالي وبحلول سريعة مع إهمال الأسباب الكامنة للفقر وانعدام العدالة والبطالة والتدهور البيئي، وهو ما لم يقابله سياسات تستجيب لهذه النواقص.من جانب آخر، أطلق الطالب بكلية الطب والعلوم الطبية جلال توراني مبادرة طلبة جامعة الخليج العربي البيئية والتي تمتد لثلاث سنوات بهدف حماية البيئة ونشر الوعي لدى جيل الشباب لتحمل المسؤولية في الحفاظ على البيئة ومواردها. فيما قالت الطالبة وجدان البلوشي، عريفة الحفل إن البيئة تعرضت في السنوات الأخيرة إلى انتهاكات عظيمة شكلت تهديد لا تحمل تبعاته، وهو ما يحتم تكثيف الجهود للحد من تداعيات الغزو الذي تتعرض له البيئة.